علام عبد الغفار

ليلة غرام فى "قارون".. هنا بحيرة الأحلام

الإثنين، 21 نوفمبر 2022 11:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مركب صغير التقا اثنان من نجوم السينما فى مصر خلال القرن العشرين، فى بحيرة الأحلام ليقدما ثنائية رائعة فى الفيلم العبقرى "ليلة الغرام" عام 1951، وسط مياه وشجر وحياه طبيعية وموسيقى هادئة نسمع صوت كله طرب يردد قائلا:"حوٌد مرة على الفيوم .. ليه من الحسن تعيش محروم.. ساقية تغنى وست سواقى.. من حواليها يردوا عليها.. جوها صافى مافهش غيوم.. حود مرة على الفيوم"، لتقدم النجمة الراحلة مريم فخر الدين مع الحبيب الغالى النجم القدير الراحل جمال فارس مشاهد تعكس روعة وجمال أشهر معالم الفيوم فى السينما المصرية عبر الفيلم، لتسوق لبحيرة قارون والسواقى وأبراج الحمام وحدائق مدرجات عين السيليين والطاحونة والهدارات.

 

قرون من الزمان كانت ومازالت بحيرة الأحلام "قارون" مصدر إلهام للمصريين فى مختلف المجالات – السياحة – الاقتصاد – الفن – الصيد – الزراعة – وغيرها.. لما لا!.. وهى التى وصفت بأنها أكبر وأقدم البحيرات الطبيعية فى العالم، ما يجعلها مؤهلة لتكون بحيرة الأحلام لأهالى محافظة الفيوم، من خلال فرص العمل والاستثمار والصيد والتعليم والزراعة.

 

فبحيرة قارون أو بركة قارون، بها العديد من المزايا التى تعكس أهميتها البيئية والسياحية لكونها محمية طبيعية منذ عام 1989 على مساحة 1385 كيلو متر مربع، واشتهرت عالمياً بتوافر الرواسب الحفرية البحرية والنهرية والقارية التى يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون سنة منها حيوان الفيوم الضخم الذى يشبه الخرتيت، علاوة عن وجود مصب نهرى ضخم له دورات ترسيبية عاشت عليها أسلاف الأفيال القديمة مع حيوان الفيوم وأسلاف فرس النهر وكذلك الدرافيل كما توجد أسماك القرش وأسلاف الطيور التى تعيش فى أفريقيا فى الماضى.

 

كل هذه المزايا كانت ومازالت دافعا رئيسيا لدى القائمين فى الدولة المصرية على مدار العقود الماضية، لتطوير "بحيرة الأحلام"، لكن يمر عقد ورا آخر من الزمان دون نتيجة فعلية، حتى تراجعت كل مزايا البحيرة، ولم يعد يهتم بها صناع السينما والدراما كما فى الماضى.. بل وتراجع دورها السياحى والبيئى، بل وصل لحد حرمان صيادوا الفيوم من رزقهم اليومى بعد تراجع الثروة السمكية فى أحد أقدم بحيرات العالم بسبب الإهمال على مدار العقود الماضية.

 

هنا وعلى مدار السنوات الأخيرة وتحديدا ما بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، ظهر ملف بحيرة قارون من جديد وأصبح التحدى الأكبر لدى القائمين على مقاليد الإدارة، هو كيفية النجاح فى إعادة البحيرة لسابق عهدها، مثلما حدث الآن فى بحيرة المنزلة والبردويل وغيرها من بحيرات مصر، والتى عادة من جديدة لسابق عهدها بفضل قرارات وتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى لجميع أجهزة الدولة، والتى سابقت الليل قبل النهار من أعمال تطوير وتكريك وتطهير لجميع بحيرات مصر.

لا شك أن هناك حرصا من القيادة السياسية والدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، على الارتقاء ببحيرة قارون، وإعادة التوازن البيئى والحياة المائية والثروة السمكية بالبحيرة، وإعادتها لسابق عهدها، كونها مصدراً من مصادر الرزق للكثيرين من أبناء المحافظة، وخير دليل إنزال كميات من الأسماك لمياه البحيرة فى مواعيد وأماكن محددة، بالإضافة إلى ما تشهده محافظة الفيوم من خطوات موسعة لدعم المستثمرين وتشجيع الاستثمار بمختلف المجالات، من خلال التواجد على خريطة الاستثمار السياحى بتطوير المنتجعات والأماكن السياحية، بالإضافة إلى إقامة مجمع ضخم لاستخراج الأملاح والمعادن شمال بحيرة قارون.

 

نجاح محافظة الفيوم، فى تطبيق استراتيحية طفيل الأيزبودا، الذى كان سببا أساسيا، فى نفوق الأسماك، وتراجع إنتاج البحيرة من الأسماك خلال السنوات الماضية، هو خطوة أساسية فى تنمية بحيرة قارون التى بدأت عبر محورين،الأول الأعمال التى قامت بها وزارة الموارد المائية والرى من أعمال تكريك وتعميق لبحر يوسف من بدايته بمحافظة أسيوط وصولًا إلى الفيوم ومنه لبحيرة قارون، وزيادة نسبة المياه العذبة الواصلة للبحيرة، وكذلك السيول التى ضربت الفيوم خلال عام 2021 وكان لها أثرًا إيجابيًا فى زيادة المياه العذبة أيضًا بالبحيرة، فضلًا عن تكريك بحر وهبى ومنع مصبات الصرف الصحى بمصرف البطس، والمحور الثانى الأعمال التى تقوم بها وزارة السكان، وما يتبعه من تنفيذ مشروعات الصرف الصحى سواء من خلال الخطة الاستثمارية أو مبادرة "حياة كريمة"، وكذا مراجعة العديد من مصانع المنطقة الصناعية لمنع صرف مياهها للبحيرة، وكذا إزالة المزارع السمكية المخالفة.

 

لا خلاف على ما تبذله محافظة الفيوم لتطوير بحيرة قارون وعلى رأسها الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، وفريق عمل ضخم يضم كل من الدكتور محمد عماد نائب المحافظ واللواء عبدالفتاح تمام سكرتير عام المحافظة، والمهندس أيمن عزت السكرتير العام المساعد، والدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، والدكتور حسام شعبان رئيس فرع جهاز شئون البيئة بالفيوم، والمهندس أيمن محمد محمود مدير عام منطقة وادى النيل للثروة السمكية بالفيوم، والعميد محمد ياسين مدير شرطة المسطحات المائية، والحاج عادل صايم رئيس مجلس إدارة جمعية قارون للصيادين، ووفد من جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية بمجلس الوزراء ضم الدكتورة أمانى أحمد محمد، والدكتورة نيرمين عبد الحليم، والدكتورة خديجة محمود.

 

فى النهاية لن تعود بحيرة قارون إلا بالعمل الذى يأتى فى إطار تكاملى مع جميع الجهات المعنية ذات الصلة، لتنفيذ خريطة متكاملة لبحيرة قارون تتضمن نجاح عملية التطوير وتحقيق أهداف الاستثمار والتنمية بها وحولها.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة