تشهد مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا المنعقدة حاليا فى واشنطن، أهمية كبيرة من حيث توقيتها والموضوعات المطروحة للنقاش على أجندتها.
ومن المقرر أن يركز الرئيس السيسى، خلال أعمال القمة، على الموضوعات التى تهم الدول الأفريقية في ظل التحديات العالمية القائمة، وتعزيز الشراكة الأفريقية الأمريكية لمواجهة أزمة الأمن الغذائى، وتيسير اندماج الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمى، لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا فى تحقيق النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.
ويتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة عقد لقاءات مع عدد من كبار المسئولين الأمريكيين، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، على نحو يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما يعقد الرئيس لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الأمريكي لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين؛ كما يجتمع الرئيس على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
ومن جانبه، شدد السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، على أهمية قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا المنعقدة حاليًا فى واشنطن، حيث إنها القمة الثانية من نوعها، وتأتي بعد انعقاد القمة الاولى عام ٢٠١٤ في المغرب، كما أن الفترة الزمنية التى تفصل بين القمتين تعد كبيرة بالنظر إلى تفشي جائحة كورونا والانتخابات الأمريكية.
وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فى تصريحات للوفد الإعلامى المرافق للرئيس السيسى فى واشنطن، إلى أن القمة تعكس تزايد الاهتمام العالمي بالقارة الأفريقية خاصة من الجانب الأمريكى الذي يسعي لزيادة تواجده في القارة الافريقية؛ موضحًا أن القمة تركز على مساعدة الدول الأفريقية على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بتوفير الغذاء وأسعار الطاقة وسبل التكيف مع متطلبات مواجهة التغيرات المناخية ومساعدة الدول الأفريقية على التوجه نحو الطاقة الجديدة والمتجددة؛ لافتًا إلى أن انعقاد القمة يأتي متزامنًا مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه أفريقيا جنوب الصحراء التى أعلنتها في أغسطس الماضى.
وفيما يتعلق بأجندة القمة والموضوعات المطروحة للنقاش، أوضح السفير بسام راضى، بأن القمة ستتناول قضايا التنمية والقضايا الأمنية وسبل مواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وما بعد جائحة كورونا، مشددًا على ان القمة تضيف زخم للعلاقات الامريكية مع دول القارة الافريقية.
ومن المقرر أن يلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته غدًا الخميس، أمام قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، حيث سيركز على إطار الاستراتيجية المصرية التي تم عرضها خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن كلمة الرئيس السيسي ستشدد على أهمية دعم اندماج القارة الأفريقية في الاقتصاد العالمي وما لذلك من نتائج إيجابية للاستفادة من الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الحديثة وتوطين الصناعات ومواجهة قضايا تغير المناخ.
وقال "راضى"، إن الكلمة ستعكس رؤية الرئيس السيسي للتعامل مع القضايا الأفريقية وما بذلته مصر من جهود في السنوات الماضية في هذا الصدد، ولاسيما ضرورة زيادة حجم التجارة البينية فيما بين الدول الأفريقية وإقامة جسور للنقل والمواصلات والطرق والخطوط البرية والبحرية والجوية بين الدول الأفريقية لتعزيز زيادة حجم تبادل السلع والاستفادة من المواد الأولية والموارد في القارة الافريقية .
في سياق متصل، يرى الجانب الأمريكى أن مشاركة مصر في القمة ستساعد المنطقة وتعزز العلاقات الأمريكية المصرية والعلاقات الأمريكية الأفريقية، بالإضافة إلى العمل لمواجهة التحديات العالمية؛ وتعمل القمة على عدة أهداف، أبرزها تعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة، وتعزيز السلام والأمن والحكم الرشيد، وتعزيز الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، والعمل بشكل تعاوني لتعزيز الأمن الصحي الإقليمي والعالمي، وتعزيز الأمن الغذائية، والاستجابة لأزمة المناخ، وتعزيز التعليم والقيادة الشبابية.
وفى وقت سابق، عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تطلعه إلى العمل مع الحكومات الأفريقية والمجتمع المدني في جميع أنحاء الولايات المتحدة والقطاع الخاص لمواصلة تعزيز الرؤية المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا.
ومنذ توليه رئاسة الجمهورية، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى في العديد من المؤتمرات والقمم الدولية، حيث حمل هموم القارة السمراء، وظهر مدافعا بكل قوة في المطالبة بحقوق الشعوب الأفريقية في السلام والاستقرار والتنمية والرخاء.
وما يؤكد على ذلك، دعوة الرئيس السيسي- فى كلمته أمام القمة 45 لمجموعة السبع الكبرى G7 التي استضافتها مدينة "بياريتز" الفرنسية يومي 25 و26 أغسطس 2019- إلى وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لأفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات، وتكوين مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات تقلل من البطالة بين الشباب الأفريقي المنضم إلى سوق العمل سنوياً.
ونجح الرئيس السيسى، خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي فى العام 2019, فى إيصال صوت أفريقيا إلي العالم، وبذل مجهودات كبيرة في العمل من أجل تعزيز التكامل الأفريقي، وانخراط القارة فى البحث عن مصالحها استغلالًا لقوتها البشرية الهائلة وإمكاناتها الواعدة غير المستغلة، وثرواتها المهدرة منذ عقود.
وشهدت رئاسة الرئيس السيسى، للاتحاد للاتحاد الأفريقي مكاسب عديدة للقارة السمراء، أشاد بها القادة والمسئولين الأفارقة أنفسهم، ولعل أبرزها إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية، بعد استكمال عدد التصديقات اللازم لدخول الاتفاقية حيز النفاذ، والتى تعد إحدى أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، بالنظر إلى أهميتها كعلامة فارقة فى مسيرة التكامل الاقتصادى فى القارة، وكونها ستنشئ أكبر منطقة تجارة حرة فى العالم من حيث الحجم؛ وذلك خلال رئاسته للقمة الأفريقية التنسيقية الأولى التي عقدت في نيامى عاصمة النيجر في 8 يوليو 2019،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة