رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد، الإعلامي والكاتب الصحفى الكبير مفيد فوزى، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 89 عاما، وهو أحد أشهر المحاورين المصريين والعرب في العصر الحديث، قام مفيد فوزي في عالم الصحافة والتليفزيون بحوارات مع أهم الشخصيات السياسية والأدبية والفنية على مستوى العالم العربي خلال مسيرته المهنية، يعد أول من قدم فكرة "تلفزة الصحافة" أو "تصحيف التليفزيون" والذي سار على دربه فيما بعد العديد من برامج الصحافة التليفزيونية.
بخلاف برامجه التليفزيونية وأعماله في الصحافة، قدم مفيد فوزى عدد من الكتب والإصدارات، ضم بعضها حواراته مع أبرز الشخصيات العامة السياسية والفنية والأدبية، ومنها مذكراته التي صدرت قبل رحيله بأعوام قليلة، ومن أبرز كتبه:
نصيبى من الحياة
مذكرات الإعلامى مفيد فوزى وأخر إصداراته من الكتب قبله رحيله، قال في مقدمته: لست أدري على وجه الدقة سبب الشعور الغريب الذي راودني ويمتزج فيه بعض من الشجن الشخصي.. هل لأنني أكتب مشوار حياتي.. أم لأن التشبث بالكتابة عن البدايات معناه في نهاية الأمر الوصول إلى شاطئ النهايات؟ هل لأنني كبرت إلى حد أصبح عندي فيه شيء أقوله للناس، وماذا يهم الناس من أمري..؟ هل من المهم أن أترك شيئًا لجيل من بعدي قد يستفيد منه أو يشعر بما كنت أعانيه؟ لكنني أعتقد أن حياتي لم تكن على الإطلاق نزهة نيلية.. أو مجرد خلوة في ضوء القمر.. أو موعدًا للغرام مع حبيبة.. لم تكن مجرد قطار يسير في مروج خضارء.. أو رحلة بالطائرة إلى عواصم العالم أتنزه فيها كما أشاء.. حياتي لم يكن فيها هذا الجانب من الرفاهية أو الشعور بالرغبة في الحياة أكثر.. لكني أشهد أنني لم أقدم في حياتي على تفكير أسود في الانتحار مهما كان ما حولي قاتمًا.حليم.. أيام مع العندليب
في هذا الكتاب يتحدث الإعلامى الكبير الراحل مفيد فوزي عن ذكرياته مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والذى قال عنه: " كان أشهر يتيم يلقي بنفسه في أحضان أي أسرة تعوّضه عن غياب أبويه! كان صاحب أحلى نبرة عربية في الغناء، يحترم عبد الوهاب، ويحيّره بليغ حمدي، ويمتثل لشروط الموجي، ويقابل كمال الطويل بربطة عنق! كان العندليب عاشقاً فاشلاً ويغار بجنون على حبيبته، ولم تخطفه امرأة من فنه.. كان الصديق الصديق.. وواجه مدير مخابرات عبد الناص باعتراف يؤدي للقبض عليه..كان ينتصر على المرض بالغناء ويهزم الموت ويعبّ الحياء عباً.. هكذا عرفت حليم.اسمح لي أسألك
مفيد فوزى اختار هذا الكتاب (اسمح لى أسألك) وهو طريقته المعهودة فى التقاط الحس الشعبى ودقات على باب من يحاوره فى برنامجه (حديث المدينة) الذى استمر بثه 23 عاما على شاشة التليفزيون المصرى واشتهر عنه إشهار هذا السؤال فى وجه من يحاوره وينم عن استئذان لتواصل الحوار. كتب مقدمة الكتاب الشاعر فاروق شوشة ويستعرض فيه مفيد فوزى حواراته مع عدد كبير من الفنانين والمبدعين والسياسيين ورجال الدين والمجتمع المدنى منهم فاتن حمامة، وفاروق حسنى، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ورشوان وفيق، وماجدة الرومى، وبثينة كامل، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، والمفكر د.على السمان، وبطرس غالى، والشيخ محمد متولى الشعراوى، والبابا تواضروس، ود. مجدى يعقوب، والفريق مهاب مميش، والمستشار ماهر سامى المتحدث الرسمى للمحكمة الدستورية، ود.مصطفى سويف ومى آل خليفة وزيرة ثقافة البحرين ونهلة القدسى زوجة الموسيقار محمد عبدالوهاب.هيكل الآخر واستئذان في الإنصراف
بجرأته المعتادة وشفافيته الواضحة يحاور الإعلامى مفيد فوزي "هيكل الآخر" فى طواف ثرى عبر آفاق السياسة والأدب والصحافة والثقافة والفن، فكانت حصيلته هى مادة هذا الكتاب، الذى أسعد الآن بتقديمه إلى القارىء العربى، وهنا يبدو من المهم أن أورد ملاحظتين أساسيتين بحسب مقدمة الدكتور مصطفى الفقي، هما:
الأولى: إن طرفى الحوار: الأستاذ "محمد حسنين هيكل" والأستاذ "مفيد فوزى" لا يقفان على أرضية فكرية واحدة، فتقييمهما لثورة 23 يوليو قد يصل فى درجة التباين إلى حد النقيض، وهذا أمر يعطى هذا الحوار قيمته ويثرى مادته، ويضعه فى أكبر إطار ممكن من الصراحة فى القول، والشجاعة فى الرأى، والقوة فى الحجة.
الثانية: إنه على الرغم من اختلاف الأرضية الفكرية، فإن حبال المودة موصولة منذ سنوات طويلة بين طرفى الحوار، بل إن الأستاذ "مفيد فوزى" يتذكر أحياناً تجربته مع العهد الناصرى ودور الأستاذ "هيكل" الإيجابى فى محاولة رفع المعاناة عنه، وهذه ميزة أخرى للحوار لأنها تجعل جو الألفة بين الطرفين سبباً للإنفتاح والرغبة فى وضع الحقائق فى مكانها المطلوب.
هؤلاء حاورهم مفيد فوزي
حوارات صحفية مع 14 شخصية هامة جداً في عالم السياسة والأدب والفن، من ضمنهم الرئيس الأسبق حسني مبارك وهيكل ومحمود درويش ومصطفى أمين ومحمود السعدني وغيرهم .