فى قصة تصلح أن تتحول لفيلم سينمائى، يتابع الأمريكيون والعالم قصة سقوط أحد أبرز رموز العملات المشفرة عالميا، وهو سام بانكمان فريد، الذى تحول فى غضون شهر واحد من ملياردير بارز ورمز لعالم العملات المشفرة إلى شخص مطارد فقط ثروته يواجه قريبا اتهامات.
بانكمان فرايد
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز القبض على سام بانكمان فريد، مؤسس بورصة العملات المشفرة FTX، وتوجيه اتهامات جنائية له من قبل المدعين الأمريكيين بانه أحدث التطورات المذهلة فى واحدة من أكثر حالات السقوط الدرامى من المجد فى تاريخ الشركة الحديث.
وكان من المقرر أن يدلى بانكمان فريد، البالغ من العمر 30 عاما، بشهادته أمام الكونجرس اليوم الثلاثاء عن انهيار FTX التى كانت واحدة من أقوى الشركات الناشئة فى صناعة العملات المشفرة حتى انهارت فجاة بين عشية وضحاها الشهر الماضى بعد أن كشفت عمليات إيداع عن اختفاء 8 مليارات دولار من حساباتها.
واأد المدعون عن مقاطعة نيويورك الجنوبية أن بانكمان فريد وجهت إيه اتهامات، وقالوا إنه سيتم الكشف عن لائحة اتهام الثلاثاء. من ناحية أخرى، قالت لجنة البورصات والأوراق المالية الأمريكية فى بيان إنها سمحت باتهامات تتعلق بانتهاكات بانكمان فريد لقوانين الأوراق المالية.
وقال شخص مطلع على الأمر إن التهم الجنائية الموجهة إلى بانكمان فريد تشمل الاحتيال الإلكترونى والتآمر للاحتيال الإلكترونى والاحتيال فى الأوراق المالية والتآمر للاحتيال فى الأوراق المالية وغسيل الأموال.
وأوضح المصدر أن بانكمان فريد، الذى كان الشخص الوحيد المدرج فى لائحة الاتهام، قد تم احتجازه من قبل سلطات جزر الباهاما، حيث تم القبض عليه مساء الاثنين فى مجمع سكنى كان يقيم به. وفى حين أن جزر الباهاما لديها معاهدة تسليم مجرمين مع الولايات المتحدة، يمكن أن تستغرق العملية أسابيع وأحيانا أطول بكثير إذا اعترض عليها مدعى جنائى.
وتقول نيويورك تايمز إن بانكمان فريد، الذى كان من قبل الفتى الذهبى لصناعة العملات المشفرة وأحد كبار المتبرعين للحزب الديمقراطى، شهد انهيار إمبراطوريته التجارية والسياسية الشاسعة بسرعة فائقة. فقد تقدمت بورصته لإعلان إفلاس الشهر الماضى، وتقلصت ثروته الشخصية لتصبح لاشىء تقريبا بعد أن تجاوزت 25 مليار دولار.
ftx
وفى حين أنه اعتاد على وصفه بـ "جون بيربونت مورجان" العصر الحالى، فى إشارة إلى أحد أبرز رجال الأعمال الأمريكيين فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فإنه الآن أصبح أكثر شبها ببيرنى مادوف، الذى دبر أكبر خطة احتيال فى التاريخ، عرفت باسم سلسلة بونزى، تتمثل فى وعد بالربح الكبير ويمول هذا الربح من تدفق رأس المال نفسه ليتم استثماره تدريجيا حتى يحدث انفجار فقاعة المضاربة.
وقالت نيويورك تايمز إن بانكمان فريد كان يواجه تدقيقا من عشرات المنظمين حول العالم، بينهم وزارة العدل الأمريكية ولجنة البورصات والأوراق الماليىة. وكان المدعون فى مانهاتن يبحثون ما إذا كان بانكمان فريد قد انتهك القانون بنصل المليارات من أموال العملاء إلى وصندوق تحوط ألاميدا للأبحاث، الذى أسسه ويمتلكه بانكمان فريد أيضا.
وركز المدعون أيضا على ما إذا كان بانكمان فريد وألاميدا قد شاركا فى عملية تلاعب بالسوق، والتى ربما ساعدت فى التسبب فى فشل اثنتين من العملات المشفرة البارزة فى الربيع الماضى.
ومنذ انهيار FTX، تحركت لجنة البورصات والمدعين سريعا لطلبات للحصول على وثائق من أطراف مختلفة، منها بعض الشركات المالية الكبرى التى استثمرت ما يقرب من مليارى دولار فى البورصة المشفرة بدءا من العام الماضى.
وليس من الواضح ما إذا كانت السلطات الفيدرالية تبحث فى اتهام شخص آخر فيما يتعلق بانهيار البورصة.
وبدأ انهيار FTX أوائل نوفمبر الماضى، حيث كشف التهافت على الودائع عن فجوة بقيمة 8 مليارات دولار في الشؤون المالية للشركة. وسعى بانكمان فريد للحصول على إمداد من شركة منافسة، وهي بورصة العملات الرقمية العملاقة Binance ، لكن الصفقة فشلت بعد أن فحصت Binance دفاتر FTX.
وسرعان ما أصبح السيد بانكمان فريد "شرير" صناعة العملات المشفرة، وفقا لنيويورك تايمز. وأصبحت أموال مئات الآلاف من العملاء محاصرة في FTX ، مع احتمال ضئيل لاستعادتها في أي وقت قريب.
وكان بانكمان فريد قد قال إنه مصدوم من تفاصيل كثيرة كشف عنها انهيار منصته للعملات المشفرة، وقال إن المشاكل نجمت عن تراخي الرقابة والضوابط في الشركة، وليس عن أي نية احتيالية.
واعترف بانكمان فريد بعدم إيلائه اهتماماً كافياً لتضارب المصالح بين FTX وألاميدا، لكنه أصر على أنه لم يكن على إطلاع على التفاصيل المتعلقة بألاميدا ولم يتولى إدارة هذه الشركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة