تنوعت الحرف اليدوية التي يمارسها العديد من أهالي محافظة كفر الشيخ، ومن بين تلك الحرف التي تحتاج لصبر وجهد، واتقان، حرفة برم الورق أو طي الورق، وهي حرفة تتميز ببساطة الخامات المستخدمة فيها، وروعة الأشكال الفنية التي يمكن صناعتها من خلال ذلك الفن، وهو فن صنع أشكال مختلفة من أشرطة ورقية ملونة، يجري لفها بشكل حلزوني ولصقها من الطرف، ويجري ضغطها بطرق معينة؛ لتعطي أشكالا مختلفة، وتُرتب وتُصف لتشكل في النهاية وردة أو ورقة أو أشكال مختلفة حسب ما يقوم الشخص الذي يعمل في هذه الحرفة بعمله.
ومن بين اللواتي برعن في هذا الفن فنانة تميزت من صغرها بالمهنة ولكنها لم تمارسها ممارسة بإتقان إلا بالفرقة الثانية بكلية هندسة البرمجيات، وظلت تمارسها حتى بعد تخرجها وزواجها، ووجدت التشجيع من أسرتها وزوجها وطفلتها الصغيرة.
قالت تسنيم عبد الله، فنانة مصرية، 26 سنة ، حاصلة على بكالوريوس هندسة برمجيات، عندما كانت بالصف الرابع الابتدائي كانت معلمتها تعلمهم فن برم الورق، في ذلك الوقت أعجبت بهذا الفن، ومرت الأيام ولم تنساه ولكنها لم تمارسه، ولكنها وضعت أملا في نفسها أن تلتحق بكلية الفنون الجميلة لتمارس هذا الفن والفنون الاخرى، وكتبتها رغبة أولى بعد حصولها على الثانوية العامة، ووضعت كلية هندسة برمجيات رغبة ثانية، ولكن للاسف التحق بكلية هندسة برمجيات، ولم تكن ترغب الالتحاق بها.
وأضافت تسنيم، مع ضغوط الدراسة وعدم رغبتها في تلك الكلية، وجدت بداخلها رغبة لممارسة هذا الفن لتجد فيه متنفسا من ضغوط الدراسة وعدم رغبتها في تلك الكلية، وبالفعل بدأت رحلتها مع فن برم الورق منذ عام 2015 ، ليكون هذا فن برم الورق متنفسها الوحيد أثناء ضغط الدراسة، وكانت بالفرقة الثانية في الكلية، ومن خلال ممارستها لهذا الفن بدأت تحب الدراسة نوعا ما ولكل ما كان بداخله ان تحصل على الشهادة دون ممارسة العمل بها، ولكنها تمارس فن برم الورق، وشاركت في عدة معارض التي كانت تُقام في الحرم الجامعي وحصلت على تشجيع من زملائها والمعيدين وأيضًا من عائلتها.
وأضافت تسنيم أكملت رحلتها مع هذا الفن بعد انتهائها من الدراسة الجامعية، وحوّلته من هواية إلى عمل، وشاركت في العديد من البازارات، وباعت أكثر من ثلاثين عمل فني، وتحلم بأن تستمر في هذا الفن وتنقله للآخرين من خلال دورات ورش فنية ومعارض وأن تُقام معارض للفنون الورقية خصيصًا والاهتمام بها أكثر.
وأكدت تسنيم، اتجهت للطبيعة لأنها مصدر إلهام بالنسبة لها، مشيرة إلى أنها تصمم الديزاين بعد اختياره أو تكوينه في خيالها، وفضلت عدم الاتجاه لتقليد أعمال الاخرين أو أخذ فكرتهم، ليكون لها عالمها الخاص بالنسبة لها، مؤكدة أن العمل الواحد قد يستغرق يوما او أسبوعا حسب نوع العمل والديزاين، مؤكدة أنها صممت اشكال متعددة منها فراشة ورود وعبارات اللغة الانجليزية، وتصميم اشكال للطبيعة، وتصميم عبارات دينية، والعديد من الأعمال.
وقالت تسنيم، في وقتنا الحالي انتشر فن برم الورق، ولكنه فن يحتاج لفنان يتقن برم الورق ويصمم الاشكال المتعددة، وبدأ استخدامه في بطاقات الدعوة وألبوم الصور، ومع تطور الأدوات المستخدمة في فن برم الورق بدأت تخرج أشكال مختلفة، وأصبح هُناك مجسمات تصنع من أشرطة ورقية ملونة.
وأضافت تسنيم، يعتمد هذا الفن بصورة رئيسية على قطع قصاصات متساوية من الورق فى صورة شرائح طويلة ثم لفّها حول نفسها بأداة خاصة تعرف باسم إبرة لفّ الورق، وتأتي بعدها مهارة الفنّان في توظيف هذه القصاصات الملفوفة لصنع أعمال فنية رائعة وتثبيت قصاصات الورق بالصمغ، والأدوات المستخدمة التي يحتاجها الفنان ،أشرطة ورقية ملونة،مادة لاصقة،مسطرة للقياس، والإبرة العادية، ويستخدمها للمبتدئين؛ لأنها تُعطي نتائج أفضل، ويمكن استبدالها بأعواد الأسنان المصنوعة من الخشب، أو الدبابيس الخاصة بالملابس حال عدم التمكن من إحضار هذه الأدوات، والإبرة المشقوقة، وهي تُشبه القلم ولكن سنها غير مدبب، ويوجد في النهاية شق صغير بها، ومن مشاكلها أنها تُسبب التجاعيد في الورقة، ولكن يفضل استخدامها في المرة الأولى، وتكون الإبرة العادية أصعب في الاستخدام، ولكنها لا تجعل الورق يتجعد خلال عملية اللف، وبالتالي الحصول على نتائج أفضل.
وقالت تسنيم ، لابد من أن تكون الشرائط الورقية رفيعة، لعمل القطع الفنية المختلفة، ويمكن صُنع هذه الشرائط من خلال قص قطع من الورق الملون، التي تتساوى في السمك أو شراؤها من الأماكن المخصصة لذلك.
اتقان من الفنانة تسنيم عبدالله في فن برم الورق
تسنيم عبدالله فنانة برم الورق بكفر الشيخ
تعدد الاشكال التي صممتها الفنانة تسنيم عبدالله
جانب من اعمالها
من اعمال تسنيم عبدالله
ورقة من فن برم الورق