التفاح من أشهر أنواع الفاكهة فى الأساطير القديمة، وقد كانت التفاحة «فى قصة آدم وحواء رمزا للمعرفة والخلود والإغراء وسقوط رجل فى الخطيئة ورمزا للخطيئة نفسها"، وفيما لا تزال التفاحة رمزا للجمال والسلام والشباب فى الصين.
وتمر اليوم الذكرى الـ 715 على قيام وليام تيل بإصابة التفاحة من على رأس ابنه وفقًا للأسطورة السويسرية الشهيرة، وتذكر سيرة "تيل" على أنه بطل شعبى سويسرى وهو جزء من حكايات استقلال سويسرا من الإمبراطورية النمساوية.
والحقيقة أن التفاح فاكهة أسطورة بامتياز، فقد ملأت قصص التفاحات الذهبية الأساطير القديمة الكثيرة وكانت سببا للحروب والخصام، ومن أبرز تلك الأساطير..
تفاحة حرب طراودة
دُعيت هيرا وأثينا وأفروديت إلى عرس ثيتس ولم تُدعَ إليه إيريس (إلهة النزاع)، فغضبت وقررت بث الفرقة والنزاع بين الإلهات الثلاث، ووضعت تفاحة ذهبية كُتب عليها (للأجمل)، لتختلف الإلهات الثلاث حول مَن منهنّ الأجمل.
ولحل النزاع قرر زيوس اللجوء إلى تحكيم أجمل البشر من الرجال، وكان هذا الرجل هو باريس ابن ملك طروادة. وللتأثير على قراره، أغرته هيرا بالسلطة، ووعدته أثينا بالحكمة والمجد، وقالت له أفروديت إنها ستهبه أجمل نساء الأرض، ففضل الأخيرة وأعطاها التفاحة ليغضب بذلك الربتين الأخريين.
حققت أفروديت وعدها لباريس، وأخذته إلى طروادة من جديد، وقدمته إلى أهله الذين ابتهجوا بعودته أميراً. ولتوفي دينها أرسلته إلى إسبارطة، فاستغل غيبة ملكها منيلاوس وأغوى زوجته هيلين التي فاقت كل نساء الدنيا جمالاً، وهرب بها إلى طروادة. انقسمت الآلهة فساعد بعضهم اليونانيين وساند بعضهم الآخر الطرواديين، وكانت المعركة الشهيرة.
تفاح الخلود
ورد في الأساطير النرويجية القديمة ذكر ثمار تفاح ذهبية، تمنح الخلود وتُمكن الآلهة من الحفاظ على شبابها وحياتها الأبدية، إذ يرجع أصل هذه الأسطورة إلى إلهة الربيع "أيدون" التي كانت تحرس بساتين التفاح الذهبي، وفي إحدى المرات سُرقت الثمار بعد أن خدعها أحد الأعداء؛ فبدأت الآلهة تزداد شيخوخة وتنحسر قوتها، لكن في النهاية استجمعت الآلهة ما تبقى لها من قوة وخاضت معركة مع أعدائها؛ تمكنوا على إثرها من استرداد ثمار التفاح واستعادة شبابهم وقوتهم.