على بُعد أمتار من الأراضي الزراعية بقرية العامرة التابعة لمركز المنزلة، بمحافظة الدقهلية، ورشة صغيرة للنجارة، ملحمة من الكفاح والشقى والسعي والعزيمة تفوح في جنبات المكان، تتلألأ بأثاث ذكي بديع، وتحف فنية ناطقة، وبورتريهات تحكي تفاصيلها عن أحلام وآمال من نور، مفعمة بالإرادة والعزيمة والأمل.
يجذبك فنانا ثلاثينيا حالما، يسر الناظرين بأفكاره الخلابة وتصميماته البراقة، ونظرته اللامعة التى تحكى سنين طويلة من الكفاح والعمل، يطوع بأنامله الساحرة الخشب الطبيعى لأثاث ذكى موفر للمساحات، وينحت بقايا الخشب المتهالكة وقشرة الخشب بإبداع ودقة بالغة، صانعا منهما تحفا فنية وأنتيكات ومجسمات وبورتريهات مبهرة تحاكى الواقع وتحيى فى النفوس فنا وجمالا.
حلم مصمم الأثاث والرسام محمد الطنطاوي، صاحب الـ38 عاما منذ نعومة أظافره ألا يكون مجرد فنانا عاديا، بل مبدعا ومبتكرا، يحيى من الطبيعة تحفا وأنتيكات من وحى الواقع والخيال، فأراد أن يكون صاحب بصمة مضيئة، ينثر الجمال والحياة فى الأرجاء بموهبته الفنية، وطموحه الذى لا يعرف حدودا.. لم ينتظر الفرصة، وصنع لنفسه عالما خاصا يستطيع من خلاله أن يثبت ذاته بجدارة واستحقاق ويحقق الكيان، عشق فن الرسم وطور من موهبته التى ولدت معه، عمل منذ أن كان فى 18 من عمره فى العديد من ورش نجارة الموبيليا ومصانع الأثاث بجانب دراسته الثانوية، حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وعكف على تعلم أسس تصميم الأثاث وتقنياته الحديثة، وسار بخطى ثابتة نحو الارتقاء بموهبته وتحقيق حلمه فى أن يصبح واحدا من أهم مصممى الأثاث، حتى نجح بعزيمة وإصرار أن يفتتح ورشته ومعرضه الخاص، واستطاع أن يغير من مفهوم مهنة النجارة التقليدى، ويضفى جمالا وحياة لقطع الخشب الصغيرة معدومة الفائدة، بإعادة تدويرها وتحويلها إلى مجسمات وأنتيكات وبورتريهات مميزة.
وقال مصمم الأثاث محمد الطنطاوى لـ"اليوم السابع"، إنه احترف مجال النجارة وصناعة الأثاث بعد سنوات طويلة من العمل والكفاح، معتمدا على ذاته وطموحه نحو تحقيق التميز والنجاح، حيث بدأ يعمل فى ورش ومصانع النجارة منذ أن كان عمره 18 عاما، تعلم خلالها الكثير من فنيات وأصول المهنة، كما عمل لفترة لم تدم طويلا فى هيئة قناة السويس؛ كون تلك الوظيفة لم تتح له الفرصة لأن يكون فنانا حرا يطور من موهبته وإمكانياته وقدراته الفنية فى الرسم وتصميم الأثاث، مشيرا إلى أن طموحه وأحلامه كانت تتخطى طبيعة عمله الروتينية آنذاك، فاهتدى للانتقال إلى مدينة القاهرة؛ بحثا عن سبل أخرى تحقق له حلم الاستقلال والارتقاء بموهبته فى التصميم، عمل وقتها فى عدد من الشركات والمصانع والتحق بالعديد من الدورات التدريبية فى الرسم والتصميم، تعلم خلالها أصول التصميم، حتى أثقل موهبته بالخبرة والعلم.
واستطرد أنه عمل لفترة كمقاول، كان يدخر كل جنيه يربحه لشراء أداة من أدوات النجارة؛ ليتمكن من عمل ورشة خاصة، فكان يراوده دوما شعور أنه قادر على تحقيق المزيد من النجاح، وقادر على صنع أثاث بتصميمات مميزة ومختلفة أفضل مما يشاهده حوله من تصميمات، فكان يمتلك الخبرة والمهارة الكافية التى اكتسبها خلال عمله فى الورش والمصانع والشركات، وطموحه يدفعه نحو التطور والعمل لاكتساب المزيد من الخبرة، مشيرا إلى أن بعد مرور 22 عاما من الكفاح والشقى والعمل بدون أى إمكانيات مادية، نجح فى أن يستقل ويفتتح ورشته ومعرضه الخاص، ليكونا بداية انطلاقته نحو ابتكار تصميمات مميزة ببصمته الخاصة.
واستطرد أنه قرر أن يمتهن مجال صناعة الأثاث الذكي؛ بحثا عن التميز، فضلا عن إدخال ثقافة شراء الأثاث المتعدد الاستخدامات والمستغل للمساحة، وحتى يصل بمنتجاته من الأثاث إلى الأسواق العالمية، مشيرا إلى أنه أراد أن يستغل موهبته فى الرسم والتصميم، ويصنع أثاث مميز متعدد الاستخدامات، يوفر المساحة، بالاعتماد على الخشب المتين والقشرة الطبيعية، ويكون ببصمة وأياد مصرية.
وأوضح أن أسلوب عمله الذى اعتمده فى تصميم الأثاث كان السبب الرئيسى وراء نجاحه، فكان شغله الشاغل أن يصمم أثاثا يتناسب من حيث التصميم والحجم مع طبيعة المكان الذى سيحمل ذلك الأثاث، وأن يحقق المنفعة والفائدة للعميل، وأن يجمع فى قطعة الأثاث بين التصميم الجميل الراقى ومتانته فى ذات الوقت، معتمدا على استغلال المساحات وكل ركن وزاوية داخل المنزل، وتحقيق الاستفادة القصوى من المساحات الكبيرة للحصول على أماكن إضافية للتخزين، فضلا عن استغلال المساحات الصغيرة أفضل استغلال.
وأشار إلى أنه يقوم بتصميم كافة وحدات الأثاث الذكي، كالأبواب المنطبقة والقابلة للطى والجرارة بتصميمات مختلفة، متعددة الاستخدامات، فقد يتم توظيفها كديكور أنيق يضفى رونق خاص للمكان، أو لتحقق المنفعة كأن تستخدم كأبواب للغرف فى المساحات الصغيرة، أو كفاصل بين غرف الاستقبال أو الصالة عن مدخل المنزل لتضفى الخصوصية، والوحدات المفرغة التى تحتوى على أرفف متحركة خفية وأرفف بأشكال هندسية مختلفة تضفى لمسة جمالية على ديكور المنزل، والبراويز المضيئة والجداريات الفنية التى تستخدم كديكور عوضا عن ورق الحائط، فضلا عن وحدات تخزين الأحذية والملابس والكتب التى تتيح الفرصة لحفظ وترتيب كميات كبيرة من العناصر المختلفة فى أصغر مساحة ممكنة، والطاولات الذكية المبتكرة متعددة الاستخدامات، وغرف النوم متعددة الاستخدامات التى تتيح تقسيم مساحة المنزل دون أن تشغل حيز كبير من المساحة.
وأشار إلى أنه اهتدى لرسم بورتريهات ولوحات فنية من قشرة الخشب، مستغلا موهبته فى الرسم الذى اكتشفها منذ أن كان فى المرحلة الابتدائية، ومعتمدا على استغلال مواد طبيعية كقشرة الخشب؛ لتضفى الحياة والواقعية على رسوماته، فضلا عن صناعة مجسمات وأنتيكات ببقايا الخشب المتهالكة، نجح من خلالهم أن يطور من إمكانياته فى الرسم والتميز عن أقرانه فى المجال، ويوظف قطع الخشب المتهالكة فى لوحات فنية تستخدم كديكور، ويجذب بأعماله انتباه عدد كبير من الناس، موضحا أن لكل بورتريه قصة وحكاية، تعبر عن أفكاره ومشاعره.
وعن أحلامه، قال محمد الطنطاوي، أنه يأمل ويحلم فى أن يكبر من ورشته ومعرضه، ويصل بتصميماته لكل بيت مصري، ويحلق بمنتجاته من الأثاث إلى الأسواق العالمية ويصدرها إلى الخارج، لينافس أكبر المعارض العالمية.
اعمال-محمد-الطنطاوى
الأعمال
الأعمال-الفنية
جانب-من-الأعمال
جانب-من-الأعمال-الفنية
خلال-شرحه-لليوم-السابع
محمد-الطنطاوى
محمد-الطنطاوى-خلال-حديثه-لليوم-السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة