تنطلق اليوم، سادس مباريات كأس العالم 2022، بين منتخبى تونس والدنمارك، وبالتزامن معها تنطلق سادس فعاليات مونديال الأدب 2022، للتعريف بواحدة من أشهر الروايات فى تونس، وهى رواية "نساء البساتين" للكاتب التونسى الكبير الحبيب السالمى، وبقصة بائعة الكبريت للكاتب الدنماركى هانس كريستيان.
نساء البساتين للكاتب الحبيب السالمى
نساء البساتين رواية للكاتب التونسى الكبير حبيب السالمى، رواية تقارب عالم أسرة متواضعة فى أحد أحياء مدينة تونس وهى تتدبر أمر عيشها اليومى. من هذا العالم الصغير الذى تمتلك فيه المرأة حضورا قويا، تنفتح الرواية على عالم أكثر رحابة وثراء وتعقيدا تتجلى فيه تناقضات الذات التونسية والعربية عموما وهشاشتها وشروخها فى مجتمع يتأرجح بين تقاليد دينية ثقيلة وحداثة مربكة.
نساء البساتين للكاتب الحبيب السالمى
ماذا كان يمكن لمغترب "نساء البساتين" أن يكتشف أكثر، لو أن إجازته القصيرة طالت بتونس؟ وهل يمكن لعين المهاجر أن ترصد ما يعجز أهل البلد عن قراءته؟ أى سر يجعل قارئ هذه الرواية مسكونا برغبة فى عدم انقضاء الإجازة والبقاء فترة أطول برفقة "نساء البساتين" لمعرفة ما سيحدث من تطورات خاصة مرتبطة بأفراد مختلفى الأهواء والتوجهات، وبمجتمع يغلى بالتناقضات والشعارات المزيفة البراقة التى تخفى ركاما هائلا من الإشكاليات فى وضع قلق يتمنى الكثيرون أن يتغير سريعا.
والحبيب السالمى من مواليد قرية العلا فى تونس عام 1951. ترجمت رواياته إلى الإنجليزية والنرويجية والفرنسية. ومن أشهر روايته "روائح مارى كلير" التى ترجمت إلى لغات عالمية عدة منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية، وقد وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر فى أولى دوراتها عام 2009.
بائعة الكبريت للكاتب هانس كريستيان أندرسن
تدور قصة بائعة الكبريت للشاعر والأديب الدنماركى هانس كريستيان أندرسن، حول حكاية فتاة ماتت وهى غارقة فى هذيانها، وقد صدرت هذه القصة لأول مرة فى عام 1845. وقد اقتبست عنها افلام ورسوم متحركة وموسيقى تلفزيونية.
تبدأ حكاية بائعة الكبريت فى ليلة عيد رأس السنة، وبينما تتساقط الثلوج، كانت هناك طفلة صغيرة مسكينة عارية الرأس، فقدت حذاءها القديم الكبير بينما كانت تسير فى الشارع، الذى استعارته من والدتها، وأكملت سيرها حافية القدمين.
بائعة الكبريت للكاتب هانس كريستيان أندرسن
كان الدافع وراء سير هذه الفتاة فى الشوارع فى ظل هذه الأجواء الباردة هو بيع أعواد الكبريت وبعد سيرها الطويل فى الشوارع دون أن تجد شخصا يشترى منها، جلست فى زاوية بين منزلين، ومعدتها تؤلمها من الجوع، وأخذت تسترق الأنظار من النوافذ، وتنظر إلى الناس الذين يحضرون طعام العيد، إلا أنها لم تكن قادرة على العودة إلى منزلها خوفا من أمها التى ستضربها لعدم بيع أعواد الكبريت، وخلال مكوثها بين المنزلين قامت بإشعال عود ثقاب، وأحاطته بيدها حتى تشعر بالدفء، وعلى الضوء الخافت من عود الثقاب هذا، تراءى لها بأنها تجلس أمام مدفئة كبيرة حديدية، والنار تشتعل فيها؛ فينتشر الدفء ويعم المكان، فمدت ساقيها، لتدفئهما، لكن عود الثقاب انطفئ، واختفى ما رسمته أمامها من أحلام، وبقى طرف عود الثقاب مشتعلاً، فأشعلت به عوداً ثانياً، فاشتعل وأضاء ما حولها، وظل فى كل مرة على ذلك تشعل عودا وتتخيل أحلامها، حتى ماتت من البرد.