في ظل عالم الحداثة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى، أصبحنا أمام سيل من المصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان مثل "فتح عينك تاكل ملبن، أبجنى تجدنى وفتّح مخك، وكثيرا من عبارات الفهلوة والحداقة" خلاف ظواهر سيئة كالصوت العالى وإعلاء المصلحة الخاصة والدليفرى، فأين نحن من مصطلحات الجد والاجتهاد والكفاح والصبر والمثابرة والأدب والاحترام؟
والعجيب، أن هناك من اقتنع ويحاول أن يقنع غيره بأن هذه هي مفردات العصر وطرق النجاح وتحقيق الذات، فنجد تاجرا لا يهمه الكذب أكثر ما يهمه المكسب، وتجد موظفا لا يفرق معاه الضمير بقدر الشاي بالياسمين، وعندما تسأل أحدا عن أسباب النجاح فيكون رده سريعا إننا نعيش في زمن الفهلوة والشطارة، وتفتيح المخ.
ليصبح الاستسهال ثقافة، فالطالب لايريد الكدّ والتعب والبحث والمثابرة لكنه دائما ما يبحث عن مدرس يقدم له مذكرة عدة صفحات تتضمن الخلاصة وشكرا، والموظف لايريد التفانى والإخلاص والتعلّم والتدريب بقدر اهتمامه بالهمبكة والفهلوة للترقى باعتبارهما بوابة الوصول، وكذلك لا تريد المرأة التعب في المطبخ أو في المنزل بقدر اهتمامها بالشكل والمظاهر الفارغة واعتمادها على ما يسمى "الدليفرى".
بل قمة العجب، أن يصبح من يتمسك بأسباب النجاح التى تكمن في الاجتهاد والإخلاص والتفاني، متهما بأنه "دقة قديمة" وأنه من الماضى، لذك الخطر فى تعاظم تلك الشخصيات الفهلوية التي لا تمتلك أى إمكانيات حقيقية إنما تعتمد على إقناع الأخرين بخطف كلمة من هنا وجملة من هناك أو حفظ معلومة عابرة أو التقاط صورة مع مسئول أو رمز من رموز المجتمع، أو الاحتفاظ بشهادة تكريم من هنا أو هناك دون الاعتماد على المعرفة والثقافة والمصداقية.
إذن، علينا اليقظة والانتباه في ظل التساهل في تقدير الكفاءات وتقييم الأشخاص وفقا لمعايير قائمة على التخصص والمصداقية والاجتهاد..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة