ظهور الحضارات القديمة، كان الفضل الأكبر في بناء تلك الحضارات وتشييد أسسها في واقع صعب واحيانا مناهض لفكرة الحضارة، أرجلا عظماء نهضوا في مجتمعاتهم لسبب أو ظرف خاص واسسوا كما يفهم من روايات التاريخ إمبراطوريات عظيمة، لكن الواقع الجغرافي والبيئي ينعكس في تفاعلاته على تفاعلات العقل لديه، فهل تنحسر تلك الحضارة أم تستمر فى الصعود، وفى الحالة المصرية كان ذلك سؤال ونقاش للعدد كبير من الكتب والدراسات.
ومن هذه الأعمال كان كتاب "الصعود الحضارى لمصر من جديد" للدكتور فتحى محمد مصيلحى، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكتاب يتألف من ثلاثة أبواب تتكون من ستة عشر فصلا جاء الباب الأول بعنوان "الشباب بين الانتحار المجتمعى وتجارب التنمية الحديثة وحلم الصعود"، ويشتمل على ستة فصول هى دورة الانتمائية وحلم الصعود الحضارى من جديد والشباب فى خريطة التحولات السكانية وأزمة التنمية بين التجارب السابقة وآفاق الحلول وخصوصية النموذج المصرى فى التنمية بين التأزم التنموى والانتحار المجتمعى وأخيرا إعصار الدورة المكانية وتداعياته التسونامية.
ويتعلق الباب الثانى بالتنمية والتعمير بين التحديات والطموحات والتجربة الفرعونية، ويتألف من خمسة فصول هى استراتيجية التنمية والتعمير فيما بين الأجداد والأحفاد وطموحات التنمية وتحديات الموقف المائى، وتطوير الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر وتعديل برامجها، والمعمور الفيضى محمية بين التأهيل والحفاظ على الموارد وبينة المجتمع وشركاء التنمية.
أما الباب الثالث والأخير فقد جاء بعنوان "الخروج الصحراوي والوادي الموازي" ، وضم أربعة فصول مثل تقويم الخروج العشوائى وتمدد المعمور المصرى ،وشراكة الجيش المصرى فى التنمية ومجتمعات واحات الورش والصوب نموذج تنموى بيئى وثقافى متوافق وآليات تفريغ المجتمعات القديمة وتشكيل المجتمعات الجديدة وسيناريو الخروج وترسيم الموطن الصحراوى الجديد .
ونسج المؤلف تصديرا بعنوان جمال حمدان الجغرافى المفكر والفيلسوف وتضمن ثلاثة أبعاد مثل شخصية عبقرية وتطور الإنتاج الفكرى عند حمدان وتطور الفكر الملتزم بقضايا الوطن وعمليات التفكير عند حمدان ومنهجياته وعلاقة حمدان بالمجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة