فى ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت الألعاب الإلكترونية فى حياة كثير من الأطفال والمراهقين كالإدمان، لذلك أردنا اليوم تسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطرة خاصة حكاية "لعبة تشارلى"، التى تستهدف الأطفال والمراهقين وكثر الكلام حولها، لنعرف خطورتها على الصحة النفسية والإيمانية للطفل أو المراهق الذى يسعى إلى لعبها.
بداية.. هذه اللعبة فكرتها قائمة على استدعاء الأرواح، يعنى من يلعب هذه اللعبة يقوم باستدعاء روح طفل يدعى "تشارلي"، ومما لا شك أن ما يحدث فى اللعبة يعتمد على الخدعة، لأن فسّر أن الجاذبية هى ما تقف خلف هذه الخدعة، فالقلمان المستخدمان فى اللعبة لن يبقيا فى مكانهما طوال الوقت بسبب شكل القلم الإسطوانى، وإن أقل قدر من الهواء قد يُحرك القلم، لكن الخطورة أن الأطفال يكونون فى مرحلة استعداد نفسى لتخيل أى شيء، وأحاسيسهم الطفولية تجعلهم يصدقون أى شيء ويستقبلون أى مبرر من لاعب أو طفل معهم، فيتهيأ لهم أن الروح فعلا تم استدعائها وهنا الكارثة.
والخطورة الأكبر يا سادة أن هذه اللعبة تقتضى بعض الأمور الخطرة، مثل ارتباطها بضرورة دخول الحمام وضرورة وجود دم، مما يجعل الطفل أو المراهق يذهب للحمام ويقرأ بعض الكلمات تعلمها معتقدا أن هذا استدعاء لروح تشارلى –الجن يعنى- لكن الخطر أنه سيريد دم فماذا يفعل؟.. للأسف وهو فى هذه الحالة الخيالية لن يتمكن من الحصول على الدم إلا بجرح نفسه أو الضغط على صاحبه أن يجرح نفسه للحصول على قطرات دم يلطخ بها الورقة لاستدعاء الروح، فلك أن تتخيل طفل يقوم بجرح يده وهو لا يعلم أين شرايين يده، فماذا ستكون النتيجة؟
خلاف، أن أيضا من مقتضيات هذه اللعبة الكارثية، أن اللاعبين من الأطفال لا بد أن يكتموا الأنفاس، بل يقومون بمبادلة بعضهم البعض بتحدى الأنفاس بالضغط على منطقة الصدر، فمن يتحكم فى عدم خروج النفس هو الأفضل، فلكم أن تتخيل خطورة الضغط على منطقة الصدر وتحديدًا القلب بقوة لعدة ثوان، أليس من الممكن أن يؤدى إلى انقطاع الأكسجين عن القلب والدماغ، ما يؤدى قطعا إلى اختناقات وإغماءات بل وفاة أحيانا وهناك حوادث حصلت بالفعل.
ناهيك أن الخطورة تمتد إلى حياة الأطفال أنفسهم وحالتهم النفسية بشكل عام، فكلما تعوّد الطفل على اللعبة، كلما زاد الاضطراب والتوتر عنده وفقا لخبراء الصحة النفسية، نتيجة الرعب الشديد والهياج العصبى، بل يصل إلى الإصابة بالهلوسة والإصابة بتخيلات وهمية أعراضها غريبة ومدمرة، مثل رؤية الظلال وسماع ضحكات طفل خفى ورؤية الكوابيس والتخيلات بأن روح الطفل تطاره.
ولك أن تتخيل أن هذا يحدث لطفل وهو مرحلة التطور النفسى والجسدى والإيمانى، خاصة أن هناك تحذيرات بأن هذه اللعبة تعد مدخلا من مداخل الشرك والإلحاد مستقبلا، حيث يُستعان فيها بالجن، كما تقوم على أساس الإجابة عن أمور المستقبل، وهذا الأمر يخالف أمور الغيب.
فالأمر ليس بالهين يا سادة، وإلا ما كانت وزارة التربية والتعليم، ومرصد الأزهر، وخبراء الصحة النفسية، نبهوا جميعا على ضرورة منع مثل هذه الألعاب الإلكترونية ومراقبة أطفالنا وحمايتهم، فالمسئولية مسئولية الأسرة فى المقام الأول ثم الجهات التعليمية والدينية ومؤسسات صناعة الوعى.. حفظنا الله وحفظ أطفالنا من كل سوء.