وقال لافروف -في كلمة خلال فعاليات المنتدى الدولي "قراءات بريماكوف" في موسكو- إن الدول الغربية لا تحترم وعودها، وقد خدعت الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي جورباتشوف في وعودها بعدم توسع حلف الناتو، مؤكدا أن الناتو أصبح ينتشر في المحيطين الهندي والهادئ.
وأضاف أن "حلف الناتو فشل في تحقيق أهدافه، كما أن سياساته ليست مناهضة لروسيا فحسب وإنما للكثير من الدول الأخرى"، مشيرًا إلى أنه "بالإضافة إلى الوعود الشفهية بعدم توسع الناتو، كانت هناك التزامات موثقة في إسطنبول بشأن عدم تجزئة الأمن".

وتابع لافروف أن "مبدأ عدم تجزئة الأمن ينص على عدم المساس بأمن الدول الأخرى"، قائلًا: "اقترحنا في عام 2018 توقيع اتفاقية بشأن الأمن الأوروبي، ولكن تم رفضها، وعلى الرغم من ذلك واصلنا محاولاتنا من خلال الضمانات الأمنية، فاقترحنا العام الماضي وثيقتين للضمانات الأمنية لبروكسل وواشنطن لكنهم لم ينصتوا لنا".

وأشار إلى أن "نهج حلف الناتو لم يعد يقتصر على أوروبا، بل وصل إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مضيفا أن "حلف الناتو يوسع نشاطه في آسيا، ويسعى لتعطيل عمل آسيان وتنسيقها مع الصين". 

وأكد وزير الخارجية الروسي أن الغرب دعم مرشحين أوكران بعينهم في الانتخابات الرئاسية، وسعي لجعلها بؤرة مناورة لروسيا، لافتا إلى أن هناك أدلة كثيرة على ذلك.. وأشار إلى أن الحكومة الأوكرانية التي أنشئت بعد الانقلاب، رفعت الصفة الرسمية عن اللغة الروسية، فيما دعا القطاع الأيمن الأوكراني لطرد الروس من جزيرة القرم، لافتا إلى أن أوكرانيا رفضت تنفيذ اتفاقيات مينسك وسعت لاستغلالها من أجل تضييع الوقت.

وتابع: "إن اتفاقيات مينسك شملت الحق في استعمال اللغة الروسية وأن يكون لدونباس شرطته الخاصة ومنظومته القضائية والحق في التعامل مع روسيا".. وأضاف أن "الغرب صمت عن قصف أوكرانيا لدونباس وسعيها لاجتثاث كل ما هو روسي"، لافتا إلى أن "العقوبات غير الشرعية التي فرضت على روسيا زادت الوضع الاقتصادي تأزما في أوروبا".

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف إن الأمريكيين يحاولون التهرب من موضوع المختبرات البيولوجية، حيث تتم اليوم خصخصة المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة الحد من الأسلحة الكيماوية التي منحت لها صلاحيات ليست موجودة لديها.. وأشار إلى أن الغرب لا يرغب في الكف عن قمع منافسيه، مؤكدا أن ما يجرى اليوم في سوق الطاقة مثال على ذلك. 

على صعيد أخر، أكد لافروف أن الألمان والدنماركيين يرفضون السماح لروسيا بالمشاركة في التحقيق بالحادث الإرهابي ضد "خطوط السيل الشمالي".

وقال وزير الخارجية الروسي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زار واشنطن لإقناع بايدن بتقديم التنازلات لأوروبا، خاصة بعد قانون التضخم الذي يضر بأوروبا.

وأشار إلى أن واشنطن دعت الكثير من الشركات لمغادرة أوروبا والاستثمار في الولايات المتحدة، مؤكدا أن ممثلي واشنطن يهددون الدول بالعقوبات إذا لم تصطف ضد روسيا وهذا انتهاك لسيادة الدول.

وأوضح لافروف أن الغرب ينتهك جميع الاتفاقيات التي صاغها ويشمل ذلك استغلال الدولار واليورو ومنظمة التجارة العالمية.

ولفت إلى أن هناك شركاء لموسكو يتعرضون للضغوط من قبل ممثلي الولايات المتحدة، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تراعي مصالح شركائها، وتقوم بما تراه مناسبا لمصالحها فقط، مشددا على أن الرئيس بوتين قد أكد ضرورة جعل منطقة آسيا والمحيط الهادئ قاطرة للتنمية، مؤكدا أن لدى بلاده "عقود بشأن الأصول الروسية في الدول الأوروبية وهي موثقة في هذه الدول ولن نتخلى عنها".