شهد اليوم الثانى من فعاليات قمة المناخ كوب 27 مشاركة نشطة من قبل الوفود الدولية المشاركة للتفاوض حول اتفاقيات مناخية.
قال راؤول سالس رييس، طالب بجامعة تورنتو فى مجال العلوم المناخية إن رسالته من خلال قمة كوب27 لقادة العالم، كطالب شاب سيتحمل مستقبلا تبعات آثار تغير المناخ ما لم يواجهها العالم اليوم، هى "لنفعل ما فى وسعنا لأنه لم يعد هناك وقت نخسره، ولنحدد مسارات حاسمة لتنفيذ السياسات التى تبدو عظيمة على الورق ولكن ينبغى أن تكون عادلة على الأرض."
وأوضح فى تصريح خاص على هامش المشاركة فى قمة المناخ كوب 27 أن الغرض من مشاركته فى قمة المناخ كوب 27، كمراقب هو البحث العلمى، موضحا أنه يدرس حوكمة المناخ والموضوعات المتعلقة بتغير المناخ، مع التركيز خلال القمة على المبدأ العادل للمسئولية المشتركة ولكن المتباينة.
وأضاف أن الدول المساهمة بشكل أكبر من غيرها فى تغير المناخ عليها تحمل المسئولية مشيرا إلى أن الظروف الوطنية الخاصة لكل دولة يجب أن تؤخذ فى الاعتبار فى المفاوضات، لاسيما ظروف الدول الأفريقية الأكثر تضررا من تغير المناخ، والتى عانت أكثر من غيرها من الخسارة والضرر مع الأخذ فى الاعتبار آثار وباء كورونا، والأوضاع الجيوسياسية.
ومن جانبه، قال تى ميتاسا، عالم فى تغير المناخ فى وزارة البيئة الزيمبابوية، أن أولويات فريق التفاوض فى زيمبابوى من خلال المفاوضات هى العمل من أجل التمكين المناخى (ACE) هو مصطلح اعتمدته اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للإشارة إلى مواد فى اتفاقية باريس تنص على تمكين جميع أفراد المجتمع من الانخراط فى العمل المناخى، من خلال التثقيف بشأن تغير المناخ والتوعية العامة، والتدريب، والمشاركة العامة، والوصول العام إلى المعلومات، والتعاون الدولى بشأن هذه القضايا.
وأضاف فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" على هامش قمة المناخ، أن فريق التفاوض الزيمبابوى يقدم مقترحا بوضع خطة مدتها 4 سنوات تفصل كيفية تفعيل برنامج التمكين المناخى للبناء على ما تم التوصل إليه فى قمة المناخ كوب 26 فى جلاسكو.
وأكد أن قضية التمويل كذلك تحتل جزء كبير من أولويات فريقه، داعيا الشركاء من الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتهم حتى تتمكن الدول الأفريقية من تفعيل الأنشطة المناخية التى تساعدهم على تجاوز آثاره الضارة.
وقال إن كوب27، هو قمة التنفيذ، لهذا تحمل قمة هذا العام المنعقدة فى مصر أهمية بالغة وينعكس ذلك على جدول الأعمال.
وأعرب عن سعادته لاستضافة مصر هذه القمة، قائلا أن العالم جاء إلى القارة الأكثر تضررا ليتعرف على حجم المشكلات التى تواجهها، ووجودهم فرصة للاستماع من الدول المتضررة نفسها مثل زيمبابوى وجنوب إفريقيا وكيف تؤثر هذه القضية على مسار حياتهم اليومية.
وأكد أن رسالته من خلال كوب27 هى "لنتحد ونعمل معا.. التهديد المناخى أصبح واقعنا جميعا، وسيكون واقع الأجيال المقبلة غدا ما لم نقم بفعل الأمر الصحيح اليوم فى قمة المناخ أملنا الآخير."
ومن ناحية أخرى، قالت ساشا جابيزون، المديرة الدولية لشبكة "سيدات متعاونات من أجل مستقبل مشترك" WECF الأوروبية المعنية بالعمل المناخى، أن الغرض من مشاركتها فى قمة المناخ كوب 27 هو إظهار مدى تأثير تغير المناخ على المجتمعات المحلية وكيف يمكن تخفيف الآثار.
وأضافت فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" على هامش فعاليات اليوم الثانى من قمة المناخ أن انعقاد قمة المناخ فى مصر أمر مهم للغاية لأنه تحول إلى "كوب إفريقى"، وهى القارة الأكثر تضررا من ظروف تغير المناخ والأقل من حيث المساهمة فى الانبعاثات الضارة، لهذا فإن الوضع غير عادل تماما بالنسبة للقارة، وخاصة بالنسبة للمجتمعات الريفية والساحلية التى بدأت بالفعل تدفع ثمن أزمة المناخ سواء فى الظروف المناخية غير المسبوقة أو حياتهم اليومية وقوت يومهم.
وأوضحت أن أزمة تغير المناخ مستمرة منذ أعوام، ولكن الوضع أصبح لا يمكن التعايش معه حتى أن البعض يترك مدنه وحياته للنجاة، "ولهذا من الأهمية مناقشة قضية الخسارة والضرر خلال قمة المناخ هذا العام قبل فوات الآوان، وهو ما وضعته مصر بالفعل أولوية خلال أجندة القمة."
وحول رسالتها للدول الغنية المجتمعة فى قمة المناخ، قالت إنهم قرروا وضع هدف جديد خاص بالتمويل، وهو بالطبع ما يتفق عليه الجميع لأن هناك حاجة للمزيد من التمويل، ولكن من منظور منظمات المجتمع المدنى، لا نزال فى حاجة إلى تخصيص أموال على المستويات المحلية، مضيفة أنه ينبغى كذلك، تخصيص تمويل للمبادرات الشبابية المبتكرة وليس فقط للشركات الكبيرة، لأننا نريد أن نرى حلول حقيقية تخلق فرص وظائف وتساعد المجتمعات المحلية.
وأشارت إلى أن مؤسستها تساعد النساء فى الدول الأفريقية من خلال توفير تكنولوجيا الطاقة النظيفة المبتكرة وإدماجها فى الحياة اليومية مثل الطحن والطبخ للتوقف عن استخدام الكيروسين والبترول للمساعدة على العيش حياة أكثر صحة وأكثر نظافة بيئيا، وتساعد مع الشركاء فى أوغندا على سبيل المثال فى وضع ألواح الطاقة الشمسية فى المكاتب المعنية بالتعاون معهم، والتى تديرها النساء.
وأوضحت أن مؤسستها لديها فعالية فى إطار فعاليات كوب27 الاثنين المقبل عبارة عن حفل تسليم جوائز بحضور وزراء أوروبين لسيدات محليات تحمل اسم "جائزة حلول المناخ"، حيث شاركت النساء الفائزات فى وضع حلول ذكية لمواجهة تغير المناخ، وأكدت أن مؤسستها لديها شركاء فى أفريقيا فى دول مثل تونس والمغرب والسنغال وأوغندا ودول أخرى.
وقالت أن مؤسستها، يوجد لديها مكاتب فى دول أوروبية كألمانيا وفرنسا مؤسسة "سيدات فى أوروبا من أجل مستقبل مشترك" ومقرها هولندا وتعمل فى حوالى 50 دولة، وكان تم إطلاق النواة الأولى لها خلال قمة الأرض فى ريو دى جانيرو بالبرازيل عام 1992، للتأكيد على دور السيدات الحاسم فى التنمية المستدامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة