نهائى كأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا، جاء معبرا عن روح كرة القدم.. الساحرة التى تجمع حولها قلوب الجماهير بشكل عابر للحدود والعقول فى بعض الأحيان.
فى مباراة نهائى المونديال، حيث ظلت النتيجة النهائية غامضة حتى الدقائق الأخيرة، بعد مباراة ساخنة قدم فيها فريقا الأرجنتين وفرنسا عرضا يليق بنهائى كأس العالم، مباراة سوف تسجل فى تاريخ الكرة، تعبيرا عن الروح التى تتلبس الكرة، وتبقى لتشعل حماس الجمهور حتى اللحظات الأخيرة، وما بعدها.
فى هذه المباراة، اختلفت الرهانات والتوقعات وتقلبت، مثلما اختلفت التوقعات منذ البداية، لكن كان منتخبا الأرجنتين وفرنسا مرشحين بجانب البرازيل ربما، مفاجآت أطاحت وأخرى ثبتت فرقا أخرى.
فرنسا هى حامل الكأس فى روسيا، والأرجنتين كانت تنافس على الكأس للمرة الثالثة، فى المباراة ظل السباق ساخنا، سجل الأرجنتين أولا هدفين، أحرز ليونيل ميسى الهدف الأول للأرجنتين ضد فرنسا من ضربة جزاء بالدقيقة 23، ثم اتبعها آنخيل دى ماريا بالهدف الثانى فى الدقيقة 36، وبدا أن المباراة حسمت للأرجنتين، لكن الأمر تحول عندما أحرز كيليان مبابى الهدف الأول لفرنسا من ضربة جزاء فى الدقيقة 80، وأتبعه مبابى نفسه بالهدف الثانى فى الدقيقة 82، فتعادل الفرنسيون، وفى الوقت الإضافى سدد ليونيل ميسى الهدف الثالث لصالح منتخب الأرجنتين فى شباك فرنسا بالدقيقة 109، ثم تعادلت فرنسا بضربة جزاء سددها كيليان مبابى فى الدقيقة 117، وفى ركلات الترجيح تقدم الأرجنتين ليتوج ببطولة كأس العالم 2022 ويرفع من فرحة جمهوره فى العالم، ومثل كل مباراة انقسم الجمهور عندنا أغلبية مع الأرجنتين بحكم التاريخ، وأقلية مع فرنسا، وهو تشجيع قد يحمل مبررات، لكن كرة القدم لا تحتاج لتفسيرات ولا تبرير.
الأرجنتين التى نظمت كأس العالم عام 1978، والذى يسجل كإحدى أهم مسابقات المونديال، لكونه شاهده العالم كله بالألوان، وتعرف على فريق التانجو ولمع فيه نجم الأسطورة دييجو مارادونا، بجانب البرازيل والمكسيك، والتى صنعت أسطورة كرة القدم اللاتينية، وضاعفت من العشق، كانت أيضا بدايات الاحتراف وعولمة كرة القدم، والتى سبقت العولمة بسنوات بعيدة، حيث بدأت مع الثمانينيات من القرن العشرين فكرة الاحتراف وتحويل كرة القدم إلى بيزنس تخطى كونه لعبة شعبية، بقيت كذلك، لكنها احتضنت شكلا وعالما جديدا من الاستثمار فى صناعة كرة القدم.
ليونيل ميسى هو أيضا علامة من علامات العصر ينهى اللعب الدولى، لكنه يحمل جزءا من أسطورة مواطنه مارادونا، الأسطورة التى تجسدت ولم تتكرر، بشكل جسده، وقدراته الخرافية، وحتى مأساة حياته ما بعد الشهرة، وتعرضه للسجن والمخدرات والتدهور إلى حد مأساوى، ومع هذا بقى واحدا من أكثر لاعبى العالم «حرفنة»، ميسى احتل مساحة من الأسطورة، وظل يطارد أسطورة مارادونا، لكن شبح الأسطورة يبقى دييجو ماثلا بالرغم من فرق العصر.
فى فرنسا يعبر كيليان مبابى عن تركيبة اللاعب المحترف المهنى، تصدر ترتيب هدافى كأس العالم، مبابى بعد هدفه الثالث فى الأرجنتين أصبح أول لاعب يسجل ثلاثية «هاتريك» فى نهائى كأس العالم منذ مهاجم منتخب إنجلترا جيوف هيرست فى نهائى 1966، عندما فازت إنجلترا 4-2 على ألمانيا الغربية.
نهائى صعب وقوى فى مونديال المفاجآت، الذى يعيد التذكير بما جرى فى لعبة سبقت العولمة، ونقلت عولمة المشاعر، وقسمت الجمهور، وغيرت حتى من تركيبة الفرق، وأصبح اللعب عابرا للحدود والجنسيات.
احترف اللاعبون ولم يستطع الجمهور الاحتراف، وبقى جزء من اللعبة من دونه تصبح بلا قيمة، الكرة خلال عقود لم تعد هى اللعبة الشعبية البسيطة، لكنها «بيزنس» كبير يدور فى فلكه عالم كامل من المصالح والأرباح والخسائر، ومنافسة على الأرباح والحسابات، وتجارات العلامات والدعاية والإعلانات.
الجمهور ما زال هاويا فى ظل عولمة الكرة يتنقل ويشجع فرقا عبر البحار والقارات ويتحول إلى حسابات وأموال وأرقام، والجمهور يبقى هو العنصر الغامض الممتع المستمتع من اللعبة التى تجاوزت اللعبة إلى لعبة أكبر تضم تفاصيل وهتافات ومنافسات، تحمل كل تناقضات النفس البشرية، لكن تبقى أساطير الكرة قائمة بكل ما فيها من مشاعر وأحاسيس تستعصى على التحليل فى لعبة تخضع لقواعد السوق بكل ما تعنيه من توحش وصدمات.
فى مباراة نهائى المونديال حيث ظلت النتيجة النهائية غامضة حتى الدقائق الأخيرة، بعد مباراة ساخنة قدم فيها فريقا الأرجنتين وفرنسا عرضا يليق بنهائى كأس العالم، مباراة سوف تسجل فى تاريخ الكرة، تعبيرا عن الروح التى تتلبس الكرة، وتبقى لتشعل حماس الجمهور حتى اللحظات الأخيرة، وما بعدها.
فى هذه المباراة اختلفت الرهانات والتوقعات وتقلبت، مثلما اختلفت التوقعات منذ البداية، لكن كان منتخبا الأرجنتين وفرنسا مرشحين بجانب البرازيل ربما، مفاجآت أطاحت وأخرى ثبتت فرقا أخرى.
فرنسا هى حامل الكأس فى روسيا، والأرجنتين كانت تنافس على الكأس للمرة الثالثة، فى المباراة ظل السباق ساخنا، سجل الأرجنتين أولا هدفين، أحرز ليونيل ميسى الهدف الأول للأرجنتين ضد فرنسا من ضربة جزاء بالدقيقة 23، ثم اتبعها آنخيل دى ماريا بالهدف الثانى فى الدقيقة 36، وبدا أن المباراة حسمت للأرجنتين، لكن الأمر تحول عندما أحرز كيليان مبابى الهدف الأول لفرنسا من ضربة جزاء فى الدقيقة 80، وأتبعه مبابى نفسه بالهدف الثانى فى الدقيقة 82، فتعادل الفرنسيون، وفى الوقت الإضافى سدد ليونيل ميسى الهدف الثالث لصالح منتخب الأرجنتين فى شباك فرنسا بالدقيقة 109، ثم تعادلت فرنسا بضربة جزاء سددها كيليان مبابى فى الدقيقة 117، وفى ركلات الترجيح تقدم الأرجنتين ليتوج ببطولة كأس العالم 2022 ويرفع من فرحة جمهوره فى العالم، ومثل كل مباراة انقسم الجمهور عندنا أغلبية مع الأرجنتين بحكم التاريخ، وأقلية مع فرنسا، وهو تشجيع قد يحمل مبررات، لكن كرة القدم لا تحتاج لتفسيرات ولا تبرير.
الأرجنتين التى نظمت كأس العالم عام 1978، والذى يسجل كإحدى أهم مسابقات المونديال، لكونه شاهده العالم كله بالألوان، وتعرف على فريق التانجو ولمع فيه نجم الأسطورة دييجو مارادونا، بجانب البرازيل والمكسيك، والتى صنعت أسطورة كرة القدم اللاتينية، وضاعفت من العشق، كانت أيضا بدايات الاحتراف وعولمة كرة القدم، والتى سبقت العولمة بسنوات بعيدة، حيث بدأت مع الثمانينيات من القرن العشرين فكرة الاحتراف وتحويل كرة القدم إلى بيزنس تخطى كونه لعبة شعبية، بقيت كذلك، لكنها احتضنت شكلا وعالما جديدا من الاستثمار فى صناعة كرة القدم.
ليونيل ميسى هو أيضا علامة من علامات العصر ينهى اللعب الدولى، لكنه يحمل جزءا من أسطورة مواطنه مارادونا، الأسطورة التى تجسدت ولم تتكرر، بشكل جسده، وقدراته الخرافية، وحتى مأساة حياته ما بعد الشهرة، وتعرضه للسجن والمخدرات والتدهور إلى حد مأساوى، ومع هذا بقى واحدا من أكثر لاعبى العالم «حرفنة»، ميسى احتل مساحة من الأسطورة، وظل يطارد أسطورة مارادونا، لكن شبح الأسطورة يبقى دييجو ماثلا بالرغم من فرق العصر.
فى فرنسا يعبر كيليان مبابى عن تركيبة اللاعب المحترف المهنى، تصدر ترتيب هدافى كأس العالم، مبابى بعد هدفه الثالث فى الأرجنتين أصبح أول لاعب يسجل ثلاثية «هاتريك» فى نهائى كأس العالم منذ مهاجم منتخب إنجلترا جيوف هيرست فى نهائى 1966، عندما فازت إنجلترا 4-2 على ألمانيا الغربية.
نهائى صعب وقوى فى مونديال المفاجآت، الذى يعيد التذكير بما جرى فى لعبة سبقت العولمة، ونقلت عولمة المشاعر، وقسمت الجمهور، وغيرت حتى من تركيبة الفرق، وأصبح اللعب عابرا للحدود والجنسيات.
احترف اللاعبون ولم يستطع الجمهور الاحتراف، وبقى جزء من اللعبة من دونه تصبح بلا قيمة، الكرة خلال عقود لم تعد هى اللعبة الشعبية البسيطة، لكنها «بيزنس» كبير يدور فى فلكه عالم كامل من المصالح والأرباح والخسائر، ومنافسة على الأرباح والحسابات، وتجارات العلامات والدعاية والإعلانات.
الجمهور ما زال هاويا فى ظل عولمة الكرة يتنقل ويشجع فرقا عبر البحار والقارات ويتحول إلى حسابات وأموال وأرقام، والجمهور يبقى هو العنصر الغامض الممتع المستمتع من اللعبة التى تجاوزت اللعبة إلى لعبة أكبر تضم تفاصيل وهتافات ومنافسات، تحمل كل تناقضات النفس البشرية، لكن تبقى أساطير الكرة قائمة بكل ما فيها من مشاعر وأحاسيس تستعصى على التحليل فى لعبة تخضع لقواعد السوق بكل ما تعنيه من توحش وصدمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة