أكدت صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية أن قمة "مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 27)، التي ستعقد في شرم الشيخ خلال الشهر الجاري، يمكن أن تكون فرصة سانحة للمشاركة الإقليمية في حماية الأمن البيئي.
وقالت الصحيفة، تحت عنوان "جهود مواجهة التغير المناخي ما بين أوروبا ودول الخليج" اليوم السبت، "إن قمة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ" (كوب 27)، يُقصد بها أن تكون استكمالًا للتعهدات الأخيرة لمناقشات المناخ التي عقدت أواخر عام 2021 في "جلاسكو"، مع تركيزها على جهود إزالة الكربون، وقضايا الزراعة، والأمن المائي، والتنوع البيولوجي.
وأضافت أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعد واحدة من مناطق العالم الأكثر تعرضًا لتغير المناخ والتصحر، وحذرت من أن تغير المناخ سيؤثر في المنطقة بشكل كبير، مع ندرة المياه، وارتفاع درجات الحرارة، والتصحر، وهجرة السكان، وانعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى مجموعة من التحديات، التي يتعين على دول المنطقة مواجهتها، مشيرة إلى إمكانية زيادة التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط بشأن المناخ.
وأشارت إلى أن المشكلات البيئية في المنطقة ترتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع درجات الحرارة العالمية، والناجمة عن تفاقم الانبعاثات خلال القرنين الماضيين، مشيرة إلى أنه نظرا إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام الأمن المائي، والظروف غير المواتية للحياة، فمن المتوقع أن يؤدي التصحر المتسارع إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المنطقة، داعية إلى اتخاذ إجراءات فاعلة للتعامل مع الانعكاسات البالغة لتغير المناخ على سكان الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة أن دول الخليج حرصت على تدعيم سياسات المناخ الدولية للتعامل مع التدهور البيئي، وينعكس هذا في تعهد العديد منها بخفض مستويات انبعاثات الكربون إلى صافي الانبعاثات الصفري خلال القرن الحادي والعشرين، إذ تعهدت السعودية بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام ،2060مدعومة باستثمارات بقيمة 187 مليار دولار، حيث تخطط لتحويل نصف إنتاجها من الكهرباء إلى مصادر متجددة بحلول عام 2030، وزراعة أكثر من 10 مليارات شجرة لمكافحة التصحر، فيما تعهدت الإمارات، بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 مدعومة باستثمارات تبلغ 163 مليار دولار.
ونوهت الصحيفة إلى أنه مع وصول انبعاثات الكربون إلى مستويات مرتفعة في كل من الشرق الأوسط والدول الغربية، فإن هناك حاجة إلى تعزيز التعاون المتبادل مع ضمان أمن الطاقة، والعمل بشأن حماية البيئة بصورة واضحة.
وأضافت أن "أوروبا" عبرت عن رغبتها في القيام بذلك، في ضوء البيان المشترك، الذي اعتمدته المفوضية الأوروبية، في مايو 2022، بخصوص الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج، والذي يؤكد تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والخليج، بشأن التزامهما للعمل سويا، فيما يخص التخفيف والتكيُف مع تغير المناخ، بما في ذلك الإدارة المستدامة للموارد البحرية، وإدارة المياه، وغيرها من القضايا.
واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أنه مع استضافة قمة المناخ (كوب 27) في مصر في نوفمبر الجاري، من المقرر أن تستضيف الإمارات الدورة القادمة للقمة عام 2023؛ بما يعني أن دول الشرق الأوسط، أدركت الحاجة الملحة لمعالجة القضايا البيئية، وتجنب آثارها الضارة، وأن كلا من كوب27 و28، يمكن أن تكونا فرصة سانحة للمشاركة الإقليمية في حماية الأمن البيئي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة