دينا شرف الدين

دعواتهم "وهم على وهم"

الجمعة، 04 نوفمبر 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ترددت كثيرًا قبل أن أتوقف أمام مثل هذه الترهات التي يروج لها البعض، ممن يعرفون أنفسهم ويعرفهم المصريون جميعاً، إذ أنها من التفاهة بحيث لا تستدعي الحديث عنها.

 

ولكن:

صادفني موقف حقا، تأثرت به وأشفقت على أصحابه الذين قد يشعرون ببعض القلق والحذر، مما يسمعون هنا وهناك، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي عادة لا يحكمها حاكم.

 

فقد كنت أزور عائلة من الأصدقاء السوريين المقيمين بمصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، وقد فاجأني سؤالهم الجاد المغلف ببعض الوجل عن تلك مزاعم الدعوات لتظاهرات قادمة على نطاق واسع بكافة أنحاء مصر، وحديثهم عن مدى خطورتها على استقرار مصر التي دخلوها بسلام آمنين، ليحتموا بأرضها وينعموا بأمنها وأمانها بعد أن استحالت عودتهم لبلادهم التي دمرها الإرهاب ومزق استقرارها التنظيمات الإرهابية ذات المسميات المتعددة، وشرد أهلها  تبعات ما كانوا يعتقدون بالبداية أنه ثورة، قبل أن يكتشفوا أنها مؤامرة اشتركت فيها عدة جهات ذات هدف واحد ومنفعة واحدة، وتنفيذ استراتيجية دول كبري لتمزيق وتشتيت وتفتيت المنطقة وتحديداً بالدول الكبيرة ذات الجيوش القوية مثل سوريا والعراق ومصر.

 

وقد كان حديثهم الذي تأثرت به كثيراً عن مصر التي حفظها الله ونجاها من هذا الكرب العظيم، ورئيسها الذي جاء بأمر من الله ليفسد  خططهم، ويطيح بزبانيتهم ومواليهم ويخرج بها بمعاونة جيشها وشعبها من حلق الضيق لأوسع الطريق.

وعن انبهارهم الذي لا يخلو من غبطة بما تحقق في مصر من إنجازات تفوق الخيال وتطوير غير مسبوق وأمن وأمان واستقرار لا يحلمون بعودته يوماً ببلادهم، وعن خوفهم الشديد من أي زعزعة لهذا الاستقرار واشتداد الأزمات التي بالفعل يعاني منها العالم بأسره، وأن الموقف الاقتصادي الصعب الذي نمر به لا يحتمل أية معوقات لا تثمن ولا تغني من جوع.

 

تأملت كلماتهم وخوفهم على استقرار بلد فتحت لهم أبوابها، واحتضنتهم بعدما غُلقت في وجوههم  الأبواب، لينعموا بحياة هادئة، وتيقنت أن هناك البعض ممن تأثر بهم هذه الدعوات المسمومة، لتصيبهم بالقلق وتعيد لهم ذكريات لا يتحملون حتي التفكير بها، وتشحن البعض الآخر بشحنات من الغضب تجاه من يدعون إلى هذه المظاهرات الافتراضية لينتووا التصدي لهم وردعهم، حفاظاً على وطنهم الذي لا يحتملون أن يصيبه ما أصابه سابقاً، ونجاه الله بفضله، وأصاب غيره ولم يشف منه بعد.

 

و قد كان ردي دون تفكير:

لن تتكرر يوماً مشاهد خروج المصريين مثلما خرجوا منذ أكثر من عشر سنوات مضت إلا لردع كل من تسول له نفسه أو يسول له من بنفسه غرض أن يعرقل مسيرة البلاد، ويتسبب بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تحاول الدولة بكافة الطرق السيطرة عليها، والخروج الآمن من براثنها بأقل قدر من تأذي المواطنين، الذين يعلمون جيداً أن العالم أجمع يعاني ويلاتها.

 

نهاية:

أقول لهم ولكل من اهتز وخشى مثل هذه الأوهام، إننا جميعاً من سنتصدى لهم.

 

فلن نسمح كمصريين نعي جيداً حقيقة الموقف، ونرى الصورة بعد أن اتضحت جلياً، بأن يستغل أزمتنا الاقتصادية من ينتظر ويراقب ويتضور حقداً  ليبحث عن أية ثغرة فيستغل مشاعر البعض ويتلاعب بمعاناتهم، ليهدم ما تم بناؤه ويعرقل مسيرة بلادنا التي تنطلق بسرعة تؤرقهم، وتقضى مضاجعهم، و لن نعود يوماً لهذا الكابوس الذي ما زلنا وسنظل نحمد الله علي أن نجانا منه.

 

فدعواتهم ليست سوى وهم على وهم.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة