"ابني في مرحلة المراهقة وسلوكه أصبح غريبًا. أعرف أن هذه المرحلة صعبة ولكن لم أتخيل أن تكون صعبة لهذه الدرجة، لقد أصبح متمردًا جدًا على كل شيء، ويهمل في دروسه ومذاكرته وكلما ننصحه ينفعل ويهددنا بالهرب من البيت قائلاً "سيبوني براحتي وإلا هسيب البيت وأمشي". درجاته دائمًا ضعيفة وتعلم في الفترة الأخيرة شرب السجائر. وهذا عرفناه بالصدفة لكنه ينكر دائمًا. محاط بأصدقاء سيئين وحين نحرمه من المصروف يسرق. أنا ووالده تعبنا منه جدًا، ووالده دائمًا يضربه لكن بدون فائدة. احترنا معه ونحتاج حل".
****
القارئة العزيزة نقلنا مشكلتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية الذي قال: بداية علينا أن نوضح قاعدة تربوية هامة وهي أن إظهار عجزنا أمام سلوك المراهق واستنفاد الأساليب والوسائل المتبعه معه يزيد من عناده وكبريائه بشكل عام وهذا نلاحظه باستمرار، ومفتاح ضبط سلوك المراهق هو أن ندرك خصائص وطبيعة تلك المرحلة العمرية حتى نحسن التعامل معها.
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الوالدان في حق الابناء هي اعتماد أسلوب الضرب الذي يحطم شخصية المراهق لأنه غالبا ما يصاحبه الإهانة والتوبيخ والانتقام وليس التأديب أبدا، وغالبا ما يضرب الأب ابنه لتفريغ طاقة غضب مكبوته بداخله.
وحيث إننا لا ندري من نص الرسالة أسلوب التربية والقيم التي نشأ الابن عليها في سنوات عمره الأولى لابد من ذكر أن مرحلة تشبع الإنسان بالقيم والمبادئ التي سيصبح عليها رجل المستقبل تكون في مرحلة الطفولة المبكرة، اي في السبع سنوات الأولى من عمره، وما يلي ذلك نطلق عليه ببساطة مصطلح جني الثمر.
في هذه السن قد تظهر على المراهق بعض السلوكيات الدخيلة كنوع من أنواع التجربة وهي تعتبر مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرجولة قد تظهر فيها عادات السرقه وشرب السجائر وغيرها، لكن سرعان ما يعود المراهق إلى صوابه والقيم التي قد نشأ عليها منذ طفولته، لذلك نؤكد دائماً على خطورة وأهمية تلك المرحلة التي يتغافل عنها الوالدان أحياناً.
المراهق قد يتعلم من صديقه المراهق أكثر مما قد يتعلمه من والديه في هذا العمر إذا لم يكن قد تربى ونشأ على القيم والأخلاق الطيبه من البداية ، ففي الغالب قد يكون هنالك نماذج قريبة من الابن قد تعلم منها السلوك الخاطئ، لذا نرى أن علاج المشكلة يتوقف على أمرين، الأول هو سؤال أنفسنا هل تربي الابن على القسوة والشدة والحرمان أم أنه كان مدلل وجميع طلباته مجابة فالنتيجة واحدة في الحالتين، وهي تنشئة مراهق غير سوي نفسيا. إن كان قد نشأ بإحدي الطريقتين ففي الغالب سنحتاج إلي المساعدة النفسية عن طريق أخصائي نفسي مختص في الإرشاد الأسري للمراهقة أو لطبيب نفسي للمراهقين، أما إذا كان قد تربى وكبر في بيئة صحية وبطريقة سليمة فنعتقد ان الأمر سيزول ببعض المساعدة البسيطة وهي الأمر الآخر.
فهم طبيعة المرحلة العمرية للمراهق من أهم وسائل علاج سلوكه وذلك عن طريق توجيه طاقة المراهق بشكل سليم في الطريق الأفضل له، لذا أنصحكم بقراءة كتاب واحد عن طبيعة المراهق النفسية.
يحتاج المراهق بشكل عام إلى من يمنحه الفرصة للتعبير عن نفسه واحتياجاته ويتفهم مشاعره، يحتاج إلى من يحترمه، فهذا العمر لا يجدي معه كثرة النهى والتوبيخ ولكننا نفضل استبدال ذلك بالتشجيع مع ضرورة وأهمية أن يشعر بالمحبة الأسرية بينكم أولا كأزواج وتجاهه هو كابن محبوب ومقبول وغالي رغم عيوبه.
وأخيرا من ناحية أخرى علينا أن نضع أيضا في الاعتبار القدرات الذهنيه والعقلية لهذا الابن، فبعض المراهقين الذين لديهم انخفاض في نسبة الذكاء يتجهون إلي ارتكاب سلوكيات معادية للقيم الأسرية والمجتمعية للهروب من الشعور بالفشل عن طريق استخدام حيل الدفاع النفسية، فإن شككنا في ذلك علينا بتطبيق أحد مقاييس الذكاء المتعارف عليها عالمياً وهذا أيضاً نوع من التحوط، فمن الممكن حينها أن يكون هذا السلوك بسبب تأخر درجة الذكاء وهنا تختلف طريقة العلاج المتبعة مع هذا الابن.
صفحة وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة