أكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب الأمير وولى عهد دولة الكويت، أن القمة العربية تأتى فى ظل مخاطر تحيط بعالمنا العربى، وتحديات جسام سياسية واقتصادية وأمنية، تطوراتها متسارعة.
وشدد ولي عهد الكويت، في كلمته خلال القمة العربية في دورتها الـ 31 بالجزائر، على ضرورة الدفع بالعمل العربي المشترك بمزيد من التنسيق والتعاون للتعامل مع التحديات الراهنة عبر وضع تصورات واضحة معلنة تحقق الأهداف المنشودة لمنظومتنا العربية العريقة وتلبي طموحات شعوبنا العربية.
ودعا ولي عهد الكويت، المجتمع الدولي إلى إنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوصول إلى حل دائم وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربي بما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعرب عن دعم بلاده الكامل لجهود الأشقاء في الجزائر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أنها خطوة هامة في ظل ما تشهد القضية الفلسطينية من تحديات.
وحول الوضع في سوريا، قال الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب الأمير وولي عهد دولة الكويت، إن "دولة الكويت تجدد موقفها الثابت بعدم وجود حل عسكري لهذا الصراع الدامي"، مؤكدا ضرورة إفساح المجال أمام الحل السياسي الذي يحقق طموحات أبناء الشعب السوري الشقيق ومطالبهم، ويحقق لسوريا أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها.
وحول الوضع فى اليمن، أعرب ولي عهد الكويت عن قلق بلاده لرفض جماعة الحوثي تمديد الهدنة ورفضها للجهود التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، داعيا الأمم المتحدة إلى مواصلة جهودها للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مؤكدا دعم الكويت الكامل لتلك الجهود وصولا إلى الحل السياسي للأزمة بما يحقق للأشقاء في اليمن تطلعاتهم في الأمن والاستقرار.
وجدد الصباح إدانة بلاده واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي استهدفت فيه جماعة الحوثي ميناء الضبة النفطي في حضرموت الذي يعد انتهاكا صارخا للأعراف والقوانين الدولية، وخرق لقرار مجلس الأمن رقم 2216، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لردع مثل هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها، حفظا للأمن والسلم ولتأمين إمدادات الطاقة وممرات التجارة الدولية.
وبشأن العلاقة مع إيران، قال الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب الأمير وولي عهد دولة الكويت، إن بلاده تؤكد حرصها على علاقات الصداقة والتعاون التي ترتكز على احترام مبادىء القانون الدولي في عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام سيادة الدول وحسن الجوار.
وأكد موقف الكويت الثابت ودعمها لحرية الملاحة في المياه الدولية والادانة والرفض التامين لجميع أشكال التدخلات الخارجية التي تمس سيادة أي من الدول العربية الشقيقة.
وقال "نراقب جميعا وبقلق شديد تطورات الأوضاع في أوكرانيا وتداعياتها الخطيرة على السلم والأمن الدوليين وتبعاتها السلبية على الأوضاع الانسانية والاقتصاد العالمي"، مؤكدا موقف الكويت المبدئي والثابت في رفض التدخل العسكري ودعمها الكامل لكافة الجهود الدولية والأممية الداعية الى تغليب لغة الحوار واللجوء إلى الحل السياسي القائم على احترام القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة.
وأعرب عن الدعم والاشادة بدور جامعة الدول العربية والجهود المبذولة في سبيل المساهمة في حل النزاع وإيجاد حل دبلوماسي لهذه الأزمة.
وجدد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب الأمير وولي عهد دولة الكويت، التأكيد على تمسك بلاده بالنظام الدولي متعدد الأطراف ومبادىء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وتعزيز الوساطة والدبلوماسية الوقائية لتجنيب الأجيال المقبلة تبعات الحروب والنزاعات.
ودعا إلى العمل على تطوير التعاون والتكامل الاقليميين والمشاريع المشتركة بين الدول بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية ودعم الابتكارات والشراكات في هذا المجال.
وقال إن الكويت تتابع باهتمام وعناية القضايا التي تقلق عالمنا العربي لاسيما مكافحة الارهاب والتطرف وما يتعلق بالأمن الاقليمي والدولي، مشددا على الرفض التام لكافة صور الارهاب ومظاهره، مجددا الدعوة لتضافر الجهود الاقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة الارهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله.
وشدد على ضرورة تفعيل المبادرة التي تقدمت بها الكويت بشأن تقديم مشاريع استراتيجية شاملة وتكاملية للأمن الغذائي العربي وسبل تعزيزها، داعيا الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى متابعة مبادرة الأمن الغذائي العربي والعمل على أن توضع محل التنفيذ في أقرب وقت ممكن وفقا للآليات المتفق عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة