إن غايات الوطن يصعب تحققها دون قيادة تمتلك آليات التوجيه والسيطرة المتلازمين، ومن ثم تحدث التأثير المباشر للمجموعات والأفراد بمؤسسات الدولة؛ لتؤدي ما يوكل لها من مهام وفق معايير تنبري حول الشراكة والتقدير والاحترام والالتزام بالمسؤوليات، وهذا ما يحقق تصحيح المسار نحو الاتجاه الصحيح دوماً.
ومنذ عقود نحلم سوياً ببناء جمهوريتنا التي نتطلع إليها في شتى مناحي حياتنا الخاصة والعامة، ومنذ أن تولى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بالبلاد، زادت تطلعاتنا وحدث ما يسمى بالتفاعل المجتمعي من قبل كل مخلص بمؤسسته، وترجم ذلك بصورة جرائية بالاصطفاف وراءه ليتمكن من عمليات البناء والتطهير بصورة متلازمة؛ حيث وفر الأمن والأمان في ربوع الوطن، ومن ثم حدث ما نرغب فيه وهو الاستقرار، ومن هنا بدأت النهضة على قدم وساق في شتى مجالات الحياة بالجمهورية الجديدة دون توقف، ومن مظاهرها استضافة الجمهورية الجديدة الدورة (27) للدول الأطراف (COP 27) إنابة عن القارة الأفريقية.
وجدير بالذكر أن التطلعات نحو هذا المؤتمر لا حدود لها؛ حيث إن إجرائية النتائج التي تصبح قابلة للتنفيذ متوافرة؛ لذا في الإمكان مواجهة التحديات المتزايدة لآثار التغير المناخي والتي باتت حجر عثرة في عصر الثورات الصناعية؛ لأنها تشكل مهددات تواجه العالم قاطبة، وعليه فقد تعالت الدعوات بعقد قمم ومؤتمرات عالمية تستهدف وضع إجراءات علاجية واحترازية لمواجهة التغيرات المناخية وآليات تعمل على خفض الوضع البيئي المتدهور على الأرض، ولا ريب فإن هناك ضرورة ملحة لتبني استراتيجيات وبرامج تتمخض عن سياسات واضحة لدول العالم أجمع تستهدف خفض حدة التغيرات المناخية وتقليل آثارها في البلدان الأكثر تأثراً بها، وهذا ما شغل أجندة الجمهورية الجديدة؛ حيث تسعى بفضل قيادتها الرشيدة إلى النهضة والبناء بشعار تلبية متطلبات الحاضر والنظر إلى مستقبل مشرق للعالم بأسره.
وحري بالذكر أن هناك ضرورة لتنمية وعي المجتمع بمختلف فئاته نحو التعرف على آثار التغير المناخي وآليات مواجهته، وينظر إلى الوعي بأنه مقدرة الفرد على إصدار أحكام قيمية على الأحداث والأشياء والسلوكيات؛ ليقبلها أو يرفضها استنادا على قيم أخلاقية تعد معياراً حاكماً، وهذا يرتبط بشعور الفرد بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين، ويؤصل لديه قناعة الشراكة في إحداث تغيير في الاتجاه الذي يؤمن به، وتلك هي ممارسات الجمهورية الجديدة في تشكيل وعي منتسبيها.
وتتباين أدوار مؤسسات الجمهورية الجديدة نحو ما تقدمه للحفاظ على البيئة ومقدراتها والاهتمام بقضاياها المتعددة؛ حيث إن قضية التغير المناخي ترتبط بحياة بني البشر الآنية والمستقبلية؛ فعلى سبيل المثال التعليم يمكنه أن يقدم مناهج دراسية تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بغرض استيعاب ما يرتبط بتغير المناخ والتكيف معه والتخفيف من وطأته، فبواسطة الأنشطة التعليمية المقصودة والتي تعد الدعامة الرئيسة للمناهج الدراسية يتم إنضاج الوعي بشأن هذه التغيرات، والتي تؤثر في استدامة الأرض وما تحويه من مقدرات، وحمايتها من عوامل الخطورة التي تفرزها التغيرات المناخية؛ فلنا أن ندرك درجة الارتباط بين مهام الأنشطة التعليمية وما قد تحدثه من تنمية للوعي بآثار التغير المناخي بجمهوريتنا الجديدة.
وفكر الاصطفاف نحو بناء الجمهورية الجديدة يقوم على مسلمة نؤمن بها ونتربى عليها؛ ألا وهي التربية على الاصطفاف وراء القائد، والتي حتماً تشكل أهمية لبقاء واستقرار وازدهار الدولة، وفق خططها الاستراتيجية التي تتبناها، مع الإذعان لها بحق الولاء والطاعة التي تبنى عن الثقة المطلقة، والقناعة بأنها تمتلك مقومات ومصادر أصلية للمعلومات تؤهلها لصناعة واتخاذ القرار بصورة سليمة؛ لتحدث آثاراً في اتجاه مصلحة الدولة العليا، ويساند ذلك بالضرورة الواقع المعاش والملاحظ من تغييرات ومعدلات نمو في المجالات المختلفة.
وتتأتى وجوبية الاصطفاف نحو بناء الجمهورية الجديدة من مطالعة مفردات الواقع المعاش، والتي تؤكد لنا ما تقوم به القيادة الرشيدة من تحركات تستهدف الصالح العام للمجتمع المصري، وهذا ما ينبغي أن يدركه الجميع دون استثناء؛ حيث إن قيادتنا الوطنية تتميز بوضوح الرؤية نحو المستقبل؛ فهي تسعى بقوة وفعالية لاستغلال الفرص والإمكانات والطاقات لتحقيق تنمية مستدامة على المدى القريب والبعيد، وهذا سر نجاحها، وقربها من الصدارة على المستويين الإقليمي والعالمي، ومؤتمر التغير المناخي من شواهد الرؤية الطموحة لجمهوريتنا الجديدة والتي ستصبح مركزاً عالمياً في شتى المجالات.
ولا ريب أن اصطفافنا نحو بناء الجمهورية الجديدة يساهم في مواجهة قضايا الوطن الشائكة وتلك ضرورة وطنية لا غنى عنها؛ فما تتخذه قيادتنا السياسية من قرارات وما تحمله من رؤى مدروسة، لا بد أن تقابل بدعم مجتمعي وتضافر شعبي واضحين؛ كي لا ندع لمشكك أو مغرض بث الفتن بين أبناء مصر العروبة حاملة التاريخ، ورائدة التقدم والنهضة في شتى مجالات الحياة، كما لا ينفك ذلك عن ضرورة الاصطفاف وراء القائد (فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي)؛ فهذا يعد واجباً وطنياً، يحقق نهضة الجمهورية الجديدة، ويرفع من شأنها ورايتها، حفظ الله مصرنا ووفق قيادتها إلى ما فيه الخير والصواب.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر
التاجز
قمة المناخ، قمة المناخ 2022، أهمية قمة المناخ، قمه المناخ، الدول المشاركة في قمة المناخ، موعد قمة المناخ في شرم الشيخ، قمة المناخ مصر 2022
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة