وصل منتخب المغرب ونظيره الكرواتى إلى المحطة النهائية فى مسيرتهما فى كأس العالم 2022، وبات المغرب هو أول منتخب عربى وأفريقى يتأهل لنصف النهائي، وينافس على الميدالية البرونزية فى البطولة، وبالتوازى، نتعرف معا على اثنين من أشهر الأدباء فى المغرب وكرواتيا فى مونديال الأدب 2022، وهما الأديب المغربى محمد شكرى، والأديب الكرواتى ميروسلاف كرليجا.
محمد شكرى
محمد شكري (15 يوليو 1935 - 15 نوفمبر 2003)، يعد من أشهر وأبرز الروائين فى المغرب، وتعد روايته "الخبز الحافي" أشهر أعماله فى مسيرته الأدبية، والمعروف أنه عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة 1942م.
حينما انتقل محمد شكري إلى مدينة طنجة لم يكن يتحدث بعد اللغة العربية؛ لأن لغته الأم كانت هي اللغة الأمازيغية، وحينها عمل كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة.
لم يتعلم محمد شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين. ففي سنة 1955م قرر الرحيل بعيدًا عن العالم السفلي وواقع التسكع والتهريب والسجون الذي كان غارقًا فيه ودخل المدرسة في مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم.
وفي سنة 1966م نُشِرَت قصته الأولى "العنف على الشاطئ" في مجلة الآداب اللبنانية. وبعد أن حصل شكري على التقاعد النسبي تفرغ تمامًا للكتابة الأدبية. وتوالت بعد ذلك كتاباته في الظهور.
لم يتزوج محمد شكري طوال حياته ومن أقواله "لكي أصبح أبا لابن عليّ أن أتزوج. لقد عزفت عن الزواج لأني أخشى أن أمارس على من ألد نفس التسلط والقهر اللذين مورسا عليّ. لهذا أنا أخشى أن يكون لي مولود.. فأنا لا أثق في نفسي".
محمد شكري
ميروسلاف كرليجا
ميروسلاف كرليجا.. شاعر وكاتب ومسرحى يوغسلافى كرواتى، ويعد من أبرز ممثلى الثقافة فى كرواتيا فى فترتى المملكة (1918 – 1941) والجمهورية (1945 وحتى وفاته فى 1981)، واعتبره الكثيرون من أعظم أدباء كرواتيا فى القرن العشرين.
لم يكن ميروسلاف كرليجا بعيدًا عن السياسة، فالكاتب الذى ولد فى "زغرب" الواقعة حينذاك فى الإمبراطورية النمساوية المجرية، أى كرواتيا الحالية، انتسب إلى المدرسة العسكرية، ثم إلى الأكاديمية العسكرية فى بودابست. وأثناء حرب البلقان الأولى هرب من أجل أن يتطوع فى الجيش الصربى ليحارب الأتراك العثمانيين، إلا أنهم اشتبهوا فيه وظنوا أنه جاسوس ولهذا تم رفضه، وبعد عودته إلى كرواتيا تم تجريده من رتبته، وإرساله برتبة جندى إلى الجبهة الشرقية للحرب العالمية الأولى.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أصبح ميروسلاف كرليجا من كبار الأدباء الحداثيين فى يوغسلافيا، التى تشكلت فى عام 1918، وصار من الشخصيات المثيرة للجدل على المستوى السياسى، بعدما أصبح واحدًا من القوى المحركة فى عدد من المجلات السياسية والأدبية اليسارية مثل "اللهب" 1918 و"جمهورية الآداب" فى الفترة من 1923 – 1927 و"اليوم" 1934 وغيرها.
فى عام 1918 انتسب ميروسلاف كرليجا إلى الحزب الشيوعى اليوغسلافى، إلا أنه تم طرده منه عام 1939 بسبب مواقفه غير التقليدية من الفن ودفاعه عن حرية التعبير فى الفنون ضد الواقعية الاشتراكية.
وفى عام1947 صار نائب رئيس أكاديمية العلوم والفنون، ومنذ عام 1951 وحتى وفاته ترأس ميروسلاف كرليجا المعهد الكرواتى للصناعة المعجمية، وسمى المعهد باسمه بعد وفاته.
ميروسلاف كرليجا