نحن أمام ثروات متجددة وفرص يتيحها نجاح قمة المُناخ cop27، وتفتح أبوابا للتنمية والاستثمار، لأنها تدخل ضمن الثروات التى تنتجها العقول ويتيحها العلم.
وبالطبع علينا أن نستغل الفرصة ونواصل العمل ما بعد قمة المناخ، لتطبيق وتوسيع فرص وخيارات الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو الرياح أو الطاقة الحيوية من المخلفات، ونظن أننا تأخرنا كثيرا فى الدخول إلى عصر الطاقة الشمسية، التى بدأت منذ الستينيات لكنها تعثرت بسبب غياب الإرادة، وتأخر الربط بين التعليم والمجتمع، لكن الفرصة تتجدد مع استراتيجية مصر للطاقة المتجددة، وأيضا مع قمة المناخ التى فتحت الباب لتعهدات واستثمارات يمكن أن تمثل قاعدة انطلاق كبرى.
وهنا يمكن أن تكون الفائدة مزدوجة، فالطاقة الشمسية متجددة يوميا، ولدينا صحارى يمكن استغلالها بشكل مزدوج، إقامة محطات توليد عملاقة للطاقة الشمسية، واستغلال جزء من هذه الطاقة فى استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، وهو أمر ممكن، خاصة وقد قطعنا مسافة فى توليد الطاقة الشمسية فى محطة بنبان وغيرها، فضلا عن محطات يمكن توزيعها فى مناطق التنمية لتمثل حلا للطاقة لدعم التنمية، ونحن أمام طاقة نظيفة.
ثم إن التوسع فى توليد الطاقة الشمسية يولد فرص عمل، لمهندسين وفنيين، من خلال فتح مجالات للدراسة والتدريب فى قطاع واعد، بجانب أن إنتاج الطاقة الشمسية يتيح فرصا لاستثمارات وصناعات تتعلق بإنتاج مستلزمات الطاقة من خلايا ووحدات ومحطات للطاقة الشمسية، خاصة أن هناك توقعات بالتوسع فى إنتاج الطاقة الشمسية فى المنطقة عربيا وأفريقيا، وهو ما يجعل هناك فرصة لأن تكون مصر مركزا إقليميا لإنتاج وتوزيع وتصدير مستلزمات توليد الطاقة الشمسية. وبالتالى يضاعف من فرص الاستثمار والعمل فى مجالات يتوقع أن تكون مطلوبة خلال السنوات المقبلة، ونكرر أنها فرصة للقطاع الخاص والعام للاستثمار فى مجال واعد.
فالدولة تدفع نحو هذا الاتجاه، ويبقى الدور على القطاع الخاص، والأهلى للعمل فى التدريب والتعليم لاستثمار فرص متاحة، تفتح المجال للتنمية والاستثمار وفرص العمل، فى حال تم التعامل مع الأمر بشكل متقاطع، ومثلما خلقت التكنولوجيا الجديدة فرصا فى مجالات فنيات الموبايل والحواسب، فإن الطاقة الجديدة تمثل مجالا يتيح المزيد من الفرص للدراسة والتدريب فى مجال مهم.
وهناك أفكار ومبادرات تم تداولها خلال القمة، لفصل المخلفات وإعادة التدوير، قدمها شباب من تخصصات مختلفة، تتطلب المزيد من التشجيع، بجانب العمل على نشر الوعى بأهمية الطاقة المتجددة، ليس فقط فى الشمس أو الرياح، لكن أيضا فى الوقود الحيوية، والذى يمكن إنتاجه فى مناطق ريفية وبشكل اقتصادى من مخلفات حيوية يتم التخلص منها، بينما الفرصة متاحة لأن تكون مصادر للطاقة والعمل، خاصة أن مبادرة حياة كريمة فى حد ذاتها تمثل إحدى الخطوات المهمة التى تفتح الباب لتحديث شامل للريف، حتى يكون متمتعا بميزات، فضلا عن إتاحة الإمكانية لمشروعات صغيرة ومتوسطة، فى مجالات إعادة تدوير المخلفات أو توليد الطاقة الحيوية، أو الطاقة الشمسية لأغراض الزراعة وتشغيل طلبات رفع المياه أو تشغيل الآبار، فى مناطق زراعية أو صحراوية.
كل هذه الفرص تولدت من قمة المناخ يمكن استغلالها وتوظيفها بشكل اقتصادى وعملى، تبدأ بحملات توعية بأهمية هذه المجالات، والتعريف بقضية المناخ وتأثيراتها على الحياة فى الريف والحضر والزراعة والغذاء، هذا الوعى يمكن أن يقوم به بجانب الإعلام، المجتمع الأهلى، بالتعاون مع الجامعات، وهو أمر يعود بالفوائد على الجميع.
وفى مناسبات كثيرة يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعوة القطاع الخاص، وتوجيه المجتمع الأهلى للتشارك فى دعم جهود التنمية، والاستثمار فى البشر، واستغلال الفرص المتاحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة