أيام قليلة ويوشك عام 2022 على نهايته بكل ما شهده من أحداث كان لها تأثير كبير على قطاعات واسعة من سكان الأرض سواء بسبب حرب مدمرة لا تزال مستمرة حتى الآن، أو ما سببته تلك الحرب من أزمات اقتصادية فى شتى أنحاء العالم، أو الأزمات السياسية التى شهدتها بعض الدول الكبرى والتى كان لها تاثير كبير عليها.
وفى الوقت الذى يستعد فيه العالم لاستقبال العام الجديد بمزيج من الأمل بتحسن الأحوال والقلق من تفاقمها، سنلقى فى هذا التقرير الضوء على أبرز خمس أحداث كبرى أثرت على العالم أو بعض دوله فى عام 2022.
1- حرب روسيا وأوكرانيا
لاشك أن الحرب التى اشتعلت بين روسيا وأوكرانيا فى فبراير الماضى هى الحدث الأبرز فى عام 2022. فعلى مدار أغلب الأشهر العشرة الماضية هيمن على اهتمام العالم تلك الحرب وما أسفرت عنه من دمار هائل فى البنية التحتية فى أوكرانيا، وتهديد باللجوء إلى السلاح النووى من قبل روسيا، والعقوبات الهائلة التى فرضها الغرب على موسكو فى سبيل ردعها.
ويقول مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إن حرب روسيا وأوكرانيا كشفت عن انقسامات كبيرة فى السياسة الدولية، حيث دعمت الدول الغربية كييف وقدمت لها مساعدات عسكرية واقتصادية بعشرات المليارات من الدولارات، كما أنها فرضت عقوبات صارمة على روسيا اختلفت قطاعات واسعة لاسيما القطاع المالى والنفطى.
فى المقابل، فإن الصين وأغلب دول جنوب القارة لم تؤيد أوكرانيا علانية ولم تدعم روسيا، وإن كانوا قد أصروا على قدسية الحدود الوطنية. وألقى البعض اللوم على توسع الناتو قرب حدود روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة.
ومع اقتراب 2022، لا يبدو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مرجحا، فى ظل استمرار الضربات الروسية على أوكرانيا ومحاولات حكومة كييف لمواصلة الهجوم المضاد بل واستهداف أراض الداخل الروسى.
2- تفاقم كوارث المناخ
شهد عام 2022 تفاقم كبير فى كوارث المناخ حول العالم، فبعد أن كانت ظواهر الطقس الشديدة أمرا نادرا، أصبحت أكثر شيوعا.وعانت أوروبا من موجات حر قاسية وغير مسبوقة أحرقت الغابات وأدت إلى جفاف الأنهار. كما تعرضت باكستان لكارثة مناخية بسبب موجة حر شديدة بعد أمطار موسمية غير مسبوقة أدت إلى فيضانات غطت نحو ثل البلاد وتسببت فى مصرع المئات من الأشخاص وخسائر بالمليارات.
وفى الولايات المتحدة، عانى الجنوب الغربى من جفاف شديد أسفر عن نقص خزانات بحيرة ميد وقضى على محاصيل الحبوب، بينما ضرب إعصار إيان القوى ولاية فلوريدا.
وانعقدت قمة الأمم المتحدة للمناخ فى مدينة شرم الشيخ بمصر هذا العام، وهيمنت عليها محاولة تعويض الدول الأفريقية والفقيرة عن كوارث المناخ التى شهدتها على الرغم من أنها مسئولة عن نسبة قليلة فقط من انبعاثات الكربون، السبب الأول لتغير المناخ. وانتهت قمة COP 27 باتفاق الخسائر والأضرار الذى تقوم بموجبه الدول الغنية بتعويض الدول الفقيرة المتضررة من تغير المناخ.
3- وفاة الملكة إليزابيث الثانية
شهد عام 2022 رحيل عدد من أبرز القادة والسياسيين حول العالم، كان أبرزهم على الإطلاق الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا التي رحلت فى سبتمبر الماضى بعد شهرين فقط من احتفالها باليوبيل البلاتينى لجلوسها على العرش ومرور 70 عاما كانت خلالها رأس الدولة فى المملكة المتحدة.
وقالت أسوشيتدبرس إن وفاة الملكة إليزابيث كانت الأبرز هذا العام، وأدت إلى تعبير واسع عن الحزن والاحترام لقيادتها الرشيدة وأيضا انتقادات لدور الملكية فى الاستعمار. وربما قابلت الملكة أشخاص أكثر من أى أحد فى التاريخ، وكانت صورتها المطبوعة على الطوابع والعملات المعدنية والورقية من بين الأكثر إعادة إنتاج فى العالم.
4- التضخم
بلغ التضخم العالمى فى 2022 مستويات غير مسبوقة منذ أربعة عقود، وكان السبب فى ارتفاع الأسعار مزيج من مشكلات الطلب والإمداد. فيما يتعق بالإمدد أدت سنوات من السياسة النقدية الحكومية المتساهلة وتدفق الإفاق الحكومى لمنع الانهيار الاقتصادى خلال جائحة كورونا إلى وضع أموال أكثر فى يد المستهلكين. وفيما يتعلق بالإمداد، أدت الجائحة ثم الغزو الروسى لأوكرانيا إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، مما أدى إلى ندرة فى مجموعة كبيرة من السلع.
والمشكلة هى أن العلاج الأساسى للتضخم هو رفع معدلات الفائدة، لكن فعل هذا لا يحل بشكل كبير التعطيل فى سلاسل التوريد ويمكن أن يتسبب فى ركود.
5- الاضطراب السياسى فى بريطانيا
شهدت بريطانيا فى عام 2022 أزمة سياسية هائلة، حيث أجبر رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون على الاستقالة بعد سلسلة من الفضائح كان آخرها تعينه لمسئول فى منصب حكومى برغم اتهامات بارتكاب انتهاكات جنسية.
أجرى المحافظون انتخابات داخل الحزب لاختيار خلفية جونسون بين ليز تروس وريشى سوناك اللذين وصلا إلى المرحلة النهائية من التصويت. وفازت الأولى لتدخل داوننج ستريت قبل يومين فقط من وفاة الملكة.
لكن فى غضون ستة أسابيع، أعلنت تراس استقالتها فى ظل ضغوط شديدة بعد أزمة الميزانية التى أعلنت عنها وشملت خفضا هائلا فى الضرائب مما تسبب فى تراجع شديد للجنيه الاسترلينى. وبعدها تم اختيار ريشى سوناك رئيسا للوزراء فى محاولة لإنقاذ المملكة المتحدة التى خرجت من قائمة أقوى خمس اقتصادات فى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة