أبرزت الصحف الأفريقية مؤتمر التغير المناخي كوب 27، المنعقدة حاليا في مدينة شرم الشيخ، على نطاق واسع، معربة عن أملها في أن يضع حدا للأضرار التي تلحق بالدول الأفريقية والتي تقع ضحية التغير المناخي من خلال تعويض الخسائر وعرض محنة الشعوب الافريقية، فيما وصفت صحيفة جرافيك الغانية اليوم الإثنين القمة بأنها " تعد واحدة من أكبر التجمعات لقادة العالم لتسريع الإجراءات نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس بشأن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ".
وأضافت الصحيفة اليوم الاثنين، أن الرئيس الغاني نانا أكوفو-أدو سوف يستعرض جهود بلاده في مواجهة أضرار تغير المناخ، خلال حضوره مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ "كوب 27" التي تنظم حاليا في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه بصفته رئيس وفد غانا للمؤتمر، سيلقي أكوفو-أدو بيانًا حول موقف غانا بشأن تغير المناخ، بالإضافة إلى الإجراءات التي تم وضعها لمكافحة التهديد الذي يمثله.
ونقلت عن بيان صادر عن الرئاسة القول إن الرئيس سيلقي أيضا خمسة بيانات منفصلة حول الجهود التي تبذلها غانا لحماية غاباتها ومحيطاتها والطاقة المستدامة وانتقال الطاقة، وكذلك المشاركة في قمة تسريع التكيف في إفريقيا، التي تعقد على هامش المؤتمر.
ويرافق الرئيس الغاني نانا أكوفو-أدو إلى مدينة شرم الشيخ وزيرة الخارجية شيرلي أيوركور بوتشوي ووزير الطاقة الدكتور ماثيو أوبوكو بريمبه، ووزير البيئة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور كواكو أفرييه ووزير الأراضي والموارد الطبيعية صموئيل جينابور ومسؤولون من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية.
بدورها أكدت صحيفة "فانجارد" النيجيرية أنه يتعين على الحكومات الأفريقية المُشاركة في فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) المطالبة بالعدالة المناخية والوقوف في صف واحد ضد "شهية" الوقود الأحفوري، التي زادت بشكل كبير في شمال الكرة الأرضية مع استمرار الأزمة الروسية - الأوكرانية، وأيضًا ضد الحلول الخاطئة التي من شأنها أن تعرقل الحلول المناخية الحقيقية وتؤخرها.
وتساءلت الصحيفة -في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني عما إذا كانت الحكومات الإفريقية التي ستحضر كوب 27 في مصر ستحدد وتتذكر محنة شعوبها التي تقف في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ العالمية، وهل سيتذكرون الديون التاريخية المستحقة على الأفارقة والمطالبة بلا خوف بتمويل المناخ أو ما يُعرف دوليا باسم تعويض الخسائر والأضرار؟!
ورصدت الصحيفة العديد من كوارث المناخ التي عانت منها أفريقيا في الفترة الأخيرة، من بين ذلك الانهيارات الطينية التي وقعت في جنوب أفريقيا بسبب هطول أمطار غزيرة بشكل غير عادي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 450 شخصًا في أبريل الماضي والفيضانات الكارثية التي تجتاح نيجيريا حاليًا بعد أن أجبرت الأمطار الغزيرة جارتها الكاميرون على إطلاق المياه من أحد أكبر سدودها.. وقد غمرت المياه 27 ولاية من أصل 36 ولاية في نيجيريا مما أسفر عن مقتل أكثر من 800 شخص كما غمرت المياه مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مما دفع العديد من الخبراء إلى توقع أزمة غذاء وشيكة في البلاد.
وقالت الصحيفة: العالم يراقب ولكن ليس بصمت هذه المرة، لاسيما وأن سكان جنوب الكرة الأرضية، خاصة المجتمعات التي تتعرض بصورة مباشرة للتغيرات المناخية، لن يقبلوا سوى بالحصول على أجوبة بشأن التطورات الخاصة بهذه التغيرات المناخية.. وحاليا وأكثر من أي وقت مضى، هناك تعاون غير مسبوق في خط المواجهة لـ "الجنوب العالمي" والذي ستظهر جهوده في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف وما بعده.. فكل ما يرغبون فيه هو تحقيق العدالة المناخية وسيعملون من أجل تحقيق ذلك في شرم الشيخ.
وأضافت: أن إفريقيا عادت مرة أخرى في صدارة اهتمامات العالم، ولكن هذه المرة من باب اشتداد الصراع للحصول على مخزون النفط والغاز لديها من قبل حكومات "شمال العالم" مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا في حين تصاعد الاهتمام المتجدد بالوقود الأحفوري في إفريقيا منذ أن قطعت روسيا الغاز عن معظم دول أوروبا ردًا على العقوبات التي فرضتها عليها الكتلة بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وتابعت: أنه بعيدًا عن أزمة المناخ التي اجتاحت معظم إفريقيا والجنوب العالمي عمومًا وزادت من حدتها عمليات استخراج الوقود الأحفوري، فإن التدافع الجديد على هذا الوقود لن يؤدي إلا إلى تخلف اقتصادي واجتماعي وسياسي عن طريق إثارة الصراع ونزوح الشعوب الإفريقية.. كما أن الأشهر الستة الماضية شهدت تراجعًا مزعجًا عن التزامات الدول الأوروبية المتعلقة بالمناخ في كوب-26 وما قبله.
من جانبه كشف تقرير صادر عن مكتب منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة عن معاناة ما لا يقل عن 1ر36 مليون من سكان إقليم شرق أفريقيا و القرن الأفريقي من الجوع و شح مياه الشرب بسبب الجفاف الممتد منذ قرابة عامين و نصف على غير المعتاد.
وجاء فى التقرير أن الجفاف الذي يضرب الصومال و إثيوبيا و كينيا يبدو - بفعل التغيرات المناخية - وكأنه بات " مزمنا و ممتدا " بعد أن كان في السابق جفافا " موسميا و متقطعا " و انه سيطال الجانب الأعظم من سكان البلدان الثلاثة مؤثرا على حياة 21 مليونا على الأقل من سكانها.
كما نبه التقرير إلى ان 9ر2 مليون من اطفال القرن الأفريقى يعانون سوء التغذية فى الوقت الراهن و كذلك تعانى 1ر986 الف من المراضع والنساء الحوامل في اثيوبيا و الصومال و كينيا من اعتلالات ناتجة عن سوء التغذية بسبب نقص المعروض من المحاصيل الناتج عن التغيرات المناخية و الجفاف.
وبالنسبة لمياه الشرب.. قال التقرير إن ما لا يقل عن 3ر16 مليون من أبناء القرن الأفريقي يواجهون مشاكل فى الوصول الى مياه الشرب نتيجة الجفاف، كما ادت حالة الجفاف فى منطقة القرن الأفريقي إلى نفوق 9ر8 مليون رأس من الماشية بعد ان دمر الجفاف مساقى المياه الطبيعية و كلأ المراعى فى البلدان الثلاثة.
وبحسب تقرير مكتب الشئون الانسانية بالأمم المتحدة، تسببت التغيرات المناخية المتمثلة فى حالة الجفاف الممتد و الاثار التى صاحبتها من دمار الزراعات والمراعى الطبيعية فى نزوح ما لا يقل عن مليونا من السكان عن قراهم ومواطنهم الطبيعية و بعضهم من هلك جوعا و عطشا خلال النزوح.
وقد بادرت وكالات الأمم المتحدة الاغاثية والإنسانية و منظمات العمل التطوعي المتعاونة معها بتقديم مساعدات إغاثة عاجلة لنحو 14 ألفا و191 أسرة صومالية و توزيع عبوات طعام بإجمالي 12 الفا و 278 عبوة تحتوي على 25 كج من الطحين و مثلها من الأرز و 15 كج من السكر و 3 كيلوجرامات من زيت الطعام على مدار الاشهر التسعة الاولى من العام الجارى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة