"الراحمون يرحمهم الرحمن" مقولة جسدتها سيدة فى العقد السادس من عمرها وسطرت ملحمة إنسانية فريدة، وذلك بعدما قامت بالتفرغ هى وأبنائها لخدمة القطط سواء كانت قطط شوارع أو قطط تبنى يتركها أصحابها بالشوارع لتحارب الموت كل لحظة، نظرا لسلالتها النادرة التى تحتاج إلى بيئة معينة للمعيشة وكذلك طعام محدد.
التقى "اليوم السابع" منال الشاعر، البالغة من العمر 60 سنة والمقيمة بمدينة طنطا فى محافظة الغربية، والتى أطلق عليها الأهالى لقب "سيدة القطط" حيث تعيش فى المنزل مع عشرات القطط، ولم يقتصر الأمر على تربية القطط فقط بل تطور ليكون للمنزل ملجأ للقطط والكلاب وأى حيوان يعيش بلا مآوى.
وقالت منال: إن لديها عدد كبير من القطط يفترشون منزلها المتواضع وتحضر لهم الطعام يوميا كما لو كانوا أبنائها الصغار تهتم بصحتهم وتعتبرهم أولادها، موضحه أنها قامت بتحويل المنزل إلى دار لرعاية وتربية للقطط التى جاءت فترة ووصلو 400 قطة مختلفة الأنواع.
وأضافت: تربية هذا العدد الكبير من القطط أمر صعب للغاية، حيث أنهم يحتاجون إلى رعاية مخصصة وتكاليف مالية كبيرة، ووصل الأمر إلى قيامى ببيع كل ممتلكاتى من أجل الإنفاق على القطط وإطعامهم وتوقيع الكشف الطبى عليهم بعيادات أطباء الحيوانات المتخصصين، موضحه أن ابنائها يساعدون فى تربيتهم معها.
وأشارت إلى أن الفكرة بدأت معها هى ونجلتها بقطة صغيرة وكانوا عندما يجدون قطة مشردة فى الشارع يقمن باصطحابها للمنزل وتربيتها، وازدادت الأعداد بشكل كبير وأصبح لديهم أعداد كبيرة من القطط، مضيفه أن تربية القطط تسببت لهن فى مشكلات كثيرة مع الجيران وصاحب المنزل، ولجأ صاحب المنزل لقطع المياه والكهرباء عن الشقة بسبب الأعداد الكبيرة للقطط، وطلب منهم الاستغناء عن القطط لكنها رفضت بشدة وأصرت على الحفاظ عليهم.
وأكدت أنها قطعت علاقتها مع الأشخاص وارتبطت هى ونجلتها بحب القطط، وقررن الاستغناء عن البشر بسبب الغدر والخيانة والحقد عكس الحب الذى يجدوه من القطط، وتابعت أنها قامت ببيع ذهبها لتوفير الأكل للقطط كما أنها باعت بعض أغراض المنزل لتوفير الطعام للقطط، مشيرة إلى أنها تسمى كل قطة باسم وتعرف القطة اسمها وتستجيب لها فور النداء عليها حتى وإن كانت نائمة.
وأوضحت أنهن يواجهن صعوبة فى النوم بسبب مشاكل القطط والخناقات التى تحدث بين القطط وبعضها البعض، وفصلت بعض القطط عن باقى القطط فى شقة مستقلة للحد من الخناقات.
وأضافت أنها ونجلتها حصلوا على تطعيمات السعار بسبب كثرة تعرضهم لعقر القطط، حفاظا على سلامتهم من الأمراض، مبينة أن القطط اعتادت على دخول الحمام لقضاء الحاجة ولا يمكن لأى قطة أن تخالف أوامرها.
وأوضحت أنها تشعر بآلام القطط المشردة فى الشوارع، خاصة وأنها شاهدت قطط تبكي، وكلبة بلدى تُرضع قطة صغيرة، وقطة ترضع كلب صغير، وتحرص على أن تجمع القطط فى منزل ورعايتها رعاية كاملة، وأكدت بأن القطط البلدى أذكى وأفضل من القطط الشيرازى والتى تعتبر الأخيرة دلوعة عكس القط البلدى.
وأشارت أميرة الفيومي، ابنه سيدة القطط الحاصلة على بكالوريوس حاسبات ومعلومات بكلية العلوم جامعة طنطا، أنها قررت تسخير كل وقتها من أجل مساعدة والدتها فى تربية القطط ورغم أنها مخطوبة منذ 4 سنوات، لكنها ترفض إتمام الزواج: "مقدرش اسيب القطط واتزوج".
وأوضحت أنها ترفض أى خروجات مع خطيبها والفسح والذهاب إلى المصايف من أجل تربية القطط، وأن خطيبها أصبح متأقلم على الوضع الحالى ويساعدها فى تربية القطط.