بعد يومين من الهدوء الظاهر، عادت أجواء التوتر فى أزمة أوكرانيا فى ظل اتهامات غربية جديدة لروسيا بإضافة مزيد من القوات قرب حدودها مع جارتها الجنوبية، بعد إعلان سابق ببدء انسحاب لتلك القوات.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه فى وقت الذى لوح فيه الأوكرانيون بأعلام بلادهم فى استعراض للتحدى فى ظل مخاوف من غزو روسى، ذكرت الولايات المتحدة أن موسكو أضافت ما يقرب من 7 آلاف من الجنود إلى القوات المتمركزة على طول الحدود بين روسيا وأكرانيا، وهو التحذير الذى تناقض مع إعلان الكرملين بسحب القوات.
ولم يحدث غزو روسى لأوكرانيا أمس الأربعاء، كما كانت الدول الغربية قد حذرت من قبل، لكن بعد سلسلة من الإشارات الإيجابية بأن موسكو خففت أجواء التوتر، بدأ البندول يتحرك فى الاتجاه المعاكس مجددا.
وأصرت الدول الغربية على أن التهديد بالهجوم يظل قويا، مع وجود ما يقدر بـ 150 ألف من القوات الروسية التى تحيط بأوكرانيا من ثلاث جهات.
واندلعت الأزمة على خلفية مطالب موسكو بإبقاء أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتى الأخرى خارج الناتو، ووقف نشر الأسلحة بالقرب من حدود روسيا وسحب القوات من شرق أوروبا. ورفضت الولايات المتحدة وحلفائها تلك المطالب، إلا أنهم عرضوا التواصل فى محادثات مع روسيا حول طرق تعزيز الأمن فى أوروبا.
وعلى الرغم من أن روسيا قالت إنها سحبت بعض القوات، إلا أن أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية قال إن بعض القوات قد وصلت مؤخرا، وأنه هذا شابه زيادة فى المزاعم الكاذبة من قبل الروس التى قد يستخدما الكرملين كذريعة للغزو. وأشار المسئول الذى رفض الكشف عن هويته إلى أن تلك المزاعم شملت تقارير عن مقابر بدون شواهد لمدنيين قتلتهم القوات الأوكرانية، وتأكيدات بأن الولايات المتحدة وأوكرانيا يطورون دعاية كيماوية وبيولوجية، ومزاعم أخرى بأن الغرب يمول عصابات لقتل الأوكرانيين.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن لقناة ABC News إنهم لم يشهدوا انسحابا، وأن الرئيس الروسى فلاديمر بوتين يمكنه أن يسحب الزناد، يمكنه أن يفعل هذا اليوم أو غدا أو الأسبوع المقبل، والقوات موجودة هناك إذا أراد أن يجدد العدوان ضد أوكرانيا.
وردا على سؤال حول أسباب زعم روسيا سحب القوات فى الوقت الذى تظهر فيه المعلومات الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية التجارية ومقاطع فيديو على السوشيال ميديا عدم وجود أدلة على ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن تلك قواعد روسية معتادة، برسم صورة للرأى العام، وفعل عكسها فى الوقت نفسه.
وفى نفس السياق، أعلنت استخبارات أستونيا أن ما يقرب من 10 مجموعات قتالية تحركت صوب حدود أوكرانيا، حيث تقدر بأن نحو 170 ألف جندى قد تم نشرهم، وفقا لما قاله مايك ماران المدير العام لجهاز المخابرات الخارجية فى استونيا.
دبابات روسية
وأضاف أن الهجوم المحتمل من قبل روسيا قد يشمل قصف صاروخى واحتلال أراضى رئيسية. وتابع قائلا أنه لو نجح الروس فى أوكرانيا، فإن هذا سيشجعهم على زيادة الضغط على دول البلطيق فى السنوات القادمة، مشيرا إلى أن التهديد بالحرب أصبح الأداة الرئيسية لبوتين.
وذكرت شركة ماكس للتكنولوجيا، وهى شركة تجارية لصور الأقمار الصناعية، والتى كانت تراقب حشد القوات الروسية، أن صورا جديدة أظهرت نشاطا عسكريا روسيا مكثفا قرب حدود أوكرانيا، بما فى ذلك بناء جسر عائم فى بيلاروسيا على بعد أقل من 6 كيلومترات من حدود أوكرانيا.ويقع الجسر بالقرب من المنطقة المحظورة المحيطة بمفاعل تشيرنوبل الذي انفجر عام 1986.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة