قالت صحيفة التايمز إن بريطانيا تواجه أعلى مستوى من الضرائب منذ الحرب العالمية الثانية، وهبوطا قياسيا فى مستويات المعيشة بعد أن اختار وزير الخزانة جيريمى هانت استهداف الأسر ذا الدخل المتوسط والأكثر ثراءً فى محاولة لتحقيق التوازن.
وذكرت الصحيفة أن هانت استخدم "بيان الخريف" للإعلان عن حزمة من الزيادات الضريبية بقيمة 55 مليار إسترلينى وتخفيضات فى الإنفاق، فى الوقت الذى سعى فيه لحماية الفقراء والمتقاعدين من تأثير ارتفاع الأسعار وفواتير الطاقة.
وقال هانت أن الحكومة لا تستطيع أن تفعل كل شىء، لكنه جادل بأن الحزمة ستجعل الركود، الذى تم تأكيده بتنبؤ رسمى، سيكون أقصر وأضعف.
وسيبدأ رفع الضرائب العام المقبل، إلا أن هانت قد أرجأ تخفيضات الإنفاق بقيمة 30 مليار استرلينى إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، وهى خطوة قال الخبراء أنها قد تزيد من السذاجة. وتشمل حزمة 25 مليار دولار من الزيادات الضريبية تجميد مدته ست سنوات من عتبات ضريبة الدخل، والذى سيتم بموجبها دفع نحو 6 مليون شخص إلى شرائح ضريبية أعلى.
وسيكون 14% من الناس من دافعى الضرائب ذوى المعدلات الأعلى، ارتفاعا من 6% عند تولى المحافظين السلطة قبل 12 عاما. وستنخفض عتبة معدل 45 نقطة من ضرائب الدخل من 150 ألف استرلينى إلى 124.140 استرلينى، مما يدفع ربع مليون شخص إلى معدل أعلى من ضرائب الدخل.
سيتم السماح لكل السلطات المحلية بزيادة ضرائب المجلس بنسبة 5%، وسترتفع فواتير الطاقة للمنازل من متوسط 2500 استرلينى إلى 3 آلاف بعد أن رفعت الحكومة ضمان دعم الطاقة ردا على ارتفاع أسعار البيع بالجملة. وستصل الفواتير إلى 4 آلاف استرلينى بدون دعم.
من ناحية أخرى، حذر معهد الدراسات المالية من أن تنبؤات التراجع فى مستويات المعيشة للسنوات القادمة ستكون الأكبر منذ بدء تسجيلها.
وقال الباحث الاقتصادى البارز شياواى شو أن التوقعات الخاصة بمستويات المعيشة قاتمة للغاية صراحة. وتابع قائلا إنهم يرون أنه منذ عام 2008 كان عدد الصدمات التى حدثت للدخل الحقيقيى أكثر مما شهده بريطانيا فى العقود السابقة. إلا أن التراجع فى الدخول الحقيقية المتوقع أن تشهده المملكة المتحدة خلال العامين المقبلين أكبر بكثير من الصدمات التى حدثت فى التاريخ الحديث. وتابع قائلا إنه أكبر تراجع فى الدخول منذ بدء التسجيل على الإطلاق.
وأعرب بعض النواب المحافظين عن ذهولهم سرا من معدل رفع الضرائب. وقال أحدهم لصحيفة التليجراف إنهم ذهلوا من مدى اشتراكية الخطة التى تم الإعلان عنها وذهلوا كذلك من ضعف الجهود المبذلة لمحاولة رسم صورة أفضل. وقال النائب الذى لم يذكر اسمه إنهم يريدون بعضا من التفاؤل ويريدون أن تظهر الحكومة لهم مستقبل أفضل، فالحكومة مهتمها ليس فقط التوجيه خلال العاصفة، ولكن إخراج الناس من العاصفة إلى المياه المشمسة.
وقالت صحيفة التليجراف أن الناخبين فى بريطانيا اصبحوا يرون أن حزب المحافظين هو المرتبط برفع الضرائب أكثر من حزب العمال. وفى استطلاع أجرته الصحيفة، قال 42% من الناس أنهم يربطون زب المحافظين الآن بالضرائب المرتفعة مقارنة بـ 17% لحزب العمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة