نظم مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ السلام دورة تدريبية لعدد من الصحفيين الصوماليين بالقاهرة، بحضور السفير إلياس شيخ عمر أبو بكر سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، والسفير أحمد نهاد عبد اللطيف مدير عام مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ السلام.
وثمن السفير إلياس شيخ عمر أبو بكر سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية فى كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة التدريبية اليوم، جهود مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى على دعمها الدائم للصومال فى كافة المجالات وعلى مختلف المستويات، مما يدل على عمق مستوى العلاقات الثنائية التى تشهد أفضل مستوياتها حاليا، موجها الشكر لمصر على جهودها الصادقة للوقوف إلى جانب الصومال فى هذه المرحلة الحاسمة فى تاريخه، مجددا عزم الصومال على مواصلة التعاون وتعزيز التنسيق والتكاتف بما يخدم مصالح الشعب الصومالى والمصرى.
وقال السفير الصومالى فى كلمته إنه لا يخفى على أحد أهمية دور الإعلام فى مواجهة التحديات الراهنة التى تواجه العالم حيث أصبح للإعلام دور هام فى نقل المعلومات بشكل إيجابى وصحيح لمواجهة الحملات المضللة التى تستخدمها بعض الجهات لتضليل الرأى العام وبث المفاهيم المسمومة التى تؤثر سلبا على استقرار أوطاننا ومجتمعاتنا، وبالطبع فان هذه الدورات التدريبية تساهم بشكل كبير فى التوعية الوطنية وتوحيد الرسالة الاعلامية الخاصة بالحكم الرشيد ومحاربة التطرف والارهاب والقبلية والطائفية، كما تساهم فى تبادل الرؤى والأفكار من أجل خدمة دولنا العربية لإيصال رسالة إعلامية هادفة إلى الرأى العام العربى والدولى.
وأكد السفير الصومالى، حرص جمهورية الصومال الفيدرالية على زيادة تنظيم مثل الدورات التدريبية المتخصصة للإعلاميين الصوماليين بما يساهم فى الارتقاء بمستوى الأداء وتطوير المنظومة الإعلامية الصومالية، لتحقيق نقلة نوعية ومتميزة تشمل جميع أجهزتنا الإعلامية حتى نرتقى إلى تطلعات شعبنا فى تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية.
وأضاف أن للإعلام دورا كبيرا فى تحصين الشباب الصومالى والعربى من الهجمة الشرسة لبث الفتنة والفكر المتطرف فى نفوس الشباب والتى تعانى منها بلادى الصومال، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون وتكاتف الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف، للتحذير من خطورة حركة الشباب الإرهابية التى تدمر الأخضر واليابس فى الصومال تحت مرأى ومسمع من الجميع.
وأعرب السفير الصومالى عن شكره لمركز القاهرة الدولى لحرصه الدائم على تعزيز أطر التعاون بين جمهورية الصومال الفيدرالية والمركز لتعزيز وصقل مهارات الصوماليين والارتقاء بمستواهم المهنى وتعزيز قدراتهم.
من جانبه، توجه مدير دائرة الاتصال والتكنولوجيا بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية الصومال، علي عبدي، بالشكر إلى وزارة الخارجية المصرية ومركز القاهرة لتنظيم مثل هذه الدورات الهامة، معربا عن تطلعه لعقد المركز لدورات مستقبلية للصوماليين في شتى المجالات.
وأعرب "عبدي" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عن أمله في تنظيم مركز القاهرة دورات أخرى للصوماليين لدعم استراتيجية إرساء السلام ونبذ العنف، وكذلك دورة حول الوساطة وإحلال السلام، مشيرا إلى تعافي الصومال خلال الفترة الراهنة من ويلات الحرب الأهلية ويحتاج لاستقرار وسلام دائم بين القبائل والعشائر الصومالية الداعمة للحكومة الفيدرالية الصومالية الحالية، مشيرا لتوحيد صفوف الصوماليين حاليا ضد الإرهابيين لدحرهم.
وحول دور وسائل الإعلام في ظل الحرب التي تقودها القوات الصومالية بالتعاون مع القبائل ضد الجماعات الإرهابية، أوضح أن الاعلام الوطني الصومال يدعم الاستقرار الذي سيساعد بشكل كبير في وجود إعلام حر ومستقل، مؤكدا حاجة الصحفيين الصوماليين لتدريب وتثقيف وتوعية بالتجربة المصرية الرائدة في مكافحة الإرهاب والعناصر التكفيرية، مشددا على الدور المصري الريادي الداعم لجهورية الصومال.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد افريقيا عبر برنامج إسكات البنادق وهو برنامجا مميزا للقارة الافريقية مع انتشار العنف في وسط وجنوب وشرق افريقيا، مضيفا "إذا لم يكن هناك برنامج لإسكات البنادق ستستمر موجات العنف والهجرة الجماعية"
وشدد على ضرورة توفير برامج تنموية وزراعية في افريقيا للحد من العنف في دول القارة السمراء، مشيرا إلى أن الشعب الصومالى يحارب بشراسة ضد حركة الشباب الإرهابية التي باتت محاصرة في مناطق بعينها ويتم ملاحقتها من قبل قوات الجيش الوطني الصومالي، مؤكدا أن القبائل والعشائر الصومالية داعم للجيش في العمليات التي يقودها في وسط وجنوب البلاد لدحر الإرهابيين.
وأعرب عن تطلعه لدور أكبر لوسائل الإعلام الوطنية المصرية في دعم الصومال بحربه ضد الإرهاب كي يتم توعية الإقليم والعالم بما يجري في الصومال، خاصة الدعم القبلي والعشائري الكبير لقوات الجيش الوطني الصومالي الذي يخوض معركة مصيرية ضد الإرهاب سعيا لإرساء الأمن والاستقرار.
فيما أشاد العقيد محمد سراط، مدير الإعلام في البعثة الانتقالية للاتحاد الافريقي ATMIS ،في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" بمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين كونه منصة تحاول الوصول لاستجابات شاملة لكل التحديات التي تواجه القارة الافريقية ومنها الصومال، موضحا أن المنتدى يعمل على بلورة تلك الاستجابات بما يتسق مع طبيعة التحديات المتشابكة ومنها تغير المناخ وبناء السلام ، بالإضافة لكافة التحديات التي تواجه القارة الافريقية والتي تحتاج لحلول شاملة داخل القارة.
وأكد أن منتدى أسوان يعد امتداد لدور مصر الريادي الداعم للسلم والاستقرار في افريقيا والداعم الصومال بشكل خاص، مؤكدا أن الدورة التدريبية التي شارك بها في القاهرة ركزت على عدد من الموضوعات أبرزها التدريب، الوساطة، وسبل التعامل مع الجماعات المسلحة وأخلاقيات العمل الصحفى، سمات الصحافة الجيدة والغير جيدة، كيفية التعامل مع الجماعات المسلحة غير النظامية، والتغطية الصحفية المراعية للنوع، وهي كلها موضوعات هامة للغاية.
في ذات السياق، أكد محمود نظيف شيري الصحفي الصومالى في قناة ولاية بونت لاند أن الدورة التدريبية التي حضرها في مصر ساعدته على فهم طبيعة العمل الصحفي في الصفوف الأمامية مع التعرض المستمر للمخاطر خلال أداء العمل في ظل النزاعات والإرهاب، وكيفية فهم طبيعة ومراحل النزاعات المسلحة، كيفية توفير الحماية لعمله الصحفي، مضيفا "استمعت لأمور لأول مرة في حياتي والدورة كانت مفيدة جدا."
وأوضح الصحفي الصومالي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن العقبة الأكبر التي تواجه الصحفيين الصوماليين تتمثل في تهديدات الإرهابيين، مؤكدا أن الصحفيون الصوماليون يواجهون مخاطر كبيرة ويحتاجون للمساعدة في تطوير قدراتهم وبناء مؤسساتهم كي يكونوا قادرين على أداء مهامهم.
وأشاد الصحفي الصومالي بدعم مصر الكبير لاتحاد الصحفيين الصوماليين ما يساعد بدوره في دعم عملهم الصحفي والمؤسسات وأداء المهام الموكلة إليهم، مؤكدا تأثره الشديد بالدور المصري التي يزورها للمرة الأولى فقد تعلم عدد كبير من أسرته في الأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة