"الأدب بوصفه محركا للمجتمع، لعل هذا ما يرصده أصدر المستشرق والأكاديمي الألماني شتيفان جوت كتابه "شهود على نهاية عصر تحول المجتمع المصري عام 1970" الصادر حديثا عن المركز القومي للترجمة في مصر، ترجمة أيمن شرف، مبينا حالة التحول والتغيير الذي طرأ على المجتمع المصري منذ سبعينيات القرن الماضي.
ويستشهد الكتاب بالعديد من الأعمال الروائية، التي تناولت التأثيرات على المجتمع المصري بعد القرارات الاقتصادية (سياسة الانفتاح الاقتصادي بعد عام 1974) التي صدرت من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومن بعدها اتفاقية السلام، باعتبار أن كتاب هذه الأعمال كانوا شهداء على العصر وثقوا بكتاباتهم حال الشعب المصري قبل وبعد تلك القرارات.
شتيف
ويتناول شتيفان جوت في دراسته الانفتاح الأسباب والإجراءات والنتائج وواقع المجتمع المصرى في تلك الحقبة من خلال ما اسماه "أدب الانفتاح"، وذلك عبر ست دراسات حالة: فتحي غانم (قليل من الحب.. كثير من العنف)، نجيب محفوظ: "أهل القمة" و"الحب فوق هضبة الهرم"، عبدة جبير "تحريك القلب"، صنع الله إبراهيم "اللجنة"، جمال الغيطاني "رسالة البصائر في المصائر".
وفى الكتاب يستشهد المستشرق الألماني بعملين من أعمال أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، من خلال اسماه "ألاعيب أغنياء الانفتاح" من خلال تحليله لقصة الأخيرة الصغيرة "أهل القمة" وكذلك قصة "الحب فوق هضبة الهرم"، والتي كتبها محفوظ مع بداية الانفتاح، إذ تقدمان شاهدا جديدا ومعاصرا على التغيرات والتطورات التي حدثت في مصر في مرحلة السبعينيات وما تلاها، ويفسر فيها أن المجرمون الحقيقيون، هم "أهل القمة" الذين يستخدمون وضعهم الاجتماعي الرفيع وقوانين الانفتاح للثراء على حساب المواطن العادي، ويظلون بعيدين عن أي مساءلة، فهؤلاء هم الأولى بالمطاردة من اللصوص والنشالين.
كذلك تحدث الكتاب عن رواية من رواية "قليل من الحب.. كثير من العنف" للروائي فتحي غانم، والتي تدور في فترة ما بعد قرار الانفتاح، والذي يصفها بمرحلة من الصراع، صراع من أجل النفوذ والمال والشهرة، ويعتبره كذلك عصر تراجع التقاليد القديمة، وظهور قوى جديدة كانت مستبعدة من قبل، ولكن عندما امتلكت المال آلت إليها الوجاهة والنفوذ، هذه القوى التي يعبر عنها برجال الأعمال، الفئة التي تشتري كل شيء، الأخلاق والمناصب والنفوذ، لا يهمها سوى المكسب والخسارة.
غلاف الكتاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة