اعتبرت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية أن موسكو بدأت تفقد نفوذها في منطقة جنوب شرق آسيا "الآسيان" على وقع التفاعلات الإقليمية والعالمية للحرب على أوكرانيا، مضيفة أنه وصل الآن إلى حده الأدنى، خاصة مع إعادة تشكيل الديناميكيات السياسية عبر جنوب شرق آسيا بسرعة.
وتطرق تقرير دورية "ذا ديبلومات" المتخصصة في الشأن الآسيوي إلى كمبوديا، الرئيس الحالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وموافقتها على إلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بيانًا خلال القمة في 10 نوفمبر الجاري؛ ما يضع كمبوديا تحت الأضواء الدولية، ويجعلها شريكًا في الحوار على قدم المساواة مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، وسط عدم تأكيد روسيا على مشاركتها، بينما توقع التقرير غياب روسيا في ظل ترحيب كمبوديا بالمشاركة الأوكرانية.
وتوقع التقرير أن تركز قمة "آسيان" وقمة شرق آسيا، التي ستعقد في عاصمة كمبوديا في نوفمبر الجاري، التي سيعقبها اجتماع مجموعة العشر ين في بالي وقمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في بانكوك، على الاقتصاد العالمي وأسوأ تضخم منذ أربعة عقود، وهيمنة قضايا التجارة الإقليمية، والتعافي بعد الجائحة، وتغير المناخ على أجندة المحادثات، علاوة على النزاعات البحرية في بحر الصين الجنوبي.
وأوضح التقرير أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن أكدا المشاركة إلى جانب شركاء حوار آخرين من رابطة دول جنوب شرق آسيا وأولئك الذين يتمتعون بوضع مراقب.
ورصد التقرير الغياب الملحوظ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي "لم يؤكد بعد" حضوره قمة الآسيان، وهذا مرجح بالنظر إلى دعم رئيس وزراء كمبوديا هون سين لأوكرانيا والاجتماع عبر الإنترنت يوم الثلاثاء الماضي مع نظيره فولوديمير زيلينسكي؛ إذ اتفق الاثنان على أن هون سين سيزور أوكرانيا "في الوقت المناسب"، وإرسال فريق إزالة الألغام إلى "الدولة التي مزقتها الحرب". كما أيد هون سين طلب الترقية الدبلوماسية وعرض التوسط في محادثات السلام بين موسكو وكييف على هامش القمتين.
كما أبرز التقرير موقف هون سين الذي أعرب عن قلقه إزاء الهجمات الأخيرة على كييف ومدن أخرى في أوكرانيا، التي أودت بحياة العديد من القتلى والجرحى وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية المدنية وانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه، فضلاً عن أزمات خطيرة للطاقة والغذاء.
ولفت التقرير إلى أن روسيا تعد حليفًا قديمًا لكمبوديا في الحرب الباردة، لكن كان هناك تعثر في العلاقات الدبلوماسية لما يقرب من عقدين من الزمان فيما يتعلق بانزعاج هون سين من بوتين بسبب عدم رغبته في شطب ديون كمبوديا البالغة 1.5 مليار دولار.
واستعرض التقرير موقف كمبوديا المعارض للعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، مشيرا إلى مشاركة كمبوديا في قرار الأمم المتحدة الشهر الماضي الذي أدان ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية.
وتطرق إلى دعم روسيا - التي تعد الدولة الوحيدة على الأغلب في دعمها المطلق للمجلس العسكري في ميانمار - بينما أحرج المجلس العسكري في ميانمار كمبوديا أكثر من مرة في مسعى لتطبيع العلاقات بين المجلس ورابطة الآسيان، مشيراً إلى أنه من المتوقع اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن ميانمار بمجرد تولي إندونيسيا رئاسة الآسيان لعام 2023؛ ما يثير قلق روسيا.