تشهد الكرة الأرضية، غدا الثلاثاء 14 ربيع الآخر 1444 الموافق 8 نوفمبر، خسوفا كليا للقمر وهو الثاني والأخير هذا العام 2022 وسيكون مشاهدًا في معظم آسيا وأستراليا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية والوسطى، وستدوم كافة مراحله 5 ساعات و54 دقيقة، لكنه غير مشاهد في سماء السعودية أو الوطن العربي، لأن الوقت سيكون نهاراً والقمر تحت الأفق محلياً.
وأشارت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، إلى أن الخسوف الكلي يحدث عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض عندها سيأخذ القمر اللون النحاسي أو الأحمر الغامق عند الذروة العظمى، علمًا بأن اللون يعتمد على حالة الغلاف الجوي للأرض ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام أدوات رصد خاصة.
وتابع التقرير: بالتزامن مع خسوف القمر ستشهد أجزاء من من آسيا وأمريكا الشمالية (غير مشاهد في الوطن العربي) حدثًا سماويًا نادرًا حيث سيتحرك القمر المخسوف أمام كوكب أورانوس ويحجبه بشكل مؤقت في حدث يسمى الاحتجاب ويمكن رصد الظاهرة بواسطة المنظار أو تلسكوب صغير في تلك المناطق.
وسيحدث خسوف القمر ما بين الساعة 11:02 صباحًا إلى 04:56 عصرًا ( 08:02 صباحًا إلى 01:56 ظهرًا بتوقيت جرينتش) وسيكون القمر في داخل ظل الأرض ( مرحلة الخسوف الكلي) لمدة ساعة و 25 دقيقة في حين سيكون إجمالي مدة الكسوف الجزئي 3 ساعات و 40 دقيقة.
وخلال هذا الخسوف سيكون القمر بعد 10 أيام من وصوله نقطه الحضيض وقبل 6 أيام من وصوله نقطه الأوج لذلك عند ذروة الخسوف العظمى سيكون القطر الظاهري للقمر أقل بنسبة 2.5٪ من المتوسط.
وبشكل عام مراحل الخسوف ستكون في نفس التوقيت حيث سيبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 11:02 ص (08:02 ص بتوقيت جرينتش) وهذه المرحلة عادة لا تكون ملاحظة لأن قرص القمر سيبقى مضاء بالكامل.
وبعد ذلك سيبدأ الخسوف الجزئي مع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض الخسوف الجزئي عند الساعة 12:09 ظهراً (09:09 صباحًا بتوقيت غرينتش) ويبدأ قرصه يفقد الضوء تدريجياً وفي هذه المرحلة سوف يرى شكل ظل الأرض (المقوس) على القمر وهي إحدى الطرق القديمة في إثبات كروية الأرض.
وسيتبع ذلك بداية الخسوف الكلي مع دخول كامل قرص القمر في ظل الأرض عند الساعة 01:16 ظهراً (10:16 ص بتوقيت جرينتش) وتعتبر مرحلة الخسوف الكلي هامه بسبب تأثير الغلاف الجوي للأرض في تشكيلها .
وقال التقرير: فلو أن الكرة الأرضية لا يوجد حولها غلاف جوي فإن القمر في مرحلة الخسوف الكلي سوف يكون أسود تماماً إلا أنه يتحول إلى اللون الأحمر والسبب في ذلك أن أشعة الشمس الغير مباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق ويتبقى الطيف الأحمر والبرتقالي القاتم إضافة لذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بجعل كمية من ضوء الشمس تنحني وتصل إلى القمر وتجعله مضيئا.
والقمر أثناء الخسوف الكلي يمكن أن يأخذ اللون الأحمر الغامق إلى البرتقالي البراق والأصفر وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض لذلك هذا يخضع للرصد المباشر.
وخلال الدقائق الأولى لبداية خسوف القمر الكلي يمكن رصد ظهور لون (اخضر مزرق) على إحدى حواف القمر ، والسبب في ذلك اللون أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر ويمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر وسيتكرر ذلك في الدقائق الأولى بعد نهاية الخسوف الكلي أيضاً.
وأشار التقرير : سيصل الخسوف الكلي ذروته العظمى عند الساعة 01:59 ظهراً (10:59 صباحًا بتوقيت جرينتش)، يعتبر هذا الخسوف الكلي مركزيًا مما يعني أن قرص القمر يمر فعليًا عبر محور ظل الأرض وأثناء الخسوف سيكون القمر في اتجاه كوكبة الحمل.
وبعد ذلك سيصل القمر لحظة البدر المكتمل عند الساعة 02:02 ظهرًا (11:02 صباحًا بتوقيت جرينتش) وسيكون أكمل نصف مدارة حول الأرض هذا الشهر.
وستنتهي مرحلة الخسوف الكلي عند الساعة 02:41 ظهراً (11:41 صباحًا بتوقيت جرينتش) مع بداية خروج القمر من ظل الأرض وتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي والتي ستنتهي عند الساعة 03:49 عصرًا (12:49 ظهرًا بتوقيت جرينتش) وتعود كامل إضاءة القمر وينتهي الحدث الرئيسي، إلا أن القمر سيكون ما يزال موجوداً في منطقة شبة ظل الأرض وسوف يغادرها القمر عند الساعة 4:56 عصراً (01:56 ظهراً غرينتش).
وقال التقرير: إن خسوف القمر الكلي سيتيح الفرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض وبالتالي محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقة الستراتوسفير، وهذا مهم علمياً لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض بناء على لون و سطوع الخسوفات القمرية التي رصدت حديثاً ، فإذا كان الخسوف مظلم فهو علامة على الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير - وهي جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب ، وإذا كان الخسوف ساطعاً فهي علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، فطبقة الستراتوسفير الصافية تتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب أسفلها.
جدير بالذكر، أن وصف الخسوف الكلي بالقمر الدموي أو قمر الدم المنتشر على نطاق واسع ليست تسمية علمية، ظهرت للمرة الأولى في العام 2013 برغم ذلك أصبح هذا المصطلح يستخدم عند حدوث أي خسوف كلي للقمر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة