وٌلدت الدولة المصرية الحديثة من رحم الألم والتحديات وتواترت الأحداث المتأزمة خلال عقد واحد، فانتصرت الدولة المصرية منذ 2013 وحتى يومنا هذا على تحديات كثيرة تهدد وجود الوطن بل تهدد وجود المواطن المصري ، وعندما ثبتت الدولة المصرية أعمدتها الأمنية والاقتصادية ، باتت تسعى لكي ينعم كل مواطن مصري بحياة كريمة ليست كمبادرة فحسب بل كقناعة متأصلة في رؤية الدولة المصرية .
ولا طالما كانت الصحة من أهم سمات الحياة الكريمة في حيوات البشر ، لذا أرى أنها الفرصة الذهبية أمام كل الأنظمة الصحية أن تجدد من دمائها في ظل رؤية الدولة المصرية للارتقاء بصحة المواطن المصري بدءًا من المبادرات الصحية التي تهدف إلى مسح أعداد كبيرة من المواطنين واكتشاف الأمراض الأكثر شيوعًا والى زيادة عدد القوافل الطبية ضمن المبادرة ورفع كفاءة المستشفيات وإقامة المدن الطبية ، وتقول القاعدة دائمًا أن المتفوق عندما يصل إلى قمة النجاح يتفوق على ذاته ويصل إلى ذروة النضوج العملي والتجويد.
وبالفعل ، تتفوق الدولة المصرية على ذاتها في الجناح الصحي في قناعتها بحياة كريمة لكل المصريين ، ليبدأ – مؤخرًا – الذراع التشريعي متمثلا في مجلس النواب المصري في تفعيل قانون منظم لزراعة الأعضاء وتقنين ذلك وتفعيل ثماني مراكز جامعية كبرى تتولى الفحوصات الطبية والإجراءات السليمة تحت رقابة قانونية صارمة وحوكمة إكلينيكية .
ولقد ظل هذا الملف الشائك عائقًا أمام كثير من المرضى من أصحاب الفشل الكلوي والكبدي والعمى نتيجة عتامات القرنية ،وغيرهم الكثير من في حاجة إلى عضو سليم ، فالإنسان بعد الوفاة يستطيع أن ينقذ أكثر من خمسة أشخاص وتنظم وثيقة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة عملية التبرع حيث يقوم المتبرع بإمضاء تلك الوثيقة بكامل إرادته وبعقل مستنير وواعٍ ولا يحق للورثة الاعتراض على رغبته أو التربح من ذلك أو طلب أي منفعة مادية أو عينية مقابل ذلك .
لقد عانى الكثير من المرضى المصابين بعتامات في القرنية خاصة الأطفال ، طوال السنوات الماضية من نقص القرنيات في بنوك العيون نتيجة غياب تفعيل ذلك القانون وكان الحل الوحيد هو استيراد تلك القرنيات من الخارج بآلاف الدولارات فضلا عن العوائق اللوجستية والفنية في الاستيراد ، وكان رئيس لجنة الصحة أول الموقعين على تلك الوثيقة إيمانا بأن الأديان السماوية جميعها تريد حياة كريمة لكل البشر مستشهدًين بالآية الكريمة من القران الكريم " ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعًا ، وفى الكتاب المقدس يقول في رسالة يوحنا الأولى " إن كان الله أحبنا هكذا ينبغى لنا أن يحب بعضنا بعضا"
يقولون إن غاية هذا الكون هو الوصول إلى نقطة النظام الكامل والمطلق وهو ما تفعله الدولة المصرية من خلال القوانين والتشريعات و المؤسسات الدينية من خلال نشر الوعي الديني في مثل تلك الأمور الشائكة وهو ما يجب إن تفعله أيضًا ثقافة ووعى الشعب المصري ليكتمل مثلث النجاح .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة