ندبت النيابة العامة الطبيب الشرعى لإجراء الصفة التشريحية على جثمان الفتاة آلاء بالمنوفية، للوقوف على سبب وكيفية حدوث وفاتها، حيث تُجرى النيابة العامة تحقيقاتها فى الواقعة، والتى لم تتوصل حتى تاريخِهِ إلى كشف ملابسات كيفية وفاة الطبيبة ( آلاء ) بالمنوفية فى الثامن من شهر فبراير الجارى، ولم تقطع بقتلِها أو إقدامِها على الانتحار، وقد تبينت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام سعى البعض لإثارة الرأى العام والادعاء كذبًا بتعمد جهات التحقيق إخفاء ملابسات تلك الواقعة نظرًا لاعتبار صفة زوج المتوفاة وأحد ذويه، وهو ما تؤكد النيابة العامة عدم صحته، وأنها ماضية قُدمًا فى تحقيقاتها لكشف الحقيقة بعدلٍ مُجردٍ دون أى اعتبار أو تمييز.
وتؤكد النيابة العامة -نظرًا لما تَلحظُهُ فى بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى بشأن الواقعة وما يتخلل ذلك من ادعاءات مدسوسة لإثارة الفتن- على إدراكها لأهمية ودور وسائل التواصل الاجتماعى فى التواصل الفَعَّال مع المواطنين باعتبارها بابًا مستحدثًا لنظر مظالمهم، ولكنها كذلك تحذر من استخدام ذات الوسائل كنافذةٍ لإثارة الفتن والقلاقل بين الناس، مُهيبةً لذلك بالكافة إلى تجنب تلك المحاولات المغرضة وعدم الالتفات إليها.
وقد كانت النيابة العامة قد تلقت بلاغَ وصول الطبيبة لمستشفى سرس الليان العام متوفيةً؛ لسقوطها من علو داخل العقار محلّ سكنها، فاتخذت إجراءاتها وصولًا لحقيقة الواقعة، حيث أجرت معاينة لشقة المتوفاة، ولموضع العثور على جثمانها أسفل سُلم العقار، وعاينت آثارًا ظهرت كموضع ارتكاز يدين على سور السلم المُقابل لشقتها، كما ندبت خبراءَ الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الحادث بيانًا لما فيه من آثارٍ قد تُسفر عن وضع تصوُّر محددٍ لحدوث الواقعة، وطلبت كذلك تحريات الشرطة حولها.
واستمعت النيابة العامة لأقوال والدة المتوفاة والتى اتهمت زوجها وذويه بدافع خلافات حديثة بينهما قُبيل الحادث بأيام، فاستجوبت لذلك زوج المتوفاة وشقيقيه ووالديه فأنكروا ارتكابهم الواقعة، وقرروا أن المجنى عليها خرجت يومَئذ من مسكنهم متجهة لمسكنها بذات العقار، وأثناء ذلك سمعوا صوتَ ارتطام شديد، فتبينوا المتوفاة طريحةً أسفلَ سُلّم العقار، فحاولوا إسعافها إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة.
كما سألت النيابة العامة خمسة شهود من الجيران بعقارٍ مجاور، فشهدوا بتلقيهم نبأ سقوط المتوفاة دونَ وقوفهم على كيفية حدوث الواقعة، ورأت إحداهم -فورَ سماعها صوت الارتطام- زوجَ المتوفاة وشقيقتَه مسرعينِ صوبَ اتجاه الصوت لاستطلاع الأمر، كما سألت النيابة العامة صديقتين للمتوفاة عن أحوالها الاجتماعية وملابسات الأيام الأخيرة قبلَ وفاتها، وطلبت النيابة العامة الاستعلام من شركات المحمول عن المكالمات الصادرة والواردة لهاتف المتوفاة، وكذا طلبت تحريات مباحث الشرطة حول الواقعة، والتى أسفرت مبدئيًّا عن عدم التوصل لحقيقتها مع تكثيف الجهود لكشفها، وعلى ذلك أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهمين عقبَ استجوابهم لعدم توافر مبررات الحبس الاحتياطى فى حقهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.
وتُشير النيابة العامة أن أساسَ إعمالِ سلطاتها فى تقييد حريات المواطنين وحبس المتهمين احتياطيًّا يعتمد على توافر مُبررات ذلك الحبس قِبَلهم فى ضوء صحيح القانون وقواعد العدالة، دون التفاتٍ لأى اعتبارات أو مطالبات أخرى، كما تؤكد أن التحقيقات لا تزال جارية للتوصل إلى الحقيقة كاملةً، وإن كانت الأوراق تحوى من الشواهد ما يُرجح أحد التصورين المحتملين لكيفية حدوث الوفاة؛ وهو ما لن تفصح عنه النيابة العامة حتى انتهاء التحقيقات حرصًا على سلامتها وحُسن سيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة