ما بين التهدئة والتهديد، تستمر أجواء الحرب بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا، وفى الوقت الذى تتصاعد فيه وتيرة التصريحات الغربية المحذرة من الغزو الروسى الوشيك، بل والإعلان عن موعده المرتقب يوم الأربعاء 16من فبراير، فإن روسيا أكدت استعدادها لمواصلة الحوار، لكنها حذرت من جرها لمحادثات بلا نهاية دون حل للأزمة.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الكرملين والغرب أشاروا إلى وجود مسار دبلوماسى للخروج من أزمة أوكرانيا، حتى مع استمرار روسيا فى الاستعدادات لغزو محتمل، بما فى ذلك تحريك القوات والمعدات العسكرية بالقرب من جارتها.
وفى اجتماع لهما، الاثنين، أشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجى لافروف إلى أن روسيا مستعدة لمواصلة الحوار عن مظالمها الأمنية التى أدت إلى الأزمة.
ورأت أسوشيتدبرس إن التصريحات كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى العالم بشأن موقف بوتين، كما أنها قدمت بعض الأمل فى إمكانية تجنب الحرب، حتى فى الوقت الذى واصلت فيه واشنطن ولندن ودول أخرى تحذيراتها من أن القوات يمكن أن تتحرك فى أوكرانيا فى أقرب وقت غدا الأربعاء.
وقال لافروف إن المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، إلا أنه يقترح مواصلتها وتوسعتها فى هذه المرحلة، مشيرا إلى أن واشنطن عرضت مناقشة حدود لنشر الصواريخ فى أوروبا وقيود على التدريبات العسكرية وإجراءات أخرى لبناء الثقة.
وتسعى موسكو لضمان أن الناتو لن يسمح لأوكرانيا وأى من دول الاتحاد السوفيتى السابق للانضمام إليه كأعضاء. وتريد من الحلف أو يوقف نشر الأسلحة فى أوكرانيا وإبعاد قواته عن شرق أوروبا. وقال لافروف إن احتمالات المحادثات أبعد ما يكون عن استنزافها.
وأشار بوتين إلى أن الغرب قد يحاول جر روسيا فى محادثات بلا نهاية وتساءل عما إذا كان هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، ورد لافروف بالقول إن وزارته لن تسمح للولايات المتحدة وحلفائها بتهميش طلبات روسيا الأساسية.
وردت الولايات المتحدة بشكل هادئ، وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيبر إن الطريق للدبلوماسية لا يزال متاحا لو اختارت روسيا التواصل بشكل بناء، إلا أن واشنطن يقظة بشأن احتمالات هذا نظرا للخطوات التى تتخذها موسكو على الأرض على مرأى من الجميع.
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة واشنطن بوست عن خطة البيت الأبيض لتشكيل "فريق نمر" من مسئولى إدارى بايدن للإعداد لسلسلة من الاستجابات لأى اعتداء محتمل من قبل على روسيا على أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى تزداد فيه المخاوف من عدوان روسى محتمل ضد أوكرانيا، فإن فريقا من مسئولى البيت الأول أطلق عليه "فريق النمور" يسعد سرا الكيفية التى سترد بها الولايات المتحدة على سلسلة من السيناريوهات المحتملة، من استعراض محود للقوة إلى غزو شامل مسببا لخسائر كبرى.
وأوضحت الصحيفة أن فريق البيت الأبيض أجرى تمرينين استمرا لعدة ساعات، أحدهما مع مسئولى الحكومة لإحياء السيناريوهات وتجميع كتيب قواعد يلخص مجموعة من الاستجابات المحتملة السريعة، بدءا من اليوم الأول ويمتد خلال الأسبوعين الأولين من تصور الغزو الروسى.
وقال مسئولون كبار فى الإدارة إن هذا الجهد لم يساعدهم فقط على توقع المضاعفات المحتملة، بل دفعهم أيضا إلى اتخاذ إجراءات فى وقت مبكر مثل كشف حرب المعلومات الروسية قبل تنفيذها لتقويض قوتها الدعائية.
وقال جوناثان فينر، نائب مستشار الأمن القومى للرئيس بايدن إن أملهم أن يظل هناك طريق للدبلوماسية لتجنب كل هذا، وألا يستخدموا أبدا هذا الكتب، إلا أن الأمر كله يتعلق بضمان الاستعداد للمضى قدما عندما نكون مضرين لذلك.
ويشير مصطلح فريق النمر إلى مجموعة متنوعة من الخبراء الذين يتعاملون مع مشكلة محددة التأهب والاستعداد للانقضاض، وتم إنشائه بعدما رصد مسئولو الأمن القومى فى أكتوبر الماضى إشارات مقلقة على الحشد العسكرى الروسى على حدود أوكرانيا.
واعترف مسئولو مجلس الأمن القومى بسهولة إنهم قد لا يتمكنون من توقع تحركات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقادته العسكريين، لكنهم قالوا إن التدريب والتخطيط القوى لا يزال يستحقان العناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة