تلقى الأزمة الاقتصادية فى الولايات المتحدة بظلالها على احتفالات الكريسماس، حيث يتوقع الخبراء أن ينفق الأمريكيون نفس المبلغ على هدايا أعياد الميلاد، كما فى العام الماضى إلا أنه بسبب التضخم سيشترى المال هدايا أقل مما سيتسبب فى حركة أسواق أقل.
وفقا لصحيفة ذا هيل، يخطط المستهلك العادى لشراء تسعة هدايا فى موسم العطلات لعام 2022، انخفاضًا من 16 فى عام 2021، وفقًا لاستطلاع تجزئة للعطلات أجرته إحدى أكبر شركات المحاسبة فى البلاد.
وجد استطلاع أجرته مؤسسة جالوب فى نوفمبر، أن متوسط المتسوق فى العطلات يستعد لإنفاق 867 دولارًا على الهدايا هذا العام، مقارنة بـ886 دولارًا العام الماضي، ووجدت أن ميزانيات العطلات ضيقة مع اقتراب عيد الميلاد، وهو ما يعكس التضخم المستمر وتضاؤل مدخرات المستهلكين.
وقدر استطلاع أجراه مركز أبحاث كونفرنس بورد فى أكتوبر أن متوسط الإنفاق على الهدايا بلغ 613 دولارًا هذا العام، انخفاضًا من 648 دولارًا فى العام الماضي.
قال لوبين سكيلى المسئول فى احدى شركات المحاسبة: "لديك هذه النسبة الهائلة من الأشخاص الذين يقولون إنهم فى وضع مالى أسوأ، لكنهم ما زالوا يحاولون تحقيق ذلك لعائلاتهم"، وأضاف: "إذا كانت تكاليف التدفئة لديك أعلى وكنت تدفع أكثر مقابل الغاز، فلماذا لا تبدأ فى الحصول على الهدايا فى أكتوبر وتوزيعها أكثر؟"
فى الغالب يشعر المستهلكون بالقلق من التضخم. قال تيد روسمان، كبير محللى الصناعة فى Bankrate، أن ارتفاع أسعار المستهلكين "هو العامل الأهم فى الغرفة" مشيرا إلى أن معدل التضخم بلغ 9 فى المائة فى الصيف الماضى، وهو أعلى مستوى وقد تراجع منذ ذلك الحين إلى 7 فى المائة، لكن أسعار المستهلكين لا تزال ترتفع بوتيرة أسرع من الأجور.
قال روسمان: "الناس ينفقون أكثر لا يحصلون بالضرورة على المزيد."
تتوقع شركة Wells Fargo زيادة بنسبة 6 فى المائة فى مبيعات العطلات فى شهرى نوفمبر وديسمبر، وهو رقم يوضح المزيد عن الأسعار أكثر مما يوضحه بشأن زيادة الإنفاق فى العطلات، حسبما ذكرت شركة الخدمات المالية فى تقرير بعنوان مبيعات العطلات لعام 2022.
قال شانون سيرى، الخبير الاقتصادى فى ويلز فارجو: "بشكل أساسى، هذا هو آخر موسم أعياد كبير جدًا قبل توقعاتنا النهائية لسقوط الاقتصاد فى الركود العام المقبل".
شهد العامان الماضيان ارتفاعات كبيرة فى الإنفاق على العطلات، وفقًا لتقرير ويلز فارجو، وهو مدفوع بمدفوعات التحفيز الفيدرالية والاقتصاد السليم.
معظم المتسوقين فى عيد الميلاد يحسبون التضخم، أن لم يكن الركود الاقتصادي، فى ميزانياتهم، حيث وجدت الدراسات الاستقصائية التى أجرتها شركة Deloitte و Forbes وغيرهما أن المستهلكين يخططون للبحث عن هدايا منخفضة السعر، وتبادلها مع عدد أقل من الأشخاص وحتى التسوق فى متاجر إعادة البيع.
ووفقا للتقرير، سيصبح بعض المتسوقين مدانين فى سبيل شراء هدايا عيد الميلاد حيث وجد استطلاع Bankrate للعطلات أن ما يقرب من نصف المتسوقين يخططون لفرض بعض المشتريات على الأقل على بطاقات الائتمان، واعترف بعض المستجيبين أنهم سيحتاجون إلى أكثر من شهر لسدادها.
وقال روسمان: "الجانب المشرق هو أن الكثير من الناس قد ادخروا أكثر فى العامين الماضيين".
بلغ مخزون المدخرات الوطنية ذروته بأكثر من 2 تريليون دولار فى عام 2021. ومع ذلك، قلصه التضخم إلى حوالى 1.5 تريليون دولار، ويتوقع الاقتصاديون أن هذا المبلغ الهائل لن يستمر حتى عام 2023 حيث تقل معدلات الادخار نتيجة ارتفاع التضخم، تضاءل معدل الادخار الوطنى إلى 2.3% فى أكتوبر، انخفاضًا من 14% فى أكتوبر 2020.
وفى الوقت نفسه، فإن ديون بطاقات الائتمان آخذة فى الارتفاع، وستؤدى العطلة السنوية بلا شك إلى زيادة ملحوظة، قال روسمان: "لسوء الحظ، أشعر أن مخلفات الديون لشهر يناير قد تكون كبيرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة