حزمة من التوصيات الهامة انتهت إليها لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، برئاسة النائب محمد نبيل دعبس، في ضوء مناقشتها للاقتراح برغبة المقدم من النائبة هند ممدوح بشأن صورة المرأه في المناهج التعليمية، وفي مقدمتها مراجعة المناهج التعليمية لمزيد من التقدم في هذا المجال، وإزالة أي شكل من أشكال التمييز بها ضد المرأة، والتي شهدت حضور مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة وممثلي الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم.
وشددت اللجنة البرلمانية، في التوصيات التي انتهت إليها في ضوء مقترحات النائبة هند، علي أن هذه المراجعة يجب ألا تسري فقط على المناهج التعليمية والكتب الدراسية وإنما على كافة الأنشطة المدرسية، فضلا عن توثيق مجهودات وزارة التربية والتعليم ومشيخة الأزهر في تطوير المناهج لدعم صورة المرأة وتقديمها بشكل إيجابي.
وشملت التوصيات، الحرص على تضمين المناهج صور إيجابية للمرأة في المجالات العلمية والإبداعية المختلفة والتأكيد على تمكين المرأة بدلا من الصورة النمطية للمرأة المهمشة، وكذا تأهيل كل من له صلة بالمناهج الدراسية (المؤلف، كل من يقوم بأعمال الجرافيك أو الرسم أو اختيار الصور المعلم، وغيرهم)، قبل الشروع في مهمتهم بحيث تخرج الأفكار المتضمنة تعبر عن الواقع والمستقبل المنشود للمرأة.
وكانت البرلمانية أكدت في اقتراحها أكدت أنه على الرغم مما أحرزته المرأة من تقدم على الجبهات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ودعم القيادة السياسية الكبير لتمكينها في جميع المجالات وتكليف الحكومة بتنفيذ الخطة الاستراتيجية للمجلس القومي للمرأة عام 2017 من أجل تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيًا تماشيًا مع خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، فمازالت ثقافة المجتمع تدعم الصور النمطية للمرأة والقائمة على أعراف وعادات وتقاليد تغير كثير منها بالفعل على أرض الواقع إلا أن المجتمع مازال يعتمدها ويكرس لاستمرارها.
وشددت حنفي علي أن القيادة السياسية أولت اهتماما بالغا للمرأة وأعطتها من الحقوق والمكتسبات ما لم تحظ به من قبل، مما يتعين معه أن نجد صدى لسعى الدولة لتمكين المرأة في المناهج التعليمية، لاسيما وأن هذه الصورة لن تنعكس فقط إيجابا على رؤية المجتمع المستقبلية للمرأة، وإنما سيكون لها أبلغ الأثر دوليا في رفع تصنيف مصر عالميا في هذا المجال.
وأوضحت الدكتورة هند حنفي، أنه علي الرغم من الجهود المبذولة سواء من قبل وزارة التربية والتعليم أو من قبل الأزهر الشريف لتطوير المناهج بشكل إيجابي في هذا الصدد، إلا أنه لم يتم التطرق بشكل كافٍ بعد لوضع المرأة في المجتمع ولمسألة المساواة بين الرجل والمرأة، فضلا عن أن هناك مازال حجب واضح في كتب التاريخ لأدوار كبيرة قامت بها المرأة عبر العصور وتركت من خلالها أثرًا واضحًا. كذلك بالنسبة لاختيار الموضوعات الأدبية، فقلما تضمنت المناهج أية كتابات لنساء مبدعات رغم وجود نماذج عديدة كانت لها بصمة إبداعية مؤثرة.
وتشير النائبة إلي أنه بالنسبة لموضوعات القراءة أو القصص المقررة فلن نجد تقريبًا أثراً لباحثات أو لعلماء من النساء وما أكثرهن ولا لبطلات في الرياضة ممن حصلن على ميداليات في بطولات عالمية، وغيرها من المجالات.
وشددت النائبة علي ضرورة إجراء تحليل اجتماعي للمناهج في مختلف المراحل الدراسية لتتضح صورة المرأة في المناهج التعليمية بشكل جلي. من خلال نتائج هذا التحليل سيتضح أيضا مدى وعى المجتمع بأبعاد هذه القضية وأهميتها، ومدى احترام جوهر القوانين التي تشرعها الدولة بهدف القضاء على عدم المساواة التي تعاني منها المرأة.
وكذا دعت هند حنفي إلي إجراء استطلاع رأى للمعلمين بشأن ما يقومون بتدريسه ومدى توافقه مع ما تنشده الدولة من تصحيح للصور والمفاهيم المغلوطة عن المرأة، فضلا عن التأكيد على أهمية الكتاب المدرسي بصفته أحد الأدوات التربوية شديدة الأهمية التي يمكن من خلالها ترسيخ المفاهيم الصحيحة والإيجابية بشأن المرأة، لاسيما أنه يتم تداوله بين فئات كثيرة مثل أولياء الأمور، والمعلمين، ومن يقومون على صناعته الخ.. وصولا إلى التلاميذ.
ولفتت النائبة إلي أهمية دراسة وتحليل مراحل اخراج هذه الكتب إلى حيز الوجود ومن الذي يحدد الموضوعات ويقوم بكتابتها، ويختار الصور والرسومات المصاحبة للدروس، وخلفية هؤلاء الأشخاص والتى أهلتهم لمثل هذا العمل؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة