من جديد نعاود الحديث عن إنجازات الجمهورية الجديدة، بالعديد من الملفات الشائكة والقضايا الوطنية، تلك التى تقتحم أسماعنا وأبصارنا ومداركنا حتى وإن تعمد البعض غض النظر.
ومن أهم هذه الإنجازات التى تحدت واقعاً مؤسفاً لم يقدر خطورته البعض حق تقديرها، والتى تتمثل بالمخدرات التى كادت تضرب مصر بأعز ما تملك، وتقتلع نبتة مستقبلها من قبل أن تثمر ويخضر عودها، والتى خاض معركة تحجيمها فى محاولات مضنية للقضاء عليها "صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي" التابع لوزيرة التضامن الاجتماعى بقيادة الرائعة المنجزة بشتى الملفات التى تولتها الوزارة والتى حققت جميعها نتائج مبهرة، وزيرة التضامن الدكتورة نيفين القباج.
هذا الصندوق المعنى بملاحقة هذا العدو الخفى الذى يعلن عن نفسه فى شماتة واضحة بأوجه شباب وبنات مصر بعد أن يطمئن أنهم باتوا يعيشون موتى وهم على قيد الحياة.
فباتت المهمة شديدة الصعوبة وغير محددة وغير معلومة، تماماً مثل الحرب التى خاضتها البلاد ضد الإرهاب الخسيس الذى يضرب ويختبئ، ليصعب الأمر ويترك المحارب فى حيرة من أمره، يخطط ويدبر ليقتفى أثر شبح يقفز هنا وهناك دون مواجهة شريفة لا يتحلى بها سوى الشجعان الشرفاء.
وقد شاهدنا جميعاً الحملة الشرسة التى قادها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بقيادة المحارب الشجاع الذى قرر خوض المعركة دون تردد الدكتور عمرو عثمان مساعد وزير التضامن ومدير الصندوق.
وبالفعل قد حققت الحملة نجاحات كثيرة، تلك التى تصدر صورتها القدوة التى يقدرها ويجلها كافة شباب مصر على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية والتعليمية (محمد صلاح).
وقد انطلقت المرحلة السابعة منها بعنوان: (المخدرات رحلتها قصيرة متسافرهاش)، والتى لاقت صدى كبيرا جداً بقطاعات وأوساط الشباب بمصر.
وقد تشرفت أن أشارك بتقديم فعالية إعلان نتائج الدراسة التقويمية للمرحلة السابعة من حملة (أنت أقوى من المخدرات)، بدعوة كريمة من الزميل الكاتب الصحفى والمستشار الإعلامى للصندوق الاستاذ مدحت وهبة، وتكريم عزيز على قلبى من الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.
أقيمت هذه الاحتفالية الرائعة بحرم الجامعة البريطانية التى ساهمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بها مشكورة بإعداد تلك الدراسة التقيمية للحملة بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان.
وقد كان الحضور الراقى الذى ضم الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق والأستاذ محمد السعدى عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ورئيس مجلس إدارة شركة ميديا هب، والدكتورة شادية فهيم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة البريطانية، والدكتور محمد سعد رئيس قسم علم النفس بالكلية والذى عرض نتائج تقييم الحملة، والنائبة الراقية بمجلس الشيوخ الدكتورة دينا هلالى وجميع قيادات الصندوق الرائعة.
إذ كشفت نتائج الدراسة التى أعدتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة البريطانية لتقييم وقياس الأثر للحملة الإعلامية لصندوق مكافحة الإدمان "المخدرات رحلتها قصيرة ما تسافرهاش.. أنت أقوى من المخدرات" من خلال استطلاع رأى عينة عشوائية من الجمهور بـ26 محافظة يمثل الذكور نسبه 49% والإناث 51% فى الفئة العمرية من 19-24 هى الفئة الأكبر بالمشاركة يليها الفئة العمرية من 25-34 بنسبة 18.4% ،وأن غالبية المشاركين فى استطلاع الرأى من الحاصلين على مؤهل جامعى بنسبة 59.9% والثانوى الفنى 12.8% إلى جانب المؤهلات ما بعد الجامعى بنسبة 8.7% والثانوى العام 4.3% ، كما شملت العينة أيضا الحاصلين على الإعدادية والابتدائية ومن يقرأ ويكتب فقط ومن هو "امى" وكشفت نتائج الاستطلاع أن 93% من العينه شاهدوا حملة "المخدرات رحلتها قصيرة متسافرهاش"، وأن أسباب نجاح الحملة جاءت بسبب أن الفكرة جذابة وبسيطة ومبتكرة ولخصت رحلة المخدرات ، كما أنها مناسبة لكل الفئات، وأن غالبية أفراد عينة الجمهور، على معرفة بالخط الساخن " 16023" لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى .
وحققت الحملة سلسلة من النجاحات المتتالية، لأنها بالفعل ساهمت فى زيادة عدد المتقدمين للعلاج من الإدمان من خلال الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان الى 400%.
وأعتقد أن السياسة التى اتبعها الصندوق خلال السبع سنوات كانت من خارج الصندوق التقليدى، فكانت من الذكاء بحيث اعتمدت مبدأ السرية التامة للمقبلين على العلاج، وكانت النتيجة طمأنة واستقطاب أكبر عدد من المتقدمين دون خوف أو خجل.
تمت الإشادة بالحملة فى العديد من دول العالم، فوصفهتا وزارة الأمن العام بدولة الصين بأنها واحدة من أهم الحملات المؤثرة فى مجال الوقاية من المخدرات فى العقد الماضى.
وتمت ترجمتها لخمس لغات وإذاعتها بالمحطات الإخبارية العالمية، كما حصدت العديد من الجوائز الدولية، آخرها حصولها على المركز الثالث فى مسابقة دبى لينكس للأعمال الإبداعية.
وتم عرضها كأحد قصص النجاح فى المؤتمر الدولى لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالجريمة والمخدرات بنيروبى 2017 وفينا 2020، وما زالت الحملات مستمرة، وما زال صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى يخوض المعركة بشجاعة لإنقاذ مستقبل بلادنا القائم على شبابنا الأصحاء الأقوياء لا المدمنين المغيبين.
نهاية:
أناشد جميع الجهات المعنية بمد يداً فى مساعدة صندوق مكافحة الإدمان، لحماية شبابنا وتحجيم وملاحقة تجار ومروجى المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها، وتضييق الخناق وتقليل المصادر قدر المستطاع، ليتحقق إنجاز أكبر وأسرع فى هذه الحرب الشرسة والآفة القاتلة والتى باتت تعد مسألة أمن قومى دون مبالغة.
وإلى لقاء قريب مع سلسلة من قصص واقعية لأسر وشباب دمرتهم المخدرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة