أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة مصريات كتاب «صورة الإله في الأدب المصري القديم» للباحثة أسماء معروف، والذي يكشف عن دور الألهة في حياة المصري القديم، وتأثيرها عليه.
ويتناول الكتاب موضوعًا جديدًا وشيقًا يلقي الضوء على صورة الإله في الأدب المصري القديم الذي تعددت أنواعه وأشكاله، وتنقسم الدراسة إلى سبعة فصول تناول فيهم الباحثة صورة الإله في الأدب القصصي، وفي أدب التعاليم والحكم، وفي أدب التأملات، وفي قصائد الغزل ومديح الملوك والأغاني وغيرها.
الكتاب ثمرة دراسة الماجستير للباحثة بعنوان «صورة الإله في الأدب الدنيوي حتى نهاية الدولة الحديثة»، فقد بدأ البحث انطلاقا من فرضية أن الآلهة جزء من الواقع المصري القديم، وكان لها تأثير على كل نواحي الحياة المصرية القديمة، وبالتالي فهي حقائق تاريخية يجب أخذها بجدية، ودراسة صورتها بوضوح يمكن من إدراك حقيقة معتقدات المصري القديم التي شكلت الديانة المصرية القديمة.
صورة الإله في الأدب المصري القديم
ويجيب الكتاب عن سؤال هل امتلك المصري القديم أشكالا من النصوص الأدبية المتعارف عليها حديثا، من قصص وشعر وغيرها، يمكن من خلالها رسم صورة للإله؟
وبدأ الأدب المصري القديم تتشكل ملامحه منذ أقدم العصور، فقد أحاط بالمصري القديم غموض الكون منذ نشأته، ولم يجد مفرا من استخدام خياله الواسع لتفسيره، وتبسيط ما حوله من أمور معقدة لم يجد لها تفسيرا، وأخذ يرجع تكوين الكون إلى قوى غير ظاهرة تحمل من الصفات ما تفوق البشر، وبدأ يتأمل الطبيعة من حوله ليجد فيها ما يبعث نفسه الطمأنينة، فيتقرب إليها ليكون في عطفها وحماها، ووجد منها ما يثور ويغضب، فانبعث في نفسه منها الخوف والحذر، وأخذ يتقرب إليها أيضا من أجل كسب ودها واتقاء شرها، وما بين الطمأنينة والخوف، بدأ الفكر المصري القديم تبسيط هذا الغموض بوجود قوى خفية، جعلها البطل للعديد من الأساطير، فأبدع في تصوير كائنات مقدسة كان لها أكبر الأثر في تكوين فكره الديني، ومع مرور الوقت نسج الفكر المصري من خلال آلهة الأساطير قصصا لتصبح أداة مهمة للترويج، استخدمها القصاصون لخدمة أغراض معينة، وانبعث من هذه الأفكار مئات النصوص الأدبية التي عبرت بشكل مباشر أو غير مباشر عن معتقداتهم الدينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة