أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، ضمن سلسلة التراث الحضاري، الجزء الأول من كتاب "مباهج الإخوان ومناهج الخلان في حوادث الدهور والأزمان"، يحوي تاريخ مصر وتراجم أعيانها، للمؤرخ المصري شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن، المعروف بابن العجمعي (ت:بعد 1045هـ/1636م)، حوادث وتراجم سنوات (923-1012هـ/1517- 1604م) تحقيق ودراسة الدكتور محمد جمال حتمد الشوربجي.
ويتناول هذا الكتاب حوادث مصر وتراجم أعلامها من عهد الوالي خاير بك الجركسي سنة 923هـ / 1517م إلى عهد الوالي حسين باشا سنة 1045هـ / 1636م تقريبًا (۱)، ويتوقف الجزء الأول منه عند نهاية سنة 1016هـ / 1608م .
وتحدث الكتاب عن أغلب جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والدينية، والعلمية، والنشاط الاقتصادي والعمراني لمصر في القرن 11 هـ / 17م، وهذه الأخبار اعتمد المؤلف في نقلها على المُشاهدة والسماع والمشافهة وبعض المصادر المكتوبة، ولهذا أورد عددًا كبيرًا من الحوادث والتراجم والمصطلحات ليس لها مثيل في المصادر المعاصرة.
وكانت المدرسة التاريخية في العصر العثماني تسير في الاساس على طريقة التاريخ لمصر بفتح العرب المسلمين لها وما تبعه من توالي الدول، حتى دخول السلطان العثماني سليم الأول مصر سنة 923هـ /1517م ، ثم التاريخ المختصر للسلاطين العثمانيين، ثم أخبار ولاتهم وقضاتهم في مصر، وما يتخلل ذلك من بعض الحوادث بصورة مختصرة، وشاركهم المؤلف في هذا الاتجاه بكتاب سماة "الأنوار المُضِيَّة في ذكر الدولة العثمانية ومن حكم بمصر من الباشاواة بالديار المصرية".
أما في "مباهج الإخوان" فلم يكن فيها مُقلّدًا لطريقة مؤرّخي عصره، وإنما بدأه مباشرة بدخول السلطان سليم الأول مصر، وهو وإن كان سار في أول الكتاب على طريقة مؤرّخي عصره بذكر ولاة بني عثمان والتاريخ لحكمهم إلا أن ذلك لم يكن إلا تمهيدًا لتاريخه الحولي الذي كانت تسير عليه المدرسة المملوكية، ولهذا يعتبر أول وأقدم كتاب وصلنا حتى اليوم بعد كتاب "بدائع الزهور" لابن إياس يعتمد النظام الحولي في تسجيل الحوادث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة