تتواصل أجواء التوتر وتراشق الاتهامات بين الدول الغربية وروسيا، فى الوقت الذى شهدت فيه الأوضاع على الأرض تطورا بصف بالمدفعية فى مناطق شرق أوكرانيا عزز المخاوف بتطور عسكرى للتوتر القائم منذ عدة أشهر.
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن للصحفيين فى البيت الأبيض أن التهديد بالغزو يظل مرتفعا للغاية، وأن روسيا ربما تختلق ذريعة للقيام بذلك. وأوضح بايدن قائلا: لدينا سبب للاعتقاد أنهم منخرطون فى عملية زائفة ليكون لديهم عذرا للذهاب. كل المؤشرات التى لدينا أنهم مستعدون للذهاب إلى أوكرانيا ومهاجمتها، مضيفا أنه يعتقد أن هذا سيحدث فى الأيام العديدة المقبلة.
وفى مجلس الأمن الدولى، حذر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن من أن روسيا تخطط لهجوم زائف أو حتى حقيقى تستخدم فيه الأسلحة الكيماوية، وأضاف أن روسيا ربما تصف الحدث كتطهير عرقى أو إبادة، وسيكون هذا حدثا عنيفا ستجلبه روسيا على حدود أوكرانيا أو اتهامات غاضبا ستوجهه روسيا ضد حكومة أوكرانيا. ومن المقرر أن يلتقى بلينكن مجددا مع نظيره الروسى سيرجى لافروف فى مساعى مستمرة لتخفيف أجواء التوتر.
وقال رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون إن موسكو تقف خلف القصف المدفعى فى مناطق شرق أوكرانيا المتنازع عليها، والتى أسفرت عن ضرب روضة أطفال. ووصف الوضع بأنه قاتم للغاية.
وكانت مصادر بالحكومة البريطانية قد قالت فى وقت سابق هذا الأسبوع إنهم لا يعتقدون أن بوتين قد قرر شن الغزو. لكن مصادر أشارت أمس الخميس إلى أن هذا التحليل تغير فى الساعات الأربع والعشرين الماضية، وقال أحدهم: إنه، أى بوتين، سيفعلها، وسيكون الأمر بشعا.
وجاءت التصريحات بعد إحاطة متشائمة تم تقديمها للمسئولين الغربيين الذين قالوا إن الحشد العسكرى الروسى يتواصل وأن تقريبا نصف المجموعات التكتيكية القتالية موجودة على مسافة 30 ميل من حدود أوكرانيا.
من جانبه، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف التقارير التى تتحدث عن غزو وشيك، لكنه قال إن الوضع فى شرق أوكرانيا يتصاعد. وأضاف أنهم حذروا مرارا من التركيز المفرط للقوات المسلحة الأوكرانية فى المنطقة المجاورة مباشرة إلى خط ترسيم الحدود، إلى جانب الاستفزازات المحتملة من قبل أوكرانيا يمكن أن تشكل خطرا رهييا، وأضاف أنهم يرون أن هذه الاستفزازات تحدث الآن.
وعلى الجانب الآخر، اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الانفصاليين المدعومين من روسيا باستخدام دبابة لإحداث قصف مدفعى شرقى أوكرانيا. وأوضح وزير الخارجية الأوكرانى أن "الانفصاليين أطلقوا النار على الأراضى الأوكرانية بالمدفعية الثقيلة التى تحظرها اتفاقية مينسك"، مشيراً إلى استخدام دبابة فى عمليات القصف.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن إعلان روسيا الانسحاب العسكرى من حدود أوكرانيا كان حيلة متعمدة لتضليل الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، بحسب ما أفاد أربعة مسئولون، فى الوقت الذى أصدر فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن تحذيرا قاتما بأن الكرملين سيشن هجوما فى الأيام العديدة المقبلة.
وجاءت التفاؤل بإمكانية تجنب الصراع بعد أيام م وميض من الأمل عندما أشار القادة الروس إلى أنهم سيبدأون فى سحب قواتهم البالغ عددها نحو 150 ألف والمحتشدة على حدود اأكرانيا. ورافق هذا الإعلان مقاطع فيديو قدمها الكرملين ظهرت فيها دبابات وعتاد ثقيلة أخرى تغادر مناطق الحدود بعربات سكة حديدية. ويعتقد المسئولون الأمريكيون الآن إنها كانت محاولة لإخفاء النوايا الحقيقية لروسيا فى المنطقة.
وقالت واشنطن بوست إن المسئولين الأربعة تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشتهم معلومات استخباراتية حساسة.
وأشار المسئولون إلى أن القوات الروسية ظلت تتزايد قرب حدود أوكرانيا، وتصاعد القصف المدفعى فى شرق أوكرانيا مما يزيد من الاتجاهات القامة بشكل متزايد فى واشنطن والعواصم الأوروبية التى كانت تأمل تجنب الحرب. وتواصل روسيا أيضا التدريبات العسكرية فى بيلاروسيا، والقريبة أيضا من حدود أوكرانيا، والتى يخشى مسئولو الاستخبارات أن تقدم الغطاء للغزو. ومن المقرر أن تنتهى التدريبات يوم الأحد المقبل.
وفى ظل تصاعد التوتر، اتهمت السفارة الروسية فى مصر الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي بمواصلة الهستيريا بشأن "الغزو الروسي لأوكرانيا"، وقالت فى بيان لها إنهم يفعلون ذلك بمساعدة المعلومات المضللة التى توصلوا إليها هم أنفسهم. وأشارت السفارة إلى أنهم يقومون بهجوم نفسي حقيقي ضد روسيا وذلك بمساعدة المعلومات المضللة.
وأوضحت السفارة فى بيانها الصادر صباح الجمعة، أن القوات الأوكرانية التي تسيطر عليها واشنطن قامت بصف بقصف أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بقذائف الهاون منذ 17 فبراير ، بحثًا عن نقاط ضعف في دفاعها. وأضاف البيان: تحت غطاء الدعاية الغربية ، تجري الاستعدادات الواضحة لهجوم حقيقي على دونباس ، بما في ذلك بالقرب من خط الترسيم ، وتتركز مجموعات من القوات المسلحة الأوكرانية. وعلمت السلطات في دونيتسك بخطة لعملية هجومية أعدتها كييف، وتم عرضها على التلفزيون كدليل.
وأكدت السفارة مجددا أن روسيا لن تهاجم أحدا، وقالت إنه مع ذلك ، فإن الأمريكيين يريدون حقًا ترتيب حرب بين الروس والأوكرانيين، واتهتمهم بدفع نظام كييف إلى ما وصفته بمواصلة الإبادة الجماعية لسكان دونباس، ومن بينهم العديد من المواطنين الروس.