أكدت صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" الصينية، في عددها الصادر اليوم الأحد، ضرورة أن يخرج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-27) الذي تستضيفه مصر حاليًا بحلول مبتكرة لمواجهة تحدي تغير المناخ، الذي أصبح يزداد سوءًا في الوقت الراهن.
وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني حول هذا الشأن) أن العمل على إنجاح المؤتمر يحمل أهمية كبيرة للغاية خاصة فيما يتعلق بالجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واعتماد هدف عالمي للتكيف مع أزمة المناخ وزيادة حجم التمويل المناخي والتقدم في تمويل "الخسائر والأضرار" وتعزيز تبادل المعرفة والخبرة.
وأضافت الصحيفة: أنه في الأشهر القليلة الماضية فقط، تسببت سلسلة من الكوارث المناخية المدمرة في مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتسببت في أضرار بالمليارات: فيضانات هائلة في باكستان ونيجيريا واشتداد موجات الجفاف في إفريقيا وغرب الولايات المتحدة وهبوب الأعاصير في منطقة البحر الكاريبي بشكل غير مسبوقة فضلا عن موجات الحر عبر ثلاث قارات.
ونقلت عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قوله، في الفترة التي سبقت انطلاق المؤتمر من شرم الشيخ قبل قليل: يجب أن يضع كوب-27 الأسس لعمل مناخي أسرع وأكثر جرأة الآن وفي هذا العقد الحاسم الذي سيُحدد إما الانتصار في معركة المناخ العالمية أو خسارتها بحسب قوله.
وأشارت الصحيفة الصينية، في هذا الشأن، إلى أن هذا الأمر يعني ضرورة خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 لوضع حد للاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات أواخر القرن التاسع عشر. فيما يحذر العلماء من أن الاحترار وراء هذه العتبة يمكن أن يدفع الأرض نحو حالة دفيئة غير صالحة للعيش.
وأبرزت الصحيفة أن الاتجاهات الحالية ستشهد زيادة تلوث الكربون بنسبة 10 في المائة بحلول نهاية العقد وتسخين سطح الأرض بمقدار 2.8 درجة مئوية، وفقًا لنتائج علمية تم الكشف عنها الأسبوع الماضي. وتابعت تقول: انه مع انطلاق كوب-27، فإننا أصبحنا على اعتاب الانتقال من المفاوضات إلى التنفيذ، وهذا يعني أيضًا التحول من السياسة إلى الاقتصاد، بنحو يمكن أن تستفيد معه الاستثمارات الحكومية في الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من مئات المليارات من اليوان والدولار واليورو إلى تريليونات.
وأكدت الصحيفة: أن المهمة الشاقة بالفعل المتمثلة في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي في غضون سنوات قليلة أصبحت أكثر صعوبة بسبب أزمة الطاقة العالمية والتضخم السريع، إلى جانب أزمات الديون والغذاء في معظم أنحاء العالم النامي.
وأبرزت: أن التعاون بين الولايات المتحدة والصين - أكبر اقتصادين في العالم وملوثين للكربون - أمرًا حاسمًا لتحقيق انفراجات نادرة في ملحمة محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ التي بدأت منذ ما يقرب من 30 عامًا، بما في ذلك اتفاقية باريس لعام 2015. لكن العلاقات الصينية الأمريكية تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 40 عامًا بعد زيارة زعيمة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان وفرض حظر أمريكي على بيع تكنولوجيا الرقائق عالية المستوى إلى الصين، مما وضع نتائج كوب-27 موضع شك.
وأعتبرت الصحيفة، مع ذلك، أن الاجتماع المحتمل بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، والذي قد يُعقد قبل أيام من انتهاء كوب-27 سيكون أمرًا حاسمًا، إذا حدث بالفعل، في مسار التعهدات الخاصة بشأن المناخ.وأكدت "ساوث تشينا مورنينج بوست"، في الختام، أن من بين النقاط المضيئة في كوب-27 هي وصول الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تعهدت حملته الانتخابية بحماية غابات الأمازون وعكس السياسات الاستخراجية للوقود الاحفوري للرئيس المنتهية ولايته جاير بولسونارو.