أكد المهندس يحيى زكى، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المنطقة الاقتصادية تسعى إلى أن تصبح وجهة المستثمرين لما تتمتع به من مميزات نسبية كبيرة، مضيفًا أن إجمالى الاستثمارات فى المنطقة تصل إلى 18 مليار دولار حتى الآن، كما تم توقيع عقود قيمتها 10 مليارات دولار يجرى تنفيذها الآن.
جاء ذلك خلال لقاء الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس يحيى زكى، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بمقر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بماسبيرو.
وأضاف أن المنطقة الاقتصادية تضم 6 موانئ وهم العين السخنة وشرق وغرب بورسعيد والأدبية والعريش والطور، و4 مناطق صناعية وهم العين السخنة وشرق بورسعيد وغرب القنطرة وشرق الإسماعيلية، بإجمالى 460 مليون متر، مشيرا إلى أن المنطقة عملت على تهيئة البنية التحتية للموانئ لتضاهى الموانئ العالمية وتعظيم قدرتها التنافسية، والمناطق الصناعية طبقا للمعايير الدولية، وهو ما ظهر فى العمل على جعل ميناء شرق بورسعيد ميناء أحضر ليكون أول ميناء أخضر فى مصر التزاما من المنطقة بخطتها فى تنفيذ عوامل الاستدامة بما يحقق خطة الدولة فى هذا المجال.
ولفت المهندس يحيى زكى، إلى أن المنطقة تستهدف مجال الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته الصناعية المختلفة مثل صناعة الهيدروجين الأخضر، الذى يعد أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة عالميًّا، التى تجذب المستثمرين العالميين، مضيفًا أن ذلك يأتى انطلاقا من الإمكانات التى تتمتع بها المنطقة الاقتصادية، وخاصة موقعها المتميز على ضفتى المجرى الملاحى الأهم فى العالم وهو قناة السويس، الأمر الذى يتيح فرصًا غير مسبوقة لرفع تنافسية القناة وتحويلها إلى مركز عالمى لتموين السفن بالوقود الأخضر.
وأشار إلى أن هناك العديد من العروض المقدمة للمنطقة الاقتصادية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، والتى ضمت عدة شركات متخصصة فى هذا المجال، كان من بينها أول مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، التابعة للمنطقة الاقتصادية، من خلال تحالف عالمى وصندوق مصر السيادى، الذى بدأ تنفيذه بالفعل، كما تلقت المنطقة الاقتصادية عدة عروض أخرى مبدئية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل نطاقها؛ سواء بمنطقة السخنة المتكاملة، أو منطقة شرق بورسعيد.
وأوضح أن بدء تنفيذ مشروع انتاج الأمونيا الخضراء، يتزامن مع استضافة مصر قمة المناخ "COP27"، وهو ما يعد فرصة جيدة للإعلان عن البداية الفعلية لمشروعات الهيدروجين الأخضر فى مصر بصفة عامة، وفى المنطقة الاقتصادية بصفة خاصة.
وأكد أن الهيدروجين الأخضر عبارة عن وقود خفيف عالى التفاعل يتم من خلال عملية كيميائية تعرف بالتحليل الكهربائى المتعارف عليها عالميًا، وهو عبارة عن فصل الاكسجين عن الهيدروجين داخل الماء كيميائيا، ويتم استخدام كهرباء مولدة من طاقات متجددة سواء الشمسية أو الرياح حيث تستخدم فى المصانع المنتجة لهذا النوع من الطاقة النظيفة، مضيفًا أن الهيدروجين الأخضر، يتمتع بكونه طاقة مستدامة ونظيفة وقابلة للتخزين والنقل ومتعددة الاستخدامات سواء فى السيارات أو الشاحنات وسفن الحاويات مما يجعله منتجًا هامًا صديقًا للبيئة، متوقعًا أن يكون له دورًا هامًا فى تحيق أهداف التنمية المستدامة التى وضعتها الدول للوصول إلى مرحلة التغلب على الانبعاثات الكربونية بحلول 2050، طبقًا لاتفاقية باريس الموقعة فى 2015.
وأشار زكى إلى الصناعات المستهدفة التى تعمل المنطقة على اجتذابها سواء من خلال مستثمرين محليين أو أجانب، حيث تعمل المنطقة على توطين بعض الصناعات فى منطقة شرق بورسعيد مثل عربات السكك الحديدية والسيارات وقطع الغيار وتموين السفن والغزل والنسيج، كما تعمل المنطقة على جعل منطقة السخنة مركزا للصناعات البتروكيماوية باعتبارها منطقة متكاملة تستفيد من ميناء السخنة الذى سيعمل على تكامل هذه الصناعات فى هذه المنطقة، مشيرًا إلى معايير اختيار هذه القطاعات وعوائدها على الدولة تتمثل فى سد احتياجات السوق المحلى وتقليل الاستيراد وزيادة معدلات التصدير والارتقاء بجودة الصناعة، وعلى المستثمرين تتمثل فى زيادة حجم الإيرادات وسهولة ممارسة الأعمال وانخفاض التكاليف على المستثمرين.
ومن جانبه، أكد الكاتب الصحفى كرم جبر، الأهمية الكبرى التى تتمتع بها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرًا إلى الموقع المتميز للقناة الذى يمنح المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خصوصية متفردة، تجعل منها بحق قاطرة التنمية الاقتصادية فى مصر، والوجهة الواعدة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية فى المنطقة بأسرها، وأضاف أنه يجب العمل إعلاميًا على التعريف بالمشروعات التى تتم داخل هذا المشروع العملاق.
وفى نهاية اللقاء، تم الاتفاق على توقيع بروتوكول إعلامى بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يهدف إلى تنظيم زيارات للصحفيين والإعلاميين إلى المنطقة الاقتصادية، على أن تكون البداية بمنطقة العين السخنة، للتعرف على المشروعات والاستثمارات التى تتم فيها، وذلك فى إطار التعاون المثمر والبناء القائم بين الجهتين بما ينعكس بالإيجاب فى تهيئة بيئة أعمال أفضل لصالح المستثمرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة