تمر اليوم ذكرى وقوع معركة نينوى، وكانت نتيجتها انتصار الروم البيزنطيين بقيادة الإمبراطور هرقل على الفرس الساسانيين بقيادة القائد راهزاد، وذلك في فى 12 ديسمبر من عام 627 ميلادية، وهى معركة فاصلة فى الحرب الساسانية البيزنطية التى دارت بين عامى 602 و628 الميلاديين، وكان قائد الفرس فيها راهزاد وقائد الروم هو الإمبراطور هرقل نفسه.
وفى المعركة قُتل القائد الفارسى بيد الإمبراطور البيزنطى فى مبارزة فردية وترتب عن المعركة نجاح البيزنطيين فى تحطيم قوة الساسانيين واستعادة الدولة البيزنطية حدودها القديمة فى آسيا.
تقول المصادر الإسلامية، إن هذه المعركة هى التى تنبأ بها القرآن الكريم فى سورة الروم بقوله "وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين"، إذ كانت هذه المعركة فاتحة تمكين الروم بعد سنوات من الانكسار أمام قوة الإمبراطورية الفارسية.
وكان من بين العوامل التى ساعدت الفرس على التوغل فى المملكة البيزنطية الخلافات الكبيرة التى كانت تدور بين الملوك البيزنطيين، وقد انقسمت إلى إمبراطورية بيزنطية شرقية وإمبراطورية غربية، وكان حاكم الإمبراطورية الشرقية واسمه الكامل كان فلافيوس أغسطس هرقل وقد بدأ حكمه عام 610م، وكان والى على تونس الحالية، وكان له ابن يسمى هرقل أيضًا.
فقد قال تعالى فى بداية سورة الروم (الـم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِى أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )، هذه السورة نزلت فى مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة بخمسِ سنين، وقيل ستُّ سنين.
التاريخ يؤكد استمرّ الصراعُ بين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية الشرقية لسنين طويلة، وقد كان الصراع بين هاتين الدولتين على أشده، للسيطرة على بلاد الشام وفلسطين، فقد حكمت الدولة البيزنطية تلك البلاد وبسطت سيطرتها عليها، وفى سنة ستمائةٍ وأربع عشرةَ للميلاد قامَ زعيمُ الفرس "خسروا أبرويز" بالهجوم على أنطاكية إحدى أهم المدن فى الإمبراطورية البيزنطية؛ حيث تمكّن من السيطرة عليها، كما قام بالهجوم على بلاد الشام ودمشق ثمّ فلسطين واحتلالها، ودخل بيتَ المقدس وخرّبَ ديارها وقتلَ الآلاف، وقد حدثت المعركة بين جيش الفرس وجيش الرومان فى بلاد الشام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة