كشف الدكتور أحمد المنظرى المدير الاقليمى لشرق المتوسط، خلال مؤتمر التغطية الصحية الشاملة المنعقد حاليا بالقاهرة، أن الأزمات تسبب أمراضًا حادة وتؤدي إلى تفاقم الحالات المزمنة الموجودة مسبقًا، وتزيد من المعاناة من مضاعفات الأمراض غير المعدية، لكن النظم الصحية الهشة تكافح للاستجابة بسرعة وفعالية لهذه الزيادة المفاجئة في الحاجة إلى الرعاية الحادة والمزمنة.
يدعو الهدف 3.4 من أهداف التنمية المستدامة إلى خفض معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية الرئيسية بنسبة 30% بحلول عام 2030، وفي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 73/2 (2018)، أعادت الدول الأعضاء تأكيد التزامها بمعالجة الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المرتبطة بها في حالات الطوارئ الإنسانية قبل وأثناء وبعد الكوارث، ومع ذلك، كان التقدم بطيئًا للغاية والعديد من بلدان إقليمنا متخلفة عن الركب، لم تكن الإجراءات المتخذة لمعالجة الأمراض غير المعدية كافية بالفعل وتعرضت لمزيد من الانتكاسة بسبب جائحة كورونا ومع ذلك، فإن معالجة الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المرتبطة بها أمر ضروري لتعزيز التغطية الصحية الشاملة وتحقيق الرؤية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن "الصحة للجميع بالجميع".
وقال، إن منطقتنا هي موقع لعاصفة كاملة تتكون من العديد من النزاعات الكبرى والكوارث الطبيعية واللاجئين وعبء كبير من الأمراض غير المعدية، موضحا، إن نصف جميع البلدان في المنطقة في حالة طوارئ، وأكثر من 100 مليون من سكان أقليم شرق المتوسط بحاجة إلى مساعدة إنسانية، و66% من لاجئى العالم يأتون لمنطقتنا.
وأضاف، يمثل الاضطراب الكبير في النظم الصحية تحديًا لتقديم الخدمات الصحية والأمن الصحي، موضحا، إن الأشخاص المصابون بالأمراض غير المعدية أكثر عرضة للخطر أثناء حالات الطوارئ، مضيفا، قد تكون المضاعفات المرتبطة بالأمراض غير المعدية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أكثر شيوعًا بمقدار مرتين إلى 3 مرات مقارنة بالظروف العادية.
وأوضح، إن الأمراض غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا بنسبة 25-35% لدى البالغين في بعض البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مضيفا، أظهرت لنا جائحة كورونا أن معظم النظم الصحية الوطنية تكافح لضمان الوصول المستمر إلى الخدمات الصحية الأساسية وسط حالات الطوارئ، في غضون بضعة أشهر من الوباء، رأينا تأثيرًا كبيرًا بشكل غير متناسب من حيث معدلات الاستشفاء، وشدة المرض ومعدلات الوفيات لمرضى كورونا المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقًا (CVD) والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان.
تشكل حالات الطوارئ الإنسانية ضغوطا على النظم الصحية، المتطلبات العاجلة تؤدي إلى إهمال الأمراض المزمنة، لا تحظى الأمراض غير المعدية باهتمام كبير في المرحلة الحادة من الكوارث والاستجابة للطوارئ، على الرغم من أنها سبب رئيسي للإعاقة والوفاة.
وأكد، آمل أن تنضموا إليّ في القول إن الأمراض غير المعدية يجب أن تُدمج كجزء من الاستجابة لحالات الطوارئ والتأهب، مضيفا، يمثل هذا الاجتماع فرصة رئيسية للاتفاق على نهج عملي واستراتيجي لتحسين تأثير عمل منظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض غير المعدية في حالات الطوارئ على البلدان عبر مراحل التأهب والاستجابة والتعافي، من خلال هذا العمل الشامل، نريد تحقيق عالم أكثر أمانًا، يتم فيه تمكين جميع البلدان والمجتمعات من الاستعداد والوقاية والكشف والاستجابة لاحتياجات الأشخاص الذين يعيشون مع الأمراض غير المعدية أثناء النزاعات وتفشي الأمراض والأوبئة، دون ترك أي شخص ورائه.
إنني أتطلع إلى نتيجة هذا الاجتماع المهم لتشكيل الإجراءات المستقبلية للحد من تأثير الأمراض غير المعدية كجزء من جداول الأعمال الإنسانية والإنمائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة