تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، من إعداد محمود رضا وتقديم سارة إسماعيل، عن استمرار أزمة الجفاف فى أوروبا، مع تعمق الأزمة التى وصلت إلى المياه الجوفية، والتى أدت لحالة من الرعب والقلق لدى الأوروبيين، فموجة الحر التى شهدتها القارة العجوز منذ الصيف تعتبر الأشد منذ عام 1950، وحذرت العديد من التقارير من أن نصف الأراضى الأوروبية معرضة لخطر الجفاف.
وحذر عالم الهيدرولوجيا جاى فاميجليتى، مدير المعهد العالمى للأمن المائى فى جامعة ساسكاتشوان الكندية، من أن أزمة المياه التى تمر بها أوروبا تصل إلى جفاف المياه الجوفية التى لا يستطيع الناس رؤيتها.
وقالت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية إن أوروبا مرت بموجة جفاف شديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص مياه الأمطار ولكن ما يثير القلق فى الوقت الحالى بشكل واضح هو وصول موجة الجفاف إلى المياه الجوفية، التى يتم الاعتماد عليها فى هذه الأوقات الصعبة خاصة فى الزراعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فاميجليتى قام مع عدد من الخبراء بتحليل بيانات من بعثات الأقمار الصناعية الأمريكية والألمانية المعروفة باسم GRACE لمعرفة تغير المياه العذبة المخزنة فى القارة الأوروبية، حيث تتبع تلك الأقمار الصناعية المزدوجة التغيرات فى الجاذبية لقياس الخزانات الشاسعة من المياه، مثل تلك المخزنة تجت الأرض فى طبقات المياه الجوفية، والتى تتدفق فى البحيرات والانهار، والأنهار الجليدية، وكلما زادت كتلة الماء زادت قوة الجاذبية.
وتشير النتائج إلى استنفاد مستمر للمياه من طبقات المياه الجوفية (الطبقات المسامية من الصخور والتربة التى تخزن معظم المياه العذبة غير المجمدة على كوكب الأرض) بين عامى 2002 و 2022. مع استثناءات قليلة، مثل الدول الاسكندنافية، تفقد معظم القارة الكثير من المياه الجوفية لكل منها عام مما يجدده هطول الأمطار وعمليات إعادة الشحن الأخرى، كما أوضح الخبير فاميجليتى.
وقدر الباحثون أن متوسط فقدان المياه فى أوروبا كان 84 جيجا طن سنويًا منذ بداية القرن الحادى والعشرين، ووفقًا لفاميجليتى، هذا رقم مثير للقلق، يساوى تقريبًا جميع المياه فى بحيرة أونتاريو أو خمسة أضعاف متوسط التدفق السنوى لنهر كولورادو عبر جراند كانيون. المقياس (الجيغا طن يمثل مليار طن من الماء) يكاد يكون من المستحيل فهمه، لكن هذا هو النطاق الذى يحدث فيه تغير المناخ.
وأكد فاميجليتى أن تغير المناخ والافراط فى طخ طبقات المياه الجوفية تسبب فى عقدة صعبة للغاية، حيث أنه مع تزايد حالات الجفاف الشديدة، يضخ المستخدمون الزراعيون والصناعيون والحضريون المزيد من المياه من أعماق أكبر لتعويض نقص الأمطار، ولا يمكن لخزانات المياه الجوفية أن تتعافى مثلما حدث عندما عادت الأمطار بعد فترات الجفاف التاريخية مثل تلك التى تم تمييزها فى أحجار الجوع فى بوهيميا القديمة التى تم العثور عليها بعد جفاف انهار فى أوروبا والتى تحتوى على رسائل بها تحذيرات من نقص المياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة