العمارة القوطية فى أوروبا.. هل استعارت عناصرها من التصميمات الإسلامية؟

الجمعة، 18 فبراير 2022 11:00 م
العمارة القوطية فى أوروبا.. هل استعارت عناصرها من التصميمات الإسلامية؟ العمارة القوطية
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطلقت عبارة العمارة القوطية على هذا الفن المعمارى المنتشر فى أواخر القرون الوسطى وبخاصة من منتصف القرن الثانى عشر الميلادى إلى نحو عام 1400 وقد نشأ اسم قوطى مع مثقفى عصر النهضة الإيطالية المعروفين بالإنسانيين وينسب إلى قبائل القوط الجرمانية التي اجتاحت إيطاليا فى القرن الخامس الميلادي، ويعتبر الإنسانيون فن القرون الوسطى من إنتاج القوط الهمج.

يقترن الطراز القوطي بعصر إنشاء الكنيسة في أوروبا الشمالية، ويتسم هذا الطراز غالبًا بطرق إنشائية معينة كالأقواس البارزة والعقود المعمارية المضلعة والدعائم الطائرة (الأكتاف)، إلا أن كلاً من الأقواس البارزة والقناطر المضلّعة كانت موجودة في الطراز الرومانسكي الذي كان منتشرًا خلال القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الميلادى.

وعندما دمر حريق كاتدرائية نوتردام فى باريس في أبريل 2019، أشارت المؤرخة المعمارية ديانا دارك إلى أن الجميع بالطبع يعرفون أن البرج الشهير والنافذة الوردية لأروع كاتدرائية قوطية في فرنسا تم نسخها من كنيسة سورية بنيت في القرن الخامس.

فوجئت دارك وفقا لناشيونال جيوجرافيك برد الفعل على ما أسسه المؤرخون كمسار تأثير معروف وهو التبادل بين الشرق والغرب في الأفكار المعمارية وقد سبقها منذ قرون ظهور الرأى القائل إن العناصر المحددة الرئيسية للطراز القوطي مستعارة من العمارة الإسلامية في الشرق الأوسط، حيث تشير القمم الشاهقة لقصر وستمنستر في لندن، والأقواس المدببة لكاتدرائية القديس مرقس في البندقية، والنوافذ الوردية في نوتردام، إلى تأثير التصميم الإسلامي.

لكن منذ أوائل القرن التاسع عشر تم نسيان هذه المساهمات، وأصبح فن العمارة القوطي يحتفل به باعتباره أسلوبًا جوهريًا في أوروبا الشمالية.

في بريطانيا، كان إحياء هذا النمط من العمارة في العصور الوسطى الذي بدأ يطلق عليه "القوطية" يمضى على قدم وساق فلم يعد أنصار الإحياء يرفضون القوطية باعتبارها شكلاً فجًا أو بربريًا ، وبدلاً من ذلك أعادوا استخدامها كأسلوب وطني وطني.

المهندس المعمارى جون كارتر من القرن التاسع عشر اعتبر كلمة قوطية "تسمية بربرية" وجادل بأنه يجب ببساطة تسميتها "الإنجليزية" وفي خضم حرب طويلة مع فرنسا الثورية، أعلن كارتر أن القوطية "هندسة وطنية"، متجذرة في تقاليد تمتد إلى قرون فبعد أن دمر حريق قصر وستمنستر عام 1834، أعيد بناؤه حتماً على الطراز القوطي.

ومع ذلك ففي أماكن أخرى، حتى في ذروة النهضة القوطية الفيكتورية، كان من الواضح للكثيرين أن القوطيين قد قدموا من الشرق بثقافتهم المعمارية التى أثرت كثيرا في المبانى التى أنشئت في أوروبا خلال القرون الوسطى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة