أثارت تصريحات الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين حول إمكانية التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب فى أوكرانيا الكثير من التساؤلات بشأن اقتراب انتهاء العملية العسكرية، ولكن اعتبرت بعض وسائل الإعلام الغربى أن رفض الكرملين إلغاء مرسوم بالاستدعاء إلى الجيش دليل على استمرار العمليات العسكرية.
وسلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة التي ألمح فيها إلى إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للحرب المشتعلة حاليا في أوكرانيا جراء العملية العسكرية الروسية التي بدأت أواخر فبراير الماضي.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من أندرو روث وبيجوتر ساوير وهيلين سوليفان، أن الرئيس الروسي أعلن في الوقت نفسه استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا وفقاً لما هو مخطط لها، مؤكداً أنه لا توجد مشاكل تعوق استمرار تلك العملية.
وأوضح الرئيس الروسي، خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في بيشكك عاصمة قيرجيزستان، أن التوصل لتسوية سلمية للصراع الحالي في أوكرانيا لن يكون بالأمر اليسير وسوف يستغرق الكثير من الوقت، موضحا في الوقت نفسه ضرورة اعتراف كل الأطراف المشاركة في تلك التسوية بالحقائق التي تتشكل على أرض الواقع.
ويضيف المقال أن تلك التصريحات تأتي بعد أيام قليلة من محاولات الرئيس بوتين تهيئة الرأي العام في بلاده لحرب طويلة المدى في أوكرانيا، حيث أكد أن العملية العسكرية الروسية هناك سوف تستغرق وقتا طويلا، وهو ما يخالف توقعات القيادة العسكرية الروسية في بداية الصراع بأن الحرب هناك سوف تستغرق عدة أسابيع تتمكن خلالها القوات الروسية من تحقيق نصر سريع على الجانب الأوكراني إلا أن الحرب امتدت لشهور عدة ومن المتوقع أن تستمر لفترة طويلة.
ويضيف المقال أيضا أن تلك التصريحات تأتي في أعقاب هجمات صاروخية مكثفة من جانب القوات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا والتي تسببت في أزمة طاقة حادة هناك بعد تدمير ما يقرب من 50 في المئة من محطات الطاقة في البلاد، بينما أعلن بوتين في نفس الوقت عزمه على استمرار القوات الروسية في استهداف الشبكة القومية للطاقة في أوكرانيا وتدميرها بالكامل على الرغم من كل ردود الفعل الغاضبة جراء تلك الهجمات والتي تسببت في معاناة ملايين الأشخاص في أوكرانيا خاصة مع حلول فصل الشتاء قارس البرودة حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
ويلفت المقال إلى تصريحات الرئيس الروسي خلال لقاء له يوم الخميس في الكرملين مع عدد من الجنود الروس أثناء احتفالية " أبطال روسيا" والتي ألقى فيها باللوم على أوكرانيا إذ اتهمها بأنها التي بدأت في استهداف مواقع مدنية من خلال قصفها لجسر شبه جزيرة القرم.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات الرئيس الروسي التي تناول فيها موقف بلاده من استخدام السلاح النووي في الحرب الحالية في أوكرانيا، موضحا أنه في حالة شن أي هجوم على روسيا فإن استخدام السلاح النووي سوف يكون حتميا وفي هذه الحالة "سوف تؤدي الهجمات النووية إلى تدمير الأعداء بالكامل ولن يتبقي منهم شيئ".
وفي الشهر الماضي ، طالب بوتين الغرب بالاعتراف رسميًا بالمناطق الأربع قبل أن تبدأ محادثات السلام. كما اعترف بوجود بعض المشاكل في شراء المعدات والملابس لمئات الآلاف من المجندين الذين تم استدعاؤهم للقتال في أوكرانيا، وفقا لشبكة "سكاى نيوز" البريطانية.
واعترف بوجود قضايا تتعلق بتزويد 300 ألف رجل تم استدعاؤهم في حملة تعبئة في سبتمبر وأكتوبر.
ومع ذلك ، قال إن هذه القضايا تم تخفيفها الآن.
وقال الرئيس الروسي أيضًا إنه لا توجد حاجة لاستدعاء قوات إضافية للقتال في أوكرانيا ، حيث كان هناك 150 ألف مقاتل تم تجنيدهم مؤخرًا ولم يتم إرسالهم بعد إلى الخطوط الأمامية.
على الرغم من أن بوتين قال مرارًا وتكرارًا إن التعبئة قد انتهت ، إلا أن الكرملين رفض إلغاء مرسوم رسمي يأمر بالاستدعاء ، مما أثار مخاوف من إمكانية الإعلان عن موجة ثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة