«مصرى.. سعودى.. مغربى.. تونسى.. كويتى.. قطرى.. جزائرى.. وكل عربى فى بلادنا»، مش فارق الأسماء، مش فارق المكان، فالكل يجتمع حاليًا حول هدف واحد، حلم واحد، برؤية أحد منتخباتنا العربية يصل إلى محطة التأهل إلى دور الـ16 فى بطولة كأس العالم قطر 2022، وذلك خلال الجولة الأخيرة الحاسمة من دور المجموعات، بل أحلامنا تصل إلى أبعد من هذه الحدود، عبر الدخول فى منطقة المنافسة مع الكبار على اللقب.
عند رؤيتنا فوز منتخب السعودية على «كتيبة» الأرجنتين، بقيادة النجم الأسطورى ليونيل ميسى، فى ضربة البداية، ومع ظهور منتخب المغرب بهذا الشكل الرائع، الذى أكمله بالفوز على بلجيكا المصنف الثانى عالميًا، بكل تأكيد أن سقف طموحنا ارتفع إلى عنان السماء، كما يقولون، فكم حلمنا ونحلم وسنظل نحلم، بدخولنا إلى مربع العملية الصحيح بالمنافسة الجدية وحصد البطولات أمام أبناء البر الغربى.
لا شىء على الإطلاق أكثر تأثيرًا وإغراءً بالنسبة لى هنا، سوى عندما أقف متأملا وجوه الجماهير وطقسها الانفعالى عند متابعة المباريات وتعصبها لفكرة تشجيع منتخبها، وعدم قبول رؤيته مهزوما يوما، والأهم، مشاهد اتفاق كل المشجعين بالوطن العربى على أن ما يحققه أى منتخب عربى فى المونديال الحالى هو «فخر لنا جميعا»، فلا يوجد أجمل من رؤية تجمعنا تحت «راية واحدة»، ونجاح الرياضة فى التقريب بيننا، على عكس ما فعلته السياسة فى كثير من الأحيان، التى تقف ضد ما ننادى به دائمًا بحتمية وقوف العرب جنبًا إلى جنب فى جميع المجالات حتى يتحولوا إلى قوى عظمى.
حمية الجماهير العربية المتراصة فى المدرجات أو أمام الشاشات الكبيرة فى الساحات والمقاهى أو المنازل، لتشجيع منتخب بلدها، مشهد يغلف عليه الحب الصادق تجاه الوطن من أجل رؤيته دائما فى المقدمة، فهذه الأجواء مثالية بالنسبة لى، وكان لا ينقصها سوى مشاركة المنتخب المصرى، وكذلك المنتخب الجزائرى حتى تكتمل فرحتنا أكثر وأكثر.
أعود بالحديث إلى حظوظ منتخباتنا العربية فى المونديال، فالأداء المشرف الذى قدمه لاعبو المنتخب السعودى يمنحنا الأمل نحو قدرتهم على تحقيق حلم التأهل إلى الدور التالى، وعلى الرغم من صعوبة الموقف الراهن بعد الخسارة فى الجولة الثانية أمام بولندا، فإنه لا يوجد فى قاموس كرة القدم شىء اسمه المستحيل، لذلك يجب على اللاعبين نسيان حالة الصدمة والتركيز فى مواجهة المكسيك، لأنها ستكون «القول الفصل» صوب تحقيق هذا الحلم.
نفس الحال للمنتخب المغربى الذى يمتلك حظوظًا أكبر، حيث إن فوزه أو تعادله أمام كندا بالجولة الأخيرة ستمنحه بطاقة الصعود، وكنا نتمنى موقفا أفضل بالنسبة للمنتخب التونسى، الذى لا يملك فرصة سوى الفوز على فرنسا وانتظار هدية من مباراة أستراليا والدنمارك.
أؤكد هنا أيضًا أنه بغض النظر عن تأهل المنتخبات العربية فى المونديال من عدمه، فإن الحالة التى رأيناها بالنسخة الأولى داخل بلادنا، وتحديدا على أرض قطر، ونجاحها الكبير فى استضافة الحدث العالمى، فكانت اللوحة الفنية المتكاملة فى مشهد الافتتاح، والتنظيم مثار فخر لكل العرب.
ختاما، نتمنى حسم المغرب والسعودية التأهل وابتسام الحظ لتونس أمام فرنسا بالجولة الأخيرة، حتى يزداد الحضور العربى بريقا فى هذه النسخة الاستثنائية من كأس العالم.. «هات أحلامنا يا مونديال.. كمان وكمان»!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة