سلطت صحف أمريكا اللاتينية، الضوء على ختام الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ cop 27 التى تنعقد فى مدينة شرم الشيخ، وأشادت الصحف بالمؤتمر وتوصله لعدد من الاتفاقيات والحلول اللازمة لمكافحة تغير المناخ، ولا سيما، خفض انبعاثات غاز الميثان، وانشاء صندوق الخسائر والاضرار، بالاضافة إلى أنه تم التركيز فى المؤتمر على أزمة "رئة الأرض".
وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن التوصل لاتفاق لانشاء صندوق الخسائر والاضرار، وخفض انبعاثات غاز الميثان ، أهم مظاهر تقدمه ونجاحه فى مصر، مشيرة إلى أن 150 دولة وقعت على الالتزام الذى تم إطلاقه فى قمة المناخ للحد من انبعاثات الميثان، والذى فشل فيه مؤتمر المناخ COP 26 الذى عقد فى جلاسكو العام الماضى، وهو ما اعتبرته الصحيفة تقدما كبيرا لدى المؤتمر المنعقد فى مصر.
وأوضحت الصحيفة أن الميثان هو ثاني أكبر مساهم بشري في ظاهرة الاحتباس الحراري ، بعد ثاني أكسيد الكربون، وهذا بسبب إمكاناته الهائلة في الاحتباس الحراري، فعلى مدار 100 عام ، يكون الميثان، لكل طن ، أقوى بثلاثين مرة من غازات الاحتباس الحراري من ثاني أكسيد الكربون. عندما يتم إطلاق هذا الغاز من خلال النشاط البشري - منصات النفط أو مناجم الفحم أو حظائر الماشية أو مقالب القمامة - يمكن جعله أقل ضررًا عن طريق حرقه ، وبالتالي تحويله إلى ثاني أكسيد الكربون.
كما تم الإعلان في مؤتمر الأطراف المنعقد فى مصر، إلى أن 95% من التزامات خفض البلدان تشمل غاز الميثان، أو أنها ستفعل ذلك في المراجعة التالية ، وأن 50 دولة قد طورت خططًا وطنية للميثان للقيام بذلك.
من بين هذه الدول الخمسين ، البرازيل وفيتنام وكندا وفنلندا والسويد والنرويج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي - التي تمثل 27 دولة عضو - والتي نشرت خططًا في العام الماضي ، بالإضافة إلى الدول التي التزمت بنشر خطط قبل COP28 أو البدء في تطويرها.
كما تم إطلاق طرق لمعالجة الانبعاثات من قطاعي النفايات والزراعة في الاجتماع الوزاري، ويركز المسار الزراعي بشكل كبير على تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني ، والذي لن يكون له أي تأثير على الانبعاثات إذا استمر عدد الماشية في النمو.
تأتي جميع انبعاثات الميثان بشكل أساسي من إلقاء النفايات العضوية في مدافن النفايات. لذلك ، فإن الحل الأبسط والأسهل والأسرع لا يتمثل في إجراء إصلاحات تقنية خيالية ، ولكن التوقف عن إلقاء النفايات العضوية في مكبات النفايات. من خلال الاستراتيجيات الصحيحة ، يمكننا تقليل انبعاثات الميثان في قطاع النفايات بنسبة تصل إلى 95٪ بحلول عام 2030 ، وهي فرصة لا يمكننا تفويتها.
بالاضافة إلى ذلك، اشادت الصحيفة بالتوصل لأجندة بريدجتاون ، والتى تسعى الى اصلاح النظام المالى حتى لا تضطر البلدان النامية الى الاختيار بين استخدام ميزانياتها الوطنية لدفع رسوم الديون الغير عادلة ، والاغاثة والاستثمار فى تحول الطاقة والتكيف فى المناخ والقدرة على الصمود.
واشارت الصحيفة إلى أن هذا الاقتراح اكتسب قوة جذب كبيرة، حيث دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المبادرة. وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا إنها تؤيد هذه الأجندة على نطاق واسع. كما غردت مارينا سيلفا ، وزيرة البيئة البرازيلية السابقة ، حول "محادثة مثمرة" حول المبادرة. ووصف مفاوض الاتحاد الأوروبي جاكوب ويركسمان ذلك بأنه "رؤية قوية للغاية لما يمكن تحقيقه".
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة " جلوبو 1" البرازيلية إنه تم الموافقة على إنشاء صندوق تعويضات فى البلدان المعرضة للخطر ، يعد انتصار للدول النامية للتغلب على أثار تغير المناخ ، واهم مظاهر نجاح COP 27.
وأوضحت الصحيفة أنه يتم تخصيص الاموال لأحداث مثل ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف الشديدة والاثار الأخرى لتغير المناخ.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلى الحكومات من أكثر من 190 دولة مشاركة فى COP 27 اتفقوا على انشاء صندوق من شأنه أن يدفع ثمن الاضرار المتعلقة بتغير المناخ فى البلدان المعرضة للخطر، وهو ما يعد انتصار للدول النامية ، التي كانت تضغط من أجل التغيير منذ سنوات، حيث قاومت الاقتصادات المتقدمة ، المسئولة عن معظم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ، الموازنة دائمًا خوفًا من أن يؤدي سداد المدفوعات إلى تعريضها لدعاوى قضائية ، سواء من الحكومات أو الشركات.
في السابق، كان التوقع هو أن التخفيف من الضرر سيأتي من منظمات الطوارئ المناخية الحالية.
في عام 2009 ، تعهدت البلدان المتقدمة بأن تبدأ في عام 2020 بصرف مبلغ 100 مليار دولار أمريكي سنويًا لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف مع تغير المناخ وتقليل انبعاثاتها ، مع بدء تحول الطاقة، وينبغي زيادة قيمة 100 مليار دولار أمريكي، والتي لم تكتمل بعد، من حيث المبدأ، اعتبارًا من عام 2025.
وقالت صحيفة "بولسو" البرازيلية إن مؤتمر المناخ cop 27 بمثابة خطوة إيجابية وفرصة يجب اغتنامها من أجل حماية غابات الأمازن.
وأشارت إلى أن الامازون التى تسمى برئة الارض تدهورت فى السنوات الأخيرة بشكل كبير زمما يعرضها للتحول الى مجرد أعشاب السافانا وبالتالى ستكون السبب فى زيادة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون ، بعد أن كانت تلك الغابات مصدر تقليل هذا الغاز .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة