واصلت وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم تغطيتها المكثفة -سواء بالبث الحي عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي أو عبر التقارير الإخبارية- لأعمال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، المنعقد في مدينة شرم الشيخ.
ومع قرب اختتام أعمال المؤتمر الجمعة 18 نوفمبر 2022، ركزت وسائل الإعلام الدولية - طبقا لما رصده التقرير اليومي الذي تصدره الهيئة العامة للاستعلامات - على مشروع اتفاق قمة COP27 بهدف الاحتفاظ بدرجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية لإنقاذ العالم من الآثار الضارة لظاهرة الاحتباس الحراري، وكذلك على قضية "تعويض الخسائر" التي ظلت الشغل الشاغل للدول الأكثر عرضة لعوامل تغير المناخ، خاصة في القارة الأفريقية، بالنظر إلى قلة مساهماتها في انبعاثات الغازات الدفيئة وتعرضها مع ذلك لأسوأ عوامل تغير المناخ، المتسبب فيها بالمقام الأول الدول الغنية في الشمال.
وركز التناول الإعلامي لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ خلال اليوم الثاني عشر من أعمال القمة على القضايا التالية:
اقتراب مصر من التوصل لصفقات لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة-طاقة شمسية وطاقة الرياح- بقدرات تبلغ 1 جيجاوات.
توقيع مذكرات تفاهم لإنشاء مشروعات لطاقة الرياح باستثمارات 34 مليار دولار.
دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتفاق "طموح" حول تعويض الخسائر.
إمكانية تمديد المؤتمر نظراً لعدم التوافق حول مخرجاته حتى الآن.
دعوة مفوض الزراعة والتنمية الريفية بالاتحاد الأفريقي كافة الشركاء لتوفير الدعم المادي لخطة عمل التعافي الأخضر.
إمكانية توسيع التحالف للحد من انبعاثات غاز الميثان ليشمل 150 دولة، بينها مصر.
تعهد قادة العالم خلال أعمال المؤتمر بتقديم 10 مليارات دولار لمكافحة عوامل تغير المناخ.
وفي التفاصيل، أشار تقرير الاستعلامات إلى اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتغلب على "انهيار الثقة" بين الدول الغنية والفقيرة للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ العالم من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، وكذلك دعوته للتوصل لاتفاق طموح حول مسألة تعويض الخسائر عن الأضرار والتي تظل حجر عثرة في مفاوضات قمة COP27.
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية على أن الدول الغربية لم تف قط بتعهد الـ100 مليار دولار سنوياً الذي قطعته علي نفسها في عام 2009، في حين ركز الإعلام البريطاني- وكذلك موقع تلفزيون الشرق السعودي- على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتغلب على "انهيار الثقة" بين الدول الغنية والفقيرة للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ العالم. كما أشار موقع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية-وكذلك موقع صحيفة "عاجل" السعودية- إلى الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها مصر في مجال الطاقة المتجددة، حيث ذكر تقرير للصحيفتين قرب التوصل لاتفاقيات لبناء مشروعين للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرات تبلغ 1 جيجاوات.
أما موقع برنامج "Tagesschau" " الألماني، فقد أشار لتصريحات وزيرة الخارجية "أنالينا بربوك" عن احتمالية تمديد المؤتمر بالنظر إلى عدم التوصل لتوافق حول القضايا الرئيسية ومنها الامتثال لهدف درجة حرارة عند 1.5 درجة مئوية ومسألة التعويضات.
واهتم موقع "H2 news" الأوروبي، في نسخته الألمانية بتوقيع اتفاق تعاون بين مصر والنرويج لإطلاق أول محطة للهيدروجين الأخضر في أفريقيا، حيث تم تشغيل المرحلة الأولى من محطة الهيدروجين الأخضر في العين السخنة، بحضور الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ورئيس الوزراء النرويجي "جوناس جاهر ستور".
فيما اهتم الإعلام الروسي- وكالة "كراسنايا فيسنا"-بالمكالمة الهاتفية بين الرئيس السيسي ورئيس البرازيل المنتخب "لولا دا سيلفا" وتأكيد الجانبين على ضرورة مواصلة تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. واهتمت وكالة "أجينسيا نوفا" الإيطالية بتعهد الاتحاد الأوروبي بتخصيص ما يصل إلى 35 مليون يورو من أجل دعم قطاع الطاقة في مصر. فيما اهتم الإعلام اليوناني-ممثلاً في صحيفة "Zougla" بتصريحات رئيس سياسة المناخ بالاتحاد الأوروبي عن أهمية بذل كل الجهد لتحويل مسودة بيان COP27 إلى واقع تتفق عليه جميع الأطراف.
كما رصد تقرير هيئة الاستعلامات مواصلة وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وباراجواي اهتمامها بمتابعة أعمال قمة المناخ ""COP27 بشرم الشيخ، وأبرز موقع "المونيتور" الأمريكي إعلان مصر كأول دولة في إفريقيا إطلاق سوق ائتمان "الكربون"، الأمر الذي يمهد الطريق لسوق بطاقات ائتمان الكربون للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وسط فوائد اقتصادية متوقعة في مصر وإفريقيا خلال السنوات المقبلة.
كما اهتم موقع قناة "الحرة" الأمريكية بالحضور اللافت للأنظار للأطفال في قمة COP27 وألقت الضوء على مشاركة نشطاء مناخ من الأطفال وملاحقة بعضهم بالتساؤلات والاستفسارات للساسة المشاركين في القمة لمطالبة القادة والمسئولين الكبار باتخاذ إجراءات لحماية مستقبلهم.
فيما سلط موقع US news" " الأمريكي وموقع Infobae الأرجنتينى الضوء على قضية "الخسائر والأضرار"، والتي تتعلق بتعويض البلدان المتضررة اقتصادياً جراء عوامل تغير المناخ، وتحذير الأمين العام للأمم المتحدة من أن الانبعاثات الحرارية في أعلي مستوياتها في التاريخ، وأنه لا بد من سرعة العمل للتغلب على زيادة الانبعاثات الضارة.
واهتمت صحيفة "ABC" الصادرة فى باراجواي بإعلان المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ "جون كيري"، أن التحالف العالمي للحد من انبعاثات الميثان قد يتوسع ليشمل 150 دولة من بينها مصر.
كما أبرز التقرير اليومي لهيئة الاستعلامات مواصلة الإعلام العربي متابعته لأعمال قمة مؤتمر المناخ، حيث تنتقل رئاسة المؤتمر من مصر إلى الإمارات في الدورة 28 القادمة، وفي هذا الصدد أبرز الإعلام الإماراتي-موقع سكاي نيوز عربية- أن مؤتمر شرم الشيخ COP27 شهد منذ بدايته في 6 نوفمبر، إطلاق وتوقيع عشرات الاتفاقيات والمبادرات الهادفة إلى الانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ، وتعزيز جهود التكيف والتخفيف من تداعيات تغير المناخ في أنحاء العالم.
كما نقل موقع 24 الإخباري تأكيد وزير الخارجية المصري علي أهمية التعاون بين مختلف الأطراف لمكافحة عوامل تغير المناخ. ونقل موقع "العين الإخبارية" تصريحات وزيرة التعاون الدولي المصرية باتخاذ مصر كافة الضوابط لمكافحة غسل الأموال الأخضر، وكذلك إطلاق مصر مبادرة النقل منخفض الكربون من أجل الاستدامة الحضرية التي تهدف إلى إزالة الكربون الناجم من قطاع النقل.
أما صحيفة "الأنباء" الكويتية، فقد اهتمت بإطلاق وزير التنمية المحلية ووزيرة التعاون الدولي المصريين، مبادرة المدن المصرية المستدامة بالتعاون مع البنك الدولي. كما أبرزت صحيفة "البيئة" الكويتية أيضاً تأكيد وزيرة البيئة المصرية من أن التحول للاقتصاد الأخضر سيحقق 26 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم حتى عام 2030. وتصدرت مسألة التعويض عن الأضرار اهتمام وسائل الإعلام العُمانية واللبنانية التي أكدت على مطالبة الدول النامية بإنشاء صندوق للتعويض عن الخسائر التي تكبدتها جراء عوامل تغير المناخ.
وسلط التقرير اليومي للاستعلامات الضوء على اهتمام وسائل الإعلام الأفريقية بأعمال قمة المناخ حيث ذكر موقع" Heures au Benin 24 البنيني" أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأفريقيا أطلق منتدى أفريقي للطاقة المتجددة على هامش COP27 من أجل ضمان انتقال عادل للطاقة والتمويل المستدام. كما سلط موقع "أكتيواليتيه" الكونغولي" الضوء على طلب وزير الصناعة الكونغولي خلال مشاركته في أعمال المؤتمر من الشركاء المانحين العمل على إنشاء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في الكونغو الديمقراطية.
واهتم الإعلام الليبيري، ممثلاً في صحيفة New Republic Liberia- بدعوة مفوض الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق بالاتحاد الأفريقي كافة الشركاء لتوفير الدعم المادي لخطة عمل التعافي الأخضر GRAP.
كما اهتم موقع صحيفة Business Day الجنوب أفريقية ببيان مشترك-ضم دول جنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين-عبرت خلاله وزيرة الغابات بجنوب أفريقيا عن عميق القلق جراء عدم قيام الدول الغنية بخفض استخدامها للوقود الأحفوري للتخفيف من الانبعاثات الضارة. وفي نيجيريا، ركزت صحيفة National Daily NG النيجيرية على إطلاق مؤسسة التمويل الدولية وشركة Microsoft الأمريكية شراكة لدعم التحول الرقمي في قطاع الزراعة في أفريقيا.
كما اهتم تقرير الاستعلامات بمواصلة الإعلام الآسيوي والأسترالي متابعته المكثفة لأعمال قمة COP27، حيث أشارت وكالة "شينخوا" الصينية إلى إعلان مصر توقيع مذكرات تفاهم مع شركات محلية وأجنبية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرات تصل إلى 28 ألف ميجاواط باستثمارات تصل إلى 34 مليار دولار.
كما أبرزت الوكالة أيضاً وكذلك صحيفة The News International الباكستانية، وصحيفة "Berita Harian " الماليزية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية لتعويضها عن أضرار عوامل تغير المناخ، وحديثه عن ضرورة التوصل لاتفاق شامل وذي مصداقية لبناء الثقة بين الدول المتقدمة والنامية.
فيما اهتم الإعلام الأسترالي-عبر صحيفتي "Sydney Morning Herald"، و"The Age" مطالبة الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف من وزير التغير المناخي والطاقة الأسترالي "كريس بوين" قيادة المفاوضات مع نظيره الهندي بشأن استبدال اتفاقية بقيمة 100 مليار دولار تنتهي في عام 2025.
أما صحيفة "The Indian Express" الهندية، وقناة CNA الإخبارية السنغافورية فقد سلطتا الضوء على الصعوبات التي تواجه مؤتمر المناخ بشأن إنشاء مرفق مالي جديد لتمويل الخسائر والأضرار، كونه يمثل المعركة الرئيسية التي تواجه المفاوضون في أعمال المؤتمر، وكذلك اهتمت بدعوة مصر كافة الأطراف المعنية بحل خلافاتهم قبل انتهاء المؤتمر والتوصل لصياغة صفقة مناخية ملائمة.
كما أبرز تقرير الاستعلامات أيضاً اهتمام وسائل الإعلام بدول الجوار (تركيا وإيران وإسرائيل) بقمة المناخ COP27، حيث قالت وكالة الأناضول التركية إن قادة العالم تعهدوا خلال الأيام الماضية بتقديم التزامات مالية وصلت قيمتها الإجمالية إلى نحو 10 مليارات دولار، للحد من مخاطر المناخ. كما أشارت أيضاً إلى تلقي مؤتمر COP27 دعماً من قادة دول مجموعة العشرين G20 في بالي، إندونيسيا بعد اتفاقهم على السعي للحد من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً إلى 1.5 درجة مئوية.
وأبرزت كذلك تأكيد رئيس مؤتمر الأطراف-وزير الخارجية المصري "سامح شكري" على ضرورة توفير الدعم المالي لتعويض الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية.
كما اهتمت المواقع الإيرانية (قناة "العالم")، والإسرائيلية ("الجيروزاليم بوست"، و ynetnews"، و"تايمز اوف اسرائيل") والتركية (الأناضول) بتوقيع "إعلان نوايا" بين الأردن وإسرائيل على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 لتحسين بيئة نهر الأردن والبحر الميت وخلق فرص عمل جديدة لتعزيز اقتصاد البلدين وتعزيز الزراعة المستدامة والسيطرة على الجريان السطحي من الحقول الزراعية.