يحتفلُ العالم اليوم الأحد، باليومِ العالمي للغةِ العربية، قلبُ الأمةِ النابض ولسانُها الناطق، أقدمُ اللغاتِ وأكثرُها ثراءً، غارَ اليقينُ في وصفِ جمالِها، وتودّدتْ لها النفوسُ لراحتِها، ونحنُ على شرفٍ وسيمٍ بامتلاكها.. جميلةٌ هي بكاملِ مضمونِها، تعدّدتْ الأقوالُ فيها وكَثُرَ القائلونَ عنها، عند الحديثِ بها كأنّ اللسانَ يتجمعُ عليه كاملُ البلاغةِ والفصاحةِ والإبداع.
على الرُغمِ من تجاوزِ عددِ لغات العالم سبعَ آلافِ لغةٍ، إلّا أن العربيةَ كانتْ وما زالتْ تتربّعُ على عرشِ اللغاتِ الأكثرِ رصانةً وانتشارًا..
ونظرًا لأهميةِ هذه اللغةِ الجميلة، كان لا بد من تخصيصِ يومٍ في تقويمِ السنة لتخلِيدها ونشرِها على نطاقٍ أوسع.
يرتبطُ اليومُ العالميُ للغةِ العربيةِ بقرارٍ صادرٍ عن الجمعيةِ العامةِ للأمم المتحدة عامِ ألفٍ وتسعمائةِ وثلاثةٍ وسبعين، نصَّ على إدخالِ اللغةِ العربيةِ ضمنَ مجموعةِ اللغاتِ الرسميةِ المعمولِ بها في الأممِ المتحدة.
أما عن الاحتفالِ باللغةِ العربيةِ هذا العام والذي يأتي بعنوان "مساهمةُ اللغةِ العربيةِ في الحضارةِ والثقافةِ الإنسانية"، قالت منظمةُ الأممِ المتحدة، في بيانٍ لها، إن الاحتفاليةَ تشملُ تنظيم سلسلةٍ من حلقاتِ النقاشِ والفعالياتِ الثقافيةِ في مقرِّها بالعاصمةِ الفرنسيةِ باريس، حيثُ يجتمعُ الأكاديميونَ والباحثونَ والخبراءُ والشبابُ لمناقشةِ عددٍ من القضايا، أبرزُها "التنوعُ الثقافي: تجربةُ اللغةِ العربيةِ وتفاعُلِها مع اللغاتِ الأخرى".
وتتيحُ اللغةُ العربيةُ الدخولَ إلى عالمٍ زاخرٍ بالتنوعِ بجميعِ أشكالِه وصورِه، كما أنها أبدعتْ بمختلفِ أشكالِها وأسالِيبها الشفَهيةِ والمكتوبةِ والفصيحةِ والعامية، ومختلَفِ خطوطِها وفنونِها النثريةِ والشعرية، آياتٍ جمالية رائعة تأسرُ القلوبَ في ميادينَ متنوعةٍ تضمُ على سبيلِ المثالِ لا الحصر، الهندسةَ والشعرَ والفلسفةَ والغناء.
وسادت العربيةُ لقرونٍ طويلةٍ من تاريخِها بوصفِها لغةَ السياسةِ والعلمِ والأدب، فأثّرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشرٍ في كثيرٍ من اللغاتِ الأخرى في العالمِ الإسلامي.